سياسة لبنانية

سامي الجميل رئيساً لحزب الكتائب

أعلن الرئيس أمين الجميل قبل يومين أنه لن يترشح لرئاسة حزب الكتائب في الانتخابات التي ستجري (خلال المؤتمر العام منتصف حزيران – يونيو المقبل) ليفسح المجال أمام «تجدد الكوادر» فيه، ما يعني تنحيه عن رئاسة الحزب التي ستؤول الى نجله النائب سامي الجميل بعدما قطع أشواطاً كبيرة في تعزيز حضوره داخل قطاعات الكتائب المختلفة وبين قواعده. وقد نجح سامي، الحائز على إجازة في الحقوق من جامعة القديس يوسف وعلى شهادة دراسات عليا في القانون الدستوري من الجامعة نفسها، بكسب شعبية، وخصوصاً بين الشباب، كونه رأس «مصلحة الشباب في الحركة الإصلاحية الكتائبية» منذ العام 2003 وشغل منصب المنسق العام للجنة المركزية في الحزب نفسه منذ العام 2008.
ولعل مسؤولية النائب سامي الجميل تكمن، بعد ترؤسه للكتائب، في مدى قدرته على إعادة تجديد دور الحزب وجعله أكثر فعالية وتأثيراً على الساحتين المسيحية والوطنية. ولذلك التحدي الأساس مع سامي الجميل يكمن في جذب الشباب والجيل الجديد الذي ابتعد عن الكتائب وإعادة ضخ دم جديد، وإشراك أوسع مساحة ممكنة من الكتائبيين في بلورة الاتجاهات الجديدة وفي صناعة القرار، وإظهار القدرة على استيعاب الجميع.
وفي حين تؤكد مصادر كتائبية أن لا مشكلة حزبية جدية في تسلم سامي منصب الرئيس بل في ظل انعدام أي معارضة، يبدو أن التسلم والتسليم سيجري بسلاسة، فإنها تكشف عن اتجاهين سادا داخل الحزب بشأن الرئاسة (قبل إعلان الرئيس الجميل تنحيه):
– الأول تمثله الدائرة المحيطة بالنائب سامي الجميل ومعظم وجوهها من الشباب (أبرزهم ألبير كوستانيان، سيرج داغر، باتريك ريشا، ابراهيم ريشا، ساسين ساسين…) باتجاه حصول عملية التوريث في القيادة لاقتناعها أن هذا الأمر سيعطي الحزب دفعاً للانخراط أكثر في صفوف الشباب وسيتمكن من استقطابهم بكثافة.
– الثاني ممتعض من هذا الإجراء، وإن كان غير قادر على فرض رأيه أو تغيير مجرى الأحداث. ومعظم أصحاب هذا الرأي يخشون من العهد الجديد، ليس خوفاً على نهج الحزب أو موقعه، لا بل على مواقعهم التي قد تتأثر وتسحب منهم لصالح «الكتائبيين الجدد» في دائرة الرئيس الشاب.
أما النائب نديم الجميل، فتشير المصادر الى أنه لن يمنع «الانقلاب الأبيض»، وكل ما يمكن له أن يفعله هو تعزيز حيثيته في المؤتمر العام ورفع الصوت عالياً، حتى لو كان من دون تأثير (الثقل الكتائبي في المتن الشمالي حيث يبلغ عدد المندوبين 74 بينما لا يتعدون الـ 9 في الأشرفية).
الوراثة السياسية أمر شائع في لبنان وتحولت إلى جزء من التقاليد المتبعة في البلاد وإن كانت تتم دائماً تحت ستار الديمقراطية وآلياتها التي يتقن السياسيون في لبنان استخدامها لتمرير مشاريعهم وتحقيق غاياتهم. ويبدو أن عددا من القادة المحليين قرروا الاستفادة من الفراغ السياسي المتحكم بالبلاد لإعداد الأرضية اللازمة لتوريث أبنائهم رئاسة أحزابهم كما الزعامة السياسية. وكالعادة كان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط (66 عاماً)، سبّاقا باتخاذ المواقف المثيرة للجدل.
وينتهج رئيس «المردة» سليمان فرنجية (50 عاماً) سياسة التوريث عينها، إذ يُعد نجله طوني (28 عاماً) لرئاسة التيار ولاستلام الزعامة المسيحية شمال البلاد، بالإضافة لتولي مقعده النيابي.. وسرت شائعات مؤخراً بأن الرئيس نبيه بري بدأ يعمل لتوريث نجله باسل رئاسة حركة أمل. أما العماد ميشال عون والذي لم يرزق بأولاد ذكور، فيحضر صهره وزير الخارجية جبران باسيل لتولي رئاسة التكتل والتيار الوطني الحر… وفي عائلة الجميل، الرئيس أمين الجميل ورث والده (الشيخ بيار الجميل) وشقيقه (الرئيس بشير الجميل)، والنائب سامي الجميل يرث الآن والده الرئيس أمين الجميل «حياً»، وأيضاً النائب نديم الجميل كان ورث والده الرئيس بشير الجميل بعد مرحلة عبور انتقالية تولتها والدته النائبة السابقة صولانج الجميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق