تحقيق

«ليلة المتاحف» تفوق كل التوقعات!

وكانت «ليلة المتاحف» في ذاك المساء «الآذاري»، ليلة احيت وانارت اكثر مطارح بيروت عتمة وسكوناً!
مساء الجمعة الفائت كان شاهداً على حدث لم تشهده بيروت سابقا، المناسبة اختتام نشاطات الشهر الفرنكوفوني، واحتفالاً، اطلقت «ليلة المتاحف» و«مجاناً» افتتحت ابرز واكبر متاحف العاصمة ابوابها امام الزوار بدءاً من الخامسة بعد ظهر الجمعة ولغاية العاشرة ليلاً، اما النتائج فجاءت مدهشة.



في تلك الليلة كانت متاحف بيروت تشهد حدثاً غير مسبوق، تلك المتاحف المظلمة الخاوية غالباً التي تشتاق عتباتها واروقتها العابقة برائحة التاريخ والحضارات لدعسات الزوار، لمن يؤنس وحدتها ولمن تقص عليه حكاياتها، خصوصاً مع غياب السياح الاجانب الذين يشكلون النسبة الاكبر من زوارها،  تلك المتاحف في تلك الليلة الفريدة، شعشعت اضواؤها وشرعت ابوابها امام كل الزوار الذين وقفوا امام مداخلها في صفوف طويلة في انتظار دورهم، وقد توافدوا اليها من كل الاعمار والطبقات والفئات، افراداً وعائلات وغروبات، اطفالاً شباباً وعجائز، في تظاهرة ثقافية غير مسبوقة وايضاً غير متوقعة، اذ فاق العدد كل التوقعات ودخل الى متاحف بيروت المفتوحة مجانا بليلة واحدة ما يفوق الـ 4500 زائر، الامر الذي ادهش منظميها لناحية الاقبال الكثيف والتجاوب السريع مع دعوة «ليلية» الى حدث ثقافي نادراً ما يشهد تجاوباً مماثلاً من قبل اللبنانيين، خصوصاً انه تم في ظروف تعتبر الاسوأ امنياً، ما عكس تعطش وتوق اللبنانيين حقاً الى المشاركة في احداث ثقافية منظمة وراقية تنشلهم من جمود وركود  فرضته عليهم ظروف امنية وسياسية واقتصادية سيئة.
فللمرة الأولى في لبنان، وتحت عنوان «ليلة المتاحف»، اطلقت وزارة الثقافة «ليلة المتاحف» حيث افتتحت أربعة متاحف في بيروت أبوابها امام العموم، وسط اجواء موسيقية فاحت في ارجاء هذه المتاحف بمشاركة الكونسرفاتوار الوطني ومدرسة غسان مخيبر. وبذلك تمكن  جزء كبير من اللبنانيين لم يزوروا هذه الأماكن سابقاً لاسباب مختلفة ، من دخولها والتجول بين كنوزها والاطلاع على بعض من حكاياتها.

 


 

المتاحف المشاركة
الحدث الذي نظمته وزارة الثقافة لمناسبة اختتام نشاطات الشهر الفرنكوفوني تم بالتعاون مع اربعة متاحف في بيروت شاركت في الحدث وفتحت ابوابها في «ليلة المتاحف» وهي:
– المتحف الوطني اللبناني في المتحف الذي يتضمن مجموعة فريدة من الاثار اللبنانية علما ان وزارة الثقافة هي الان بصدد تأهيل الطبقة السفلى منه بهبة ايطالية لفتحه امام الزوار والسماح بمشاهدة مجموعات اثرية فريدة من نوعها.
– متحف الاثار في الجامعة الاميركية في بيروت الذي يحتوي قطعاً فريدة وهو من اقدم المتاحف في الشرق الاوسط.
– متحف ما قبل التاريخ في الجامعة اليسوعية الذي يحوي اثاراً للانسان في حقبة ما يعرف بما قبل التاريخ في منطقة لبنان والجوار، علماً ان
محتويات المتحف تم جمعها من قبل الاباء اليسوعيين وهو يمتاز بطابع علمي من اجل ابحاث ودراسات الطلاب.
– متحف «ميم» في جامعة القديس يوسف، انشىء بمبادرة فردية من السيد سليم ميشال اده ويحتوي على احجار تم جمعها من انحاء العالم كافة وقد صمم المتحف بطريقة حديثة، وتم تضمينه برامج معلوماتية تعطي للحجارة حيوية وتسمح للطلاب بزيادة معلوماتهم في هذا المضمار.

تكرار الحدث
وشارك وزير الثقافة المحامي ريمون عريجي في الحدث الاستثنائي عبر جولة قام بها على المتاحف الاربعة  بمشاركة فاعليات سياسية وثقافية واجتماعية وإعلامية.
ونوه عريجي «بهذا النجاح الكبير الذي لاقته هذه الليلة وتجسد بالعدد الكبير للبنانيين من مختلف الاعمار الذين ارتادوا المتاحف الاربعة»، لافتاً الى «أجواء الفرح التي سادت وترافقت مع التطلع الى معرفة التاريخ والمزيد من المعرفة والثقافة». وأكد ان «هناك توقاً لدى اللبنانيين لمثل هذه النشاطات»، كاشفاً عن ان “الوزارة ستعمد الى درس امكانية فتح المتاحف في اوقات محددة بصورة مجانية اسوة بالعديد من بلدان العالم.
وشكر لوسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة تغطيتها ومواكبتها لهذا الحدث ولإدارات المتاحف التي تجاوبت وشاركت.

تصوير: ميلاد ايوب

 


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق