رئيسيسياسة عربية

البريد الالكتروني هاجس اسرائيل الجديد

سلطة جهاز شين بت المعروف بالعامية باسم شاباك في الامن الاسرائيلي، لا حدود لها. ففي استطاعة جهاز الامن الداخلي، ان يفعل ما يشاء، بفضل قانون يفتح امامه، كل الابواب، فيتدخل في الحياة الخاصة للمواطنين الاسرائيليين، والسياح الاجانب، يهوداً وغير يهود، باسم الامن. ولا يفلت احد، من العشرة ملايين اجنبي، الذين يتوافدون، في كل سنة، لزيارة الاراضي المقدسة، المفروض فيها ان تكون للجميع.

في استطاعة ضباط الامن الاسرائيلي باستمرار ان يقرأوا الرسائل الالكترونية، المسجلة على اجهزة التلفون التي يحملها هؤلاء السياح، قبل ان يسمحوا لهم بدخول الاراضي الاسرائيلية.
ويؤكد الذين زاوا اسرائيل، مؤخراً، ان عقدة الامن في الدولة العبرية مرتفعة دون حدود، فـ «الرحيب» بالزائر، في مطار بن غوريون، تترجمه سلطات الامن الاسرائيلية باخضاعه في القدوم والذهاب، الى استجواب، بكل ما للكلمة من معنى، يؤكد الذين اخضعوا له، انهم لن ينسوه ابداً، فتكفي ظلال تظهر على وجه السائح ام جواب غير واضح، ام سمة دخول الى بلد عربي على جواز السفر، لاخضاعه الى المزيد من الاسئلة والتحقيق الاضافي، يتجسد في هذه المرة، في تفتيش جديد لحقائبه وانظمة الكومبيوتر التي قد يكون يحملها.
وقد يصل هذا المزيد الى الطلب من المسافر، ان يشغل جهاز الكومبيوتر المحمول الذي يحمله، وان يجعل رجال الامن، او نساءه يقرأون، الرسائل الالكترونية المسجلة فيه. ويؤكد هؤلاء الزوار، ان مجرد التشكيك، بانتماء الذين يزورون اسرائيل، الى فريق المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، يجعل ضباط الامن، يفرضون عليهم الكشف عن حسابهم الانترنيتي.

اعتراض
ولان الخوف من ان تقود هذه الظاهرة الى السعي لكشف النوايا والولوج الى الضمائر والى ابواب النفوس، عمدت جمعيات الحقوق المدنية في اسرائيل، الى الاعتراض، لدى المحاكم، على جهاز الامن الداخلي، شين بت واتهمته بخرق خصوصيات الناس وكرامتهم الانسانية.
ولكن المدعي العام الاسرائيلي يهودا واينشتاين، رأى غير ذلك، وقال لا، للاعتراض وعلى تدابير، ورأى انها «تمارس فقط في حالات الضرورة الاستثنائية، وبعد اكتشاف اشارات صارخة».
فتكون النتيجة، انه سيكون، في استطاعة شين بت، الاستمرار في الولوج على بريد السياح الانترنيتي، اذا شككت بهم، لدى وصولهم الى مطار بن غوريون، وبموافقة صاحب البريد، في طبيعة الحال، واما اذا رفض، ففي استطاعة الامن ان يمنعه من دخول الاراضي المقدسة.
ورأى المدي العام، واينشتاين «ان الاستجواب الذي يقوم به، جهاز شين بت، في المراكز الحدودية – بطرقه الخاصة – له اهميته القصوى في دعم امن اسرائيل، وردع المشكوك بهم، بين السياح الاجانب، الذين يرغبون في زيارة اسرائيل».
ولكن قرار المدعي العام، لا يعني نهاية المواجهة، بين السلطة ومن لا يرى رأيها، لان المنادين بعكس ذلك، سيرفعون القضية امام المحكمة العليا.

دون وجه حق
المحامية ليلا مرغاليت الناشطة الاسرائيلية، ضد هذه التدابير، على رأس جمعية «اكري» تعتبر اطلاع الغير، على بريد الانسان الالكتروني، كالولوج الى داخل روحه، والى خصوصياته. فان قانون الامن الاسرائيلي، لا يعطي جهاز شين بت هذا الحق، حتى باسم محاربة الارهاب، فالاطلاع على بريد اي انسان، الالكتروني، يحتاج في نظر هذه المحامية الى اذن خاص، من القضاء ولا يكون تلقائياً.
ثم كان اعلان اسرائيل، عن انها اسقطت طائرة من دون طيار، اخترقت مجالها الجوي، من الشمال، وكانت على مسافة  8 كيلومترات من ساحل حيفا. واعلنت حالة الانذار في كل المنطقة  العسكرية الشمالية، مع لبنان. ولكن حزب الله نفى ان يكون اطلق هذه الطائرة. ثم شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات على قطاع غزة. وجاءت هذه العملية التي نفذتها طائرة اسرائيلية مقاتلة من طراز اف – 16 غداة تصويت مجلس الشيوخ الاميركي. على دعم اسرائيل عسكرياً، اذا قررت الهجوم على ايران ولكن بموافقة واشنطن، التي لا تزال تفضل الحل الديبلوماسي. واشارت مصادر عسكرية اميركية الى ان وكالة الدفاع ضد الصواريخ في البنتاغون ستدخل للمرة الاولى، في برنامج 2014، انتاج عدد من الصواريخ لتجهيز الدرع الذي تنصبه اسرائيل، ضد الصواريخ.
وسيخصص البنتاغون 396 مليون دولار في ميزانيتي 2014 و2015، لتوسيع وتحسين النظام الذي تعده اسرائيل ضد الصواريخ، والذي يعرف باسم «القبة الحديدية» التي قد تطلق من قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، وسائر المناطق الحدودية، مثل جنوب لبنان، وكانت الولايات المتحدة، وظفت 486 مليون دولار في هذا الدرع، بموافقة استثنائية.

ج. ص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق