رئيسيسياسة عربية

اليمن: مخطط ارهابي جديد لفرض امارة اسلامية في آبين

في الوقت الذي يرى الرئيس اليمني ان بلاده اصبحت على اعتاب مرحلة جديدة، عنوانها النتائج المرتقبة للحوار الوطني الذي يجري بدعم دولي واقليمي، وبمتابعة حثيثة من قبل مؤسسات يمنية، يتوقف متابعون عند كم كبير من العقبات التي قد تعصف بالبلاد، وقد تأتي بنتائج عكسية لما يراه وشيكاً.

يقر متابعون للشأن اليمني بصعوبة الوضع، وبتعقيداته الممتدة ما بين تنامي قوة تنظيم القاعدة الذي بدأ اعادة ترتيب اوراقه املاً باعادة فرض الامارة الاسلامية في مناطق جنوبية، والحوار الوطني الذي يعتقد المتابعون انه ما زال يراوح مكانه، وفي احسن الظروف يواجه صعوبات كبيرة في احراز تقدم ضمن اطارات البحث.
في هذا السياق، ترأس هادي اجتماعاً لأعضاء لجنة التوفيق للحوار الوطني وبحضور المبعوث الاممي إلى اليمن جمال بن عمر للوقوف على الشوط الذي قطعته مختلف اللجان وفرق العمل في اطار برنامج عمل مؤتمر الحوار اليمني.
وأشاد هادي بالجهود المبذولة في هذا الإطار من قبل جميع الأعضاء، مؤكداً انهم يؤسسون لمرحلة جديدة في تاريخ اليمن عنوانها السلم والوئام وبناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها الجميع والتي يتساوى فيها أيضاً الجميع في الحقوق والواجبات بعيداً عن الإقصاء والتهميش. وكشف هادي خلال اللقاء عن مناقشات تدور حول عشرين نقطة تشكل محور الحل للقضية الجنوبية. واتفق على اعطاء عملية البحث الفرصة الكافية بحيث يتم تأجيل الجلسة العامة التي كانت مقررة بهدف استكمال بحث النقاط العشرين، التي تمثل مطالب الجنوبيين، ومنها اعادة ممتلكاتهم التي يقولون انها صودرت، وممتلكات الدولة الجنوبية السابقة التي تحولت الى ملك لدولة الوحدة. وتعزيز مبدأ المشاركة السياسية، وغير ذلك من امور تصل في اقصاها الى حدود الحكم الذاتي.

دعوة الى التعاون
والتقى هادي برئيسي الحكومة والبرلمان وشدد على ضرورة التعاون بينهما وفقاً لما حددته المبادرة الخليجية. وحذر الرئيس اليمني من أن أي نكوص سيدفع ثمنه الجميع، مشدداً على وحدة الصف وتكاتف الجهود وأن يكون الجميع عند مستوى المسؤولية الوطنية والتاريخية من أجل تحقيق النتائج المطلوبة.
وبالتزامن، وجه هادي رسالة الى مجلس النواب حثه فيها على اضافة مادة الى قانون الانتخاب تمكن الجهات المختصة من تأسيس سجل الكتروني للانتخاب، وكذلك اسس اجراء الانتخابات والاستفتاء على القانون والتعديلات الدستورية وغيرها.
وتضمنت الرسالة الإشارة إلى طلب رئيس اللجنة العليا للإنتخابات باستكمال الإجراءات الدستورية والقانونية اللازمة لإصدار مشروع التعديلات القانونية المقترحة بشكل سريع «نظراً لضيق الوقت». وأحال المجلس مشروع التعديلات القانونية إلى اللجنة المختصة لدراستها ومناقشتها وتقديم تقرير ما يتم التوصل إليه إلى المجلس للبت فيها خلال الأسبوع المقبل.
بالتوازي، كشفت وزارة الداخلية اليمنية عن مخطط إرهابي تقوده عناصر تتبع لتنظيم القاعدة للاستيلاء على بعض القرى التابعة لمديرية لودر بمحافظة آبين حيث أخذت العناصر الإرهابية بالانتشار والتمركز في بعض المواقع في المديرية المذكورة، تمهيداً لفرض امارة اسلامية.
وأوضح مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية أن توجيهات صدرت الى الجهات الأمنية بمحافظة آبين وشددت على التحلي باليقظة الأمنية والعمل على ضبط أي عناصر مشبوهة. وتتواصل في اليمن عمليات الاغتيالات التي تستهدف ضباط أجهزة الأمن والمخابرات اليمنية وضباط الجيش أيضاً، في وقت يواصل تنظيم القاعدة في اليمن عملياته للاستيلاء على الأموال الحكومية في أكثر من محافظة يمنية.
وقالت مصادر وزارة الداخلية اليمنية: إن مسلحين يستقلان دراجة نارية اغتالا الضابط في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) العقيد سعيد سالم عبيدان في منطقة الديس بمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت (جنوب شرقي البلاد) وهي المحافظة التي يقتل فيها بصورة شبه أسبوعية ضباط أجهزة المخابرات والأمن، وتسجل أعلى رقم في خسارة الكوادر الأمنية والمخابراتية في إطار سلسلة الاغتيالات التي تستهدف هذه الفئة من قبل من يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة.
ويذكر أن تنظيم القاعدة في اليمن لجأ خلال الأعوام الأخيرة إلى تمويل عملياته ونشاطاته عبر السطو المسلح على البنوك أو أموال البريد، وهي في الغالب مرتبات الموظفين والعسكريين، وتشير التقارير الرسمية الى نهب ما يربو على مليار ونصف المليار دولار خلال نحو عامين، وبالأخص في جنوب البلاد.

تقرير حقوقي
في غضون ذلك، اكد تقرير حقوقي تم تقديمه للأمم المتحدة سقوط 1150 قتيلاً من اليمنيين جراء عمليات عسكرية نفذتها قوات أميركية فى اليمن بين عامي 2002 وحتى ايار (مايو) 2013، وتستهدف مبدئياً معاقل لتنظيم القاعدة.
واشار التقرير إلى أنه منذ الغارة الجوية الأولى للطيران الأميركي على الأراضي اليمنية فى تشرين الثاني (نوفمبر) 2002 وحتى ايار (مايو) 2013 تم تنفيذ ما بين 134 إلى 226 عملية عسكرية أميركية في اليمن شملت عمليات قصف بالطائرات أو طائرات بدون طيار أو إطلاق صواريخ من السفن الحربية المتمركزة في خليج عدن.                                                                        
وفي مسار آخر، اعلن مصدر امني يمني ان ثلاثة شرطيين قتلوا واصيب رابع بجروح في صنعاء في انفجار قنبلة يدوية الصنع. وقال المسؤول نفسه ان العبوة كانت مخبأة في كيس بلاستيكي وموضوعة عند نقطة تفتيش للشرطة في شمال العاصمة اليمنية. وقال المصدر نفسه ان الكيس انفجر عندما اراد الشرطيون التحقق من محتوياته. وان شرطيين قتلا على الفور. ومزق الانفجار ساقي شرطيين آخرين توفي احدهما بعد ذلك. كما قتل ضابط استخبارات على يد عناصر يرجح انهم من تنظيم القاعدة في المكلا جنوب شرق اليمن. وافاد مصدر امني ان رجلين على متن دراجة نارية اقتربا من الضابط هادي عبدات واطلق احدهما النار عليه فأرداه على الفور.
وحذرت وزارة الداخلية اليمنية جميع المواطنين من التعامل مع أي أجسام أو حقائب مشبوهة يعثرون عليها مصادفة في الطرقات وذلك حفاظاً على سلامتهم.                               
وأكدت أن الأجهزة الأمنية تمكنت خلال الفترة الماضية وبفضل البلاغات التي تقدم بها المواطنون من إبطال مفعول عدد من العبوات الناسفة التي تم زرعها من قبل عناصر إرهابية، كانت قد وضعت في الطرقات، لإثارة فضول المواطنين، ليكونوا في ما بعد ضحايا لمثل هذه الأعمال التي تستهدف حياة الأبرياء.

صنعاء – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق