شعر جوزف حرب في ديوانه الجديد «كم قديم غداً»
عن شركة «رياض الريّس للكتب والنشر» صدر حديثاً، ديوان جديد للشاعر جوزف حرب بعنوان: «كم قديم غداً». تتنقل موضوعات الديوان ما بين الطبيعة وأسرارها، والأمومة والأنوثة، والفلاح والسنبلة ورغيف الخبز، وصولاً الى الحياة والموت…
في قصيدته «يمامه» يقول:
عندما
توفيت أمي
وقفت
معنا
يمامه
تتقبل
العزاء
كانتا
صديقتين.
عند
كل غروب،
لأنام،
أمي تهز بي السرير،
واليمامه
تغنّي.
❊❊❊
في قصيدة بعنوان «الطحين» يقول:
الكل مسؤول
عن
الذين
هم
في
عداد
الجائعين
إلا
الطحين.
❊❊❊
وبات معروفاً عن جوزف حرب، انه شاعر الطبيعة والمرأة… وهنا قصيدة بعنوان «وداع»:
وعندما
ودعتها،
ودّعت قامه،
كانت يمامه.
عانقتها
صارت
غمامه.
وعانقتني
مثلما تعانق الريح الشجر.
ومَرّ برق
مشعلاً قامتها
وانهمر
المطر.
❊❊❊
وفي هذا الديوان جرعة زائدة من القلق الوجودي بخصوص الحياة والموت.
يقول في قصيدة «أمشي»:
وبرغم قناعة حبي للدنيا أني أعبر هذا العمر
الى
نعشي،
فأنا
أمشي.
❊❊❊
وفي قصيدة بعنوان «إرحل» يقول:
إن أنت شعرت بأنك سوف
تعامل
كالمهمل
إرحل.
❊❊❊
وجوزف حرب ينهل قصائده من الحياة، بكل ما فيها من معاناة، عامة وخاصة… وفي ديوانه الجديد، الكثير من القلق… قلق الفراق، وقلق الوحدة، وقلق الوجود… ويشدّه الحنين الى ذلك الزمن البعيد… وأحياناً يقارن بينهما.
يقول في قصيدة بعنوان «نوم»:
وكُنّا
إذا نمنا
وهَبّ الزمهرير،
وغدت شقوق البيت
يملأها الصفير،
شدّت أصابعنا الوسائد
تحتنا
ظنّاً بأن البيت يجري
أو
يطير.
وتضمّنا أمي
كأن ببيتنا
حَوْراً
إليه أوت من الريح الطيور.
❊❊❊
أفكار تجمع بين البساطة والعمق، وجُمل سهلة ومركّبة في آن واحد، يصوغها الشاعر كعادته مكثراً من الأضداد: الفرح والحزن، القلق والسلام، القبح والجمال، الخ… ولا يخالف العنوان (قديم – غداً) القاعدة.
يقول في قصيدة بعنوان «وطن»:
حتى الآن،
لم يكتمل بعد،
وطن
السنبلة.
فهو يحتاج
من العصفور،
الى راية
فيها جناح.
ومن
زيز الحصاد،
الى نشيد القمح.
❊❊❊
وفي قصيدة بعنوان «آلات» يقول:
الشاعر
عازف.
كل
الكلمات،
آلات.
❊❊❊
وفي قصيدة «فراق» يقول:
أقسى
فراق
سيكون حين سينتهي ما بين أقلام الكتابة والأصابع
من
عناق.
❊❊❊
الى قصيدة «الأعمق»:
أعمق
من يتألم
من
لا يتكلم.
❊❊❊
والى قصيدة «ذي الأرض»:
ذي
الأرض
عبر
العصور
فلنعترف
جنازة
تنقلها من كتف
الى
كتف.
❊❊❊
وبعد، هذا الشاعر لا يشبه احداً من شعراء العربية، سواء في دواوينه بالفصحى او بالعامية، انه نسيج وحده في هذا المجال. وله حتى الآن عشرة دواوين فصيحة، وأربعة عامية.
يضم ديوانه الجديد اكثر من 130 قصيدة، ويقع في 345 صفحة من القطع الوسط، في طباعة أنيقة، وتجليد فني فاخر.
الشاعر جوزف حرب
ديوان «كم قديم غداً»