سياسة لبنانية

كلام الحريري من مصر عن إيران: أي رسالة؟!

أثار كلام الرئيس سعد الحريري بعد لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن الملف الإيراني اهتمام الأوساط السياسية. وهو قال: «لدينا ملاحظات على إيران ولكن هذا لا يعني أننا ضدها. نحن نريد أن تكون علاقاتنا بإيران لمصلحة لبنان ولمصلحة إيران معاً، وليس لمصلحة إيران فقط». وهذا الكلام رأت فيه مصادر سياسية في 8 آذار تعزيزاً للمناخات الحوارية الجارية على قدم وساق في البلد، وسيؤدي الى مزيد من التهدئة والتبريد ويخدم الأهداف الأساسية التي قام من أجلها الحوار.
وفي حين اهتمت أوساط دبلوماسية بمعرفة طبيعة زيارة الحريري وهل هي زيارة شخصية، فإن مصادر سياسية اطلعت على محادثات الحريري أشارت الى أن تصريحه يأتي تحت سقف الموقف العربي والمصري عموماً والذي يعتبر «أننا لسنا في حالة عداء مع إيران لكن في حالة خلاف كبيرة على ملفات أساسية. فالدول العربية ومصر تتعاطى مع إيران بوصفها دولة كبرى في المنطقة لها دور مهم، لكن ليس على أساس أن تسيطر على أربع عواصم عربية أساسية هي بغداد وصنعاء ودمشق وبيروت».
وأضافت المصادر: «هذا الموضوع كان أساسياً في محادثات الحريري ومع كل من السيسي وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، باعتبار أن التدخل الإيراني في عدد من الدول العربية أصبح يشكل عبئاً كبيراً على الوضع العربي، ولأن طهران باتت شريكاً في نزاعات وحروب عربية في هذه الدول الأربع في شكل لا يدل إلى أنها تمسك بالأوضاع في هذه الدول، بل تؤجج الصراعات فيها، متوسلة منطق اعتبار نفسها مرجعية الشيعة في العالم لتتدخل في شؤون إقليمية». أما كلام الحريري عن أن الاعتدال هو في مواجهة كل أنواع التطرف وليس نوعاً واحداً، سواء كان التطرف الإيراني أو التطرف الذي نراه في «داعش» و«النصرة»، فهو لإرضاء جمهوره بتكرار الموقف التقليدي من سياسة إيران في المنطقة، وفي الوقت نفسه «حاذر توتير العلاقة مع حزب الله، كي لا يؤثر ذلك في الحوار القائم بينهما باتخاذ موقف غير معاد لطهران».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق