أبرز الأخبارملف

الفاتيكان في انتظار البابا الجديد

ليس عادياً ما يحدث وراء اسوار الفاتيكان، بابا يستقيل لاول مرة منذ 700 عام معلناً نفسه «مجرد حاج» متعهداً طاعة خلفه، ويرحل بعيداً مع كتبه وموسيقاه الى تلك القلعة الهادئة فيما العالم ومعه اكثر من مليار كاثوليكي يضج مصدوماً بالحدث التاريخي، وينتظر الدخان الابيض الذي سيتصاعد معلناً رأس الكنيسة الكاثوليكية الجديد. مؤتمرات تتواصل، مجمع سري ومرشحون كثر، والآتي قد يشكل حدثاً تاريخياً آخر، الدخان الابيض قد يعلن عن بابا اسود! تكهنات؟ ربما، لكن ابيض كان ام اسود، البابا الجديد مطلوب منه كثير كثير، وينتظره الكثير الكثير، وبوصوله  سنكون مع حدث آخر منتظر مع اطلالة الربيع، حين يعود بنديكتوس الـ 16 من  منتجعه الصيفي، ليشهد الفاتيكان لاول مرة في تاريخه بابوين، السلف والخلف معاً، وراء اسواره وفي حدائقه المتعطشة الى ربيع، فهل يكون الفاتيكان على موعد مع بابا تاريخي يعيد الربيع الى حناياه؟ واي بابا هو الآتي؟ واي دور سيكون للبابا السابق؟

خطا الفاتيكان خطواته الاولى في ادارة الكنيسة الكاثوليكية من دون بابا، متخذاً بعض التدابير الاحتفالية والاجرائية لاضفاء طابع رسمي على نهاية حبرية والاستعداد لاطلاق واعلان حبرية جديدة يأمل كثيرون ان تحمل  معها ربيعاً فاتيكانياً جديداً.
وهكذا ومنذ يوم الجمعة الفائت، بدأ العد العكسي لاجتماعات الكرادلة لاختيار بابا جديد، واعتباراً من الاثنين الذي تلاه، انطلقت «المؤتمرات العامة» تمهيداً لانتخاب خلف لبنديكتوس الـ 16 الذي صار في تمام السابعة بتوقيت غرينيتش مساء الخميس 28 شباط (فبراير) أول بابا يستقيل من منصبه منذ 700 سنة.
وسينتخب البابا الجديد مئة وخمسة عشر كاردينالاً جميعهم دون الثمانين، عين بنديكتوس سبعة وستين منهم، أما البقية فقد عينهم سلفه البابا يوحنا بولس الثاني، ويتطلب إعلان البابا الجديد فوزه بثلثي الأصوات مضافاً اليها صوت واحد. ويمثل الأوروبيون بين الناخبين ستين كاردينالاً، منهم واحد وعشرون كاردينالاً ايطالياً سبق للكثيرين منهم العمل في الجهاز الاداري للكنيسة.
وتواصلت خلال الاسبوع الفائت «المؤتمرات العامة» بهدف بحث المشاكل الكثيرة في الكنيسة، وتحديد صورة عامة للبابا المقبل الذي سيخلف بنديكتوس السادس عشر، حيث يدرك جميع الكرادلة ما ينتظر البابا العتيد من تحديات جسام، بين الاعتراضات الداخلية واضطهاد المسيحيين في العالم، إلى الإشكاليات الأخلاقية والتعديات بمختلف أنواعها التي تضج بها الكنيسة. وقد اراد الكرادلة أيضاً استغلال هذه التجمعات العامة والمشاورات التي تجري خلف الأبواب المغلقة، تمهيداً للاجتماع السري، لمناقشة التحديات التي تواجه الكنيسة في المستقبل. وبدا السيناريو الأكثر ترجيحاً انعقاد مجمع خلال الأسبوع التالي، بحيث يتم انتخاب بابا في الوقت المناسب ليرأس جميع المراسم استعداداً لعيد الفصح، وهو الأهم لدى المسيحيين.

في وداع بنديكتوس
يذكر انه مع استقالة بنديكتوس الـ 16، بدأت المرحلة الشهيرة المعروفة باسم «الكرسي الشاغر» والتي توقف معها جميع مسؤولي الكنيسة الرومانية (الجهاز الاداري والتنفيذي والاستشاري في الفاتيكان) عن ممارسة مهماتهم. وانيطت بأمين عام الفاتيكان والمعروف بالكاردينال «الكاميرلينغو» رسمياً مهام البابا المستقيل إلى حين انتخاب خلف له، وهذه المهمة الثقيلة  القيت على عاتق السكرتير الأمين ليوزف راتسينغر الكاردينال تارسيسيو برتوني.
وكانت حاضرة الفاتيكان قد عاشت  حدثاً تاريخياً لم تشهده منذ قرون، شاهدة على تنحي البابا بنديكتوس الـ 16 عن السدة البطرسية، بعد حبرية استمرت ثماني سنوات، فوضعت الأختام على باب الكرسي الرسولي، في انتظار انتخاب رئيس جديد للكنيسة الكاثوليكية. وبدأت رحلة بنديكتوس الـ 16 الى التقاعد بوداع مؤثر في الفاتيكان، مع أعضاء الحرس السويسري بكامل أزيائهم واقفين في حال تأهب، فيما الأساقفة والعاملون في الادارة الرسولية يجثون لتقبيل خاتم البابا، والى جانبه كبير مساعديه منتحباً. وقرابة الساعة 16:05 بتوقيت غرينيتش، 18:05 بتوقيت بيروت، راحت أجراس كنائس روما وبازيليك القديس بطرس في الفاتيكان تقرع بقوة مؤذنة باقلاع طائرة الهليكوبتر البيضاء التي تحمل اسم الجمهورية الايطالية وعلم الفاتيكان من مهبط المروحيات، وعلى متنها بنديكتوس الـ 16 في رحلة استغرقت نحو 15 دقيقة الى المقر البابوي الصيفي في كاستل غوندولفو. هناك، قرعت الاجراس أيضاً لدى وصوله وارتفعت هتافات بضعة الاف كانوا في استقباله في الساحة الرئيسية للقصر لالقاء النظرة الاخيرة على الحبر الأعظم المعتزل.
وبذراعين مفتوحتين، أطل بنديكتوس الـ 16 من شرفة القصر الذي سيمضي فيه الاشهر الاولى من تقاعده قبل أن يعود للعيش في دير بالفاتيكان، وبارك الحشد الذي هتف له بقوة، وأعلن وسط تصفيق أنه لم يعد بابا، قائلاً: «أنا مجرد حاج يبدأ المرحلة الاخيرة من الحج على هذه الارض».
وبدءاً من الساعة 19:00 بتوقيت غرينيتش، 21:00 بتوقيت بيروت، صار جوزف راتسينغر «قداسة بنديكتوس السادس عشر، البابا الفخري»، او «بابا روما الفخري». وفي الساعة عينها، أقفلت أبواب الفاتيكان لتبدأ مرحلة «الكرسي الشاغر» الى حين انتخاب بابا جديد. وفي كاستل غوندولفو، انسحب الحرس السويسري  ليحل محله رجال الدرك.
وكان بنديكتوس الـ 16 قد بدأ يومه الاخير في السدة البطرسية بجلسة مع الكرادلة حاول خلالها مجدداً تبديد المخاوف من دور محتمل له في المستقبل والنزاعات المحتملة بينه وبين خلفه. وفي كلمة غير مقررة، قال للكرادلة: «ان بينكم البابا المقبل الذي اعده بالاجلال والطاعة غير المشروطين»، مضيفاً انه سيكون قريباً منهم بالصلاة، وهو ما فسره الناطق باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي لاحقاً بانه «خطوة اصيلة جداً» تثبت ان ليست لدى جوزف راتسينغر «اية نية للتدخل» في قرارات خلفه.

في كاستل غوندولفو
وافادت تقارير لاحقة بأن بنديكتوس الـ 16 امضى الساعات الاولى لتقاعده في قراءة الرسائل المفعمة بالتمنيات الطيبة، وسار في حدائق المقر البابوي الصيفي في كاستل غاندولفو وصلى.
ونقل الناطق باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي عن السكرتير الشخصي للبابا الفخري يورغ غاينسواين أن بنديكتوس الـ 16 «شاهد تقارير تلفزيونية عن تركه الفاتيكان مساء الخميس، ونام ملء جفونه. الجو مريح»، مضيفاً أنه أخذ معه أقراصاً مدمجة فيها موسيقاه المفضلة، وعدداً كبيراً من كتب اللاهوت والتاريخ والفلسفة، وسيعاود قريباً عزف البيانو ليلاً.
ويذكر ان البابا المستقيل سيبقى يُنادى بـ «الأب المقدس» أو «صاحب القداسة»، أو كما يؤكد الناطق الرسمي للفاتيكان الكاردينال فيديريكو لومباردي بأنه سيحمل لقب «البابا الفخري» كما يواصل الاحتفاظ أيضاً باسم البابا بنديكتوس السادس عشر. كما سيكون بإمكانه وضع الرداء البابوي المتميز ولكن بغير الزركشات المعهودة أو التاج البابوي. اما خاتم صياد السمك (نسبة الى القديس بطرس) المصنوع من الذهب، وهو رمز للسلطة البابوية ويستعمل للتصديق على بعض وثائق البابوية، فقد خلعه بنديكت السادس عشر من إصبعه. وكان عليه ايضاً التخلي عن حذائه الأحمر الشهير لينتعل بدلاً عنه حذاء يدوي الصنع بني اللون صنعه له حرفي بالمكسيك عند زيارته لها في العام الماضي. ومن المتوقع بقاء البابا الفخري قرابة شهرين في كاستل غوندولفو بعيداً عن الضوضاء الإعلامية التي تحوط بمجمع الكرادلة المكلف انتخاب خلف له. ولدى عودته إلى الفاتيكان نهاية نيسان (ابريل)، سيستقر راتسينغر في الدير الصغير ”Mater Ecclesiae” وسط  حدائق الفاتيكان حيث قد يلتقي خلفه وجاره في تجاور نادر في تاريخ الفاتيكان. ويبقى ان نذكر ان بنديكتوس السادس عشر لن يغلق حسابه على موقع تويتر، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان سيواصل استخدامه أم لا. وكان قبيل مغادرته الفاتيكان، خاطب جمهوره الاوسع، وكتب في تغريدة بموقع «تويتر»: «شكراً لمحبتكم ودعمكم. لتتمكنوا دائماً من اختبار فرح جعل المسيح محور حياتكم».

هل يصبح رجل أسود بابا؟!
من يكون خليفة القديس بطرس المقبل؟
يقول مثل روماني قديم «من يدخل الاجتماع السري كبابا، غالباً ما يخرج منه كاردينالاً»،  فقبل رؤية عمود الدخان الأبيض محلقاً، احد لا يمكنه التكهن بهوية البابا الجديد المنتخب، ومع ذلك، وفور تخطي وقع الصدمة الذي أحدثه قرار استقالة البابا بنديكتوس، بدأ الحديث جدياً عمن سيخلفه على سدة الكرسي الرسولي، وبدأ يطرح الكثير من الأسئلة حول هوية وجنسية البابا المقبل وهل ستعطى الأولوية للكنائس غير الأوروبية أم أن الكرادلة الإيطاليين سيتحدون خلف واحد منهم لانتخابه، خصوصاً بعد انتظارهم هذه اللحظة لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً،  ام سيرتدي الثوب البابوي الابيض هذه المرة  ولاول مرة بابا اسود؟

مرشحون
تمحورت التكهنات حول عشرة كرادلة بوصفهم الأوفر حظاً لخلافة البابا المستقيل، من بينهم ثلاثة من أوروبا، وهناك تكهنات بأن البابا الجديد ربما يأتي من بين المناطق التي شهدت أكبر تزايد في أعداد المنتمين الى الكنيسة الكاثوليكية في أميركا اللاتينية وأفريقيا.
ا
ستعراض موجز لعدد من المرشحين للخلافة:
الايطالي انجيلو سكولا (71 سنة):كبير أساقفة ميلانو ، يتمتع بحظ وافر في الفوز بمنصب البابا، وما يعزز حظوظه اختيار اثنين من أسلافه بمنصب الأسقفية في ميلانو لمنصب البابا خلال القرن العشرين: البابا بولس السادس والبابا بيوس الحادي عشر. شغل أيضاً منصب بطريرك فينيسيا. يوصف سكولا أيضاً بأنه أحد المقربين من البابا الحالي ويشاع عنه أنه الشخص الذي يحلم به بنديكتوس السادس عشر كخليفة له. سكولا أيضاً أحد الكرادلة الذين يشجعون على الحوار والتواصل الإسلامي -المسيحي وكان مرشحاً لخلافة البابا السابق يوحنا بولس الثاني. ولكن هويته الايطالية قد تكون العائق في طريق إختياره، بإعتبار أن الفاتيكان حرص منذ مدة على إنتقاء أحبار من دول أخرى.
الاميركي تيموثي دولان (62 سنة): كبير أساقفة نيويورك منذ 2009. ومع أنه يتحلى بصفة الحيوية والنشاط الدائمين، إلا أن خصومه يأخذون عليه إنتماءه الى دولة عظمى قد تؤثر سياستها على دوره.
مارك أويليه: كاردينال كندي ورئيس مجمع الأساقفة والمطران السابق لإقليم كيبيك الكندي، واحد من الكرادلة المرشحين بقوة لخلافة بنديكتوس السادس عشر كما يرى المختصون في الشؤون الكاثوليكية. يجيد التحدث بلغات عدة (الفرنسية والإنكليزية والأسبانية والإيطالية والبرتغالية والألمانية) وعليم بشؤون أميركا الجنوبية حيث خدم هناك كمبشر. طرح اسمه ضمن ثلاثة أسماء من قبل مكاتب الرهانات البريطانية كأحد أقوى المرشحين للكرسي الرسولي.
أوسكار رودريغيز مارادياغا: كاردينال هندوراسي ورئيس منظمة «كاريتاس» الخيرية العالمية. يصنف ككاردينال يساري ويدافع عن بعد اجتماعي أعمق للدين ويكافح الفقر ويروج لحقوق الإنسان. يتميز بشخصية قوية ويتمتع بشعبية واسعة في أميركا الجنوبية كما أنه رسم مطراناً منذ 36 عاماً.
البرازيلي اوديلو بيدرو شيرر (63 سنة): رئيس أساقفة ساو باولو، يعتبره المراقبون من أقوى المرشحين كونه يمثل أكبر جالية كاثوليكية في اميركا اللاتينية.
الكاردينال الغاني بيتر تيركسون (64 سنة): يُصنّف في طليعة المرشحين الأفارقة ويعرض اسمه على أنه الأجدر بالمنصب البابوي، يفيض حيوية ومرحاً، كان الأسقف السابق لكيب كوست في غانا ويشغل الآن منصب رئيس «المجلس البابوي للعدالة والسلام». يصنف كأحد المقربين من بنديكتوس السادس عشر وتطلق عليه الصحافة «البابا الأسود المقبل». ويبدو من تركيز الصحف العالمية – خصوصاً الاوروبية منها – أن المرشح الغاني سيكون بين الأسماء المدعومة من غالبية الدول الافريقية.
الكاردينال النيجيري فرانسيس أرينز (1932): يشتهر بحس الفكاهة وبصراحته الحادة. مصنف ضمن أكثر الناس حظوظاً لخلافة البابا، وكان يعد خليفة محتملاً للبابا السابق يوحنا بولس الثاني.

1،2 مليار كاثوليكي حول العالم وأفريقيا الأوسع انتشاراً
بحسب إحصاءات الفاتيكان، هناك ما يقدر بـ 1،2 مليار شخص من اتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية حول العالم، أكثر من 40 في المئة منهم يعيشون في أميركا اللاتينية، لكن أفريقيا شهدت أكبر تزايد في عدد أفراد الكنيسة خلال السنوات الأخيرة.
يصل عدد الكاثوليك في أميركا اللاتينية الى 483 مليون شخص وهم يمثلون 41،3 في المئة من إجمالي عدد الكاثوليك حول العالم، وهناك أربع دول في أميركا اللاتينية من بين الدول العشر الأعلى في العالم من حيث السكان الكاثوليك.
ويوجد في البرازيل أعلى نسبة من أتباع الكنيسة الكاثوليكية مقارنة بأي دولة أخرى ويتجاوز عددهم 150 مليون شخص، بينما تضم إيطاليا أكبر عدد من الكاثوليك في أوروبا ويصل عددهم إلى 57 مليوناً، في حين يوجد في الكونغو الديمقراطية أعلى عدد من السكان الكاثوليك في أفريقيا وتحتل الكونغو المركز التاسع على مستوى العالم بنحو 36 مليون شخص.
ومنذ عام 1970، شهد انتشار الكاثوليكية نقطة تحول عالمية الى ناحية الجنوب، حيث تراجعت نسبة الكاثوليك الذين يعيشون في أوروبا بينما شهدت أفريقيا نمواً في عدد الكاثوليك من 45 مليوناً في عام 1970 إلى 176 مليوناً عام 2012. وبناء على هذه الإحصاءات فان العدد المتوقع بعد عشر سنوات سيصل الى 230 مليوناً. وشهدت آسيا نمواً أيضاً بلغت نسبته نحو 12 في المئة من إجمالي عدد السكان الكاثوليك في العالم، أو نحو 137 مليون شخص.
وبالمقارنة مع ما يحصل في الدول الاوروبية والولايات المتحدة، حيث هبط عدد المنخرطين في سلك الكهنوت بنسبة عشرة في المئة، إزداد العدد في افريقيا بنسبة 14 في المئة. في ضوء هذه المتغيرات، بدأ البحث جدياً في إختيار بابا افريقي من بين 16 كاردينالاً جاءوا من القارة السوداء، والأبرز بينهم الغاني بيتر تيركسون والنيجيري فرانسيس ارينز.

هكذا ينتخب البابا
مع استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر، تحتم على الكنيسة الكاثوليكية المسارعة في اختيار بابا جديد للفاتيكان، قبل أن يحل عيد الفصح بنهاية آذار (مارس) الجاري.
وعادةً لا يسمح للكرادلة  بأن يختاروا البابا قبل مرور 15 إلى 20 يوماً، بعد أن يخلو المقعد من صاحبه، سواء أكان ذلك بالوفاة كما جرت العادة، أو بالتنحي، كما هو حال البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي يعتبر حالة نادرة، لكن استقالة البابا ادت الى  القيام بتعديلات بسيطة على تشريعات لم تتغير منذ 500 عام، حتى يتم العثور على بديل له بسرعة، لكي يتمكن البابا البديل الجديد من الاستعداد لأحد الشعانين، الذي يصادف في 24 آذار (مارس) الجاري.
ما الذي يفعله الكرادلة أولاً لاختيار البابا الجديد؟
عادةً، عندما يتوفى من يحتل منصب البابا، يقوم عميد الكرادلة باستدعاء من يمكنهم التصويت، إذ يشترط أن يكونوا دون سن 80. وليتمكنوا من التصويت بشكل شخصي، عليهم القدوم إلى الفاتيكان، وعدم الخروج من غرفة الاجتماعات حتى يتوصلوا إلى قرار، ولا يسمح لأي منهم التحدث إلى أحد من خارج الغرفة.
ك
يف تتم عملية التصويت؟
يبدأ الاجتماع السري للكرادلة في كنيسة القديس بطرس، ومن ثم ينتقلون إلى كنيسة سيستين، المعروفة بسقفها المزخرف برسومات فنان عصر النهضة الشهير، مايكل أنجيلو.
ويتم توزيع أوراق التصويت على الكرادلة ليختاروا اسم مرشحهم ويطووا الورقة، ومن ثم يتوجهون، واحداً بعد الآخر، بالترتيب حسب الأعمار من الأكبر إلى الأصغر سناً، إلى وعاء يتوسطهم ليضعوا أوراقهم فيه. ورغم أن أسماء المصوتين تكون مجهولة، إلا أن الأصوات تعلن في الاجتماع. ويمكن للكاردينال المرشح أن ينال المنصب، إذا حصل على ثلثي الأصوات زائد واحد، وإن لم يتم الحصول على اسم واحد، عندها تتم عملية التصويت ثلاث مرات خلال اليوم الأول.
على ماذا يدل الدخان المتصاعد من مدخنة كنيسة السيستين؟
بعد الحصول على نتائج الإقتراع يتم وضع أوراق التصويت في المدفأة الموجودة في الكنيسة التي يتم فيها التصويت، وفي حال عدم تحديد المرشح الفائز، تضاف مواد كيميائية إلى أوراق التصويت التي وضعت لتحترق، وليظهر دخان أسود، وعندها يعلم المراقبون المتواجدون في ساحة القديس بطرس أنه لم يتم اختيار البابا بعد.
أما في حالة انطلاق الدخان الأبيض، فهذا إعلان من الكرادلة للعالم بأسره بأنهم تمكنوا من اختيار البابا الجديد.
ويشترط أن يقبل الكاردينال الفائز بالمنصب حتى يبدأ مهامه، ويتم سؤاله بالإسم الذي يرغب بأن يشار إليه. ومن ثم يقوم الكاردينال الأكبر بالعمر بإعلان اسم البابا الفائز للجماهير المترقبة في الساحة، ولينضم إليهم البابا ليحيي الجماهير والعالم كإشارة لتوليه منصبه الجديد.

تغريد الكرادلة على «تويتر» ممنوع!
هل ستحل تغريدة على تويتر مكان الدخان الأبيض الخارج من مدخنة كنيسة «سيستين» إعلاناً عن انتخاب البابا الجديد للكنيسة الكاثوليكية؟ هذا على الأقل ما تخشاه دوائر الفاتيكان في روما. فقبل أن يقرر البابا المستقيل بنديكتوس السادس عشر فتح حساب على تويتر في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، كان عدد آخر من الكرادلة قد سبقه في فتح حسابات خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي. وتجنباً لأية تسريبات قد تحصل خلال انعقاد مجمع الكرادلة المغلق لانتخاب البابا الجديد وحفاظاً على تقليد اطلاق الدخان الأبيض، سيحرم الكرادلة الـ 117 من تويتر ومن كل وسيلة اتصال أخرى خلال انعقاد المجمع البابوي.
وقد تدعو هذه التدابير بحق الكرادلة إلى الابتسام ولكن البسمة تتلاشى حين نكتشف بأن الكرادلة الذين تقصدهم تحديداً هذه التدابير لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليدين. فحسب موقع «كاثوليك نيوز سرفيس»، 9 من الكرادلة على الأقل لديهم نشاط مميز على شبكات التواصل الاجتماعي بينهم كاردينال نيويورك تيموتي دولان مع 85 ألف مشترك على حسابه على تويتر والكاردينال الإيطالي رافاسي وهو من المرشحين لخلافة البابا ويغرد بثلاث لغات ولديه حوالي 40 ألف  متابع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق