سينما

White House Down… البيت الابيض أصبح أسود

مجدداً هذه السنة، البيت الابيض مستهدف ارهابياً من قبل السينما. الاستهداف الاول كان من خلال فيلم  Olympus Has Fallen للمخرج انطوان فوكوا ومن بطولة النجم جيرار باتلر الذي حاول التصدي لهجوم ارهابيين اسيويين استولوا على المقر الرئاسي وامسكوا بالرئيس اروون ايكهارت. اما الثاني فيثبت المثل القائل «دود الخل منه وفيه»، لأن مؤامرة الاستلاء على البيت الابيض حيكت هذه المرة من الداخل في شريط White House Down الذي اخرجه وانتجه رولاند اميريخ.

ليست المرة الاولى التي يستهدف فيها المخرج والمنتج رولاند اميريخ البيت الابيض. الغزاة في المرة الاولى كانوا قادمين من الفضاء الخارجي في فيلمه العلمي الخيالي Independence Day عام 1996من بطولة ويل سميث وبيل بولمان وجيف غولدبلوم. الكوارث الطبيعية هي المعتدي في المرة الثانية عام 2004 من خلال الثريلر العلمي الخيالي الدرامي  The Day After Tomorrow من بطولة دنيس كوايد وجاك جيلنهال. اما اليوم فالارهابيون هم مجموعة خونة يديرهم العميل والكر (جيمس وود) مسؤول حماية الرئيس جيمس سوير (جايمي فوكس) المصمم على الانتقام منه لاعتقاده بأنه المسؤول عن موت ابنه الشاب في مهمة سرية خارج الوطن. ولكن مؤامرة والكر لن تتم كما كان مخططاً لها، ففي يوم التنفيذ سيتواجد في البيت الابيض شخص سيقلب المقاييس رأساً على عقب.


افشال المؤامرة
إنه العميل جون كايل (شانينغ تاتوم) مسؤول حماية رئيس المجلس (ريتشارد جنكينز) الذي حضر في ذلك اليوم الى البيت الابيض برفقة ابنته الصغيرة اميلي (جوي كينغ) ليقابل نائبة قائد الحماية (ماغي جيلينهال) ويقدم طلباً للعمل ضمن فريق حماية رئيس الولايات المتحدة. جون كايل وابنته الصغيرة سيكون لهما دور كبير في افشال مهمة الخونة الذين سيدمرون البيت الابيض ويحتجزون الرئيس ويهددون باطلاق صواريخ نووية وبتفجير حرب عالمية جديدة. حتماً جون كايل وابنته سيحظيان بالتقدير والشكر في نهاية الفيلم، ومثلهما حظي افراد الجيش الاميركي كافة بعميق الشكر من قبل فريق العمل على دفاعهم المستميت في سبيل الوطن. وقد جاء الشكر من خلال دعوة تلقاها الجيش الاميركي بكامل عديده لمشاهدة الفيلم مجاناً برفقة شخص من اختيارهم في اية صالة من الصالات الاميركية، وذلك يوم عيد الاستقلال الوطني الاميركي في 4 تموز (يوليو) الجاري.

ابهار مشهدي وكوميديا
من خلال ميزانية ضخمة بلغت 150 مليون دولار، نجح رولاند اميريخ في تقديم ثريلر درامي تشويقي وترفيهي من الطراز الرفيع، خصوصاً انه جاء متفجراً بالاكشن والمؤثرات الخاصة الاستعراضية والمطاردات وعمليات الانقاذ والانفجارات. هذه المكونات «البصرية» هي ركيزة هذه النوعية من الافلام التي لا تهتم فعلاً بتقديم قصة صلبة واجواء منطقية ومقنعة وسيناريو متماسك ومبتكر وخالٍ من الكليشيهات المكررة حول البطولات والوطنيات، بقدر ما تحرص على تقديم الابهار المشهدي والتقنيات الحافلة بالمبالغات. السيناريو لا يحمل جديداً لم نشاهده من قبل، وهو متوقع بمعظم حوادثه، ولكنه مال اكثر نحو ترطيب الدراما بالطرافة فمزج الأجواء المأساوية بمحطات كوميدية من خلال عدد من المواقف المضحكة التي تجمع بين العميل كايل ورئيس الولايات المتحدة اثناء محاولات هربهما من المعتدين ومقاومتهما لهم. اما من ناحية الصورة والمشهدية، فهو لم يتميّز فقط بالاكشن والمؤثرات الرقمية الضخمة، بل ايضاً بالديكورات التي نجحت في اعادة تجسيد البيت الابيض بغرفه ومكاتبه وصالاته. مصمم الديكور كيرك  بيتروشيللي تمكّن مع فريقه الضخم من اعادة بناء 70% من مقر الرئيس الاميركي بعد عمل مكثف استغرق شهرين كاملين. ولمزيد من الواقعية لجأ فريق الديكور الى موقع Ebay لشراء بعض الاكسسوارات (مثل السجاد وبعض التحف) التي كانت موجودة سابقاً في البيت الابيض. اما سيارة الرئيس الليموزين المدعوة The Beast فتم تصميمها بشكل تقريبي لأن تصميمها الفعلي أمر سري لا يمكن لأحد الاطلاع عليه.

 

 

نجوم الفيلم
يضم فيلم  White House Down نخبة من ابرز نجوم هوليوود  مثل الممثل الساحر شانينغ تاتوم صاحب الجسد الرياضي الذي بدأ حياته المهنية كراقص في كليب أغنية ريكي مارتن مثل She Bangs. بعد ذلك انتقل الى عرض الازياء وتصوير الاعلانات التجارية مثل Pepsi وGap وغيرهما قبل ان تجذبه السينما فيبدأ مسيرته السينمائية في سلسلة افلام الرقص Step Up وفي افلام رومنسية مثل Dear John. ولكن جسده الملائم تماماً لادوار الاكشن جعله سريعاً نجم افلام حركة مثل Fighting وPublic Enemies وG.I. Joe: Retaliation وThe Eagle. اما الرئيس الاميركي فيجسده الممثل الاسود جايمي فوكس واسمه الاصلي اريك مارلون بيشوب. فوكس سبق أن فاز بالاوسكار عن ادائه الرائع لشخصية الموسيقي الكفيف راي شارلز في شريط Ray عام 2004، ورشح لاوسكار افضل ممثل في دور ثانٍ عن Collateral من بطولة توم كروز،  وقام اخيراً ببطولة فيلم Django Unchained من اخراج كوانتن تارنتينو. من ابطال الفيلم ايضاً الممثلة ماغي جيلينهال التي رشحت لجائزة اوسكار افضل ممثلة في دور ثانٍ عن شريط Crazy Heart عام 2010.

مايا مخايل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق