أبرز الأخبارتحقيقسياسة عربية

شهر رمضان يبدأ الاثنين على وقع الحرب في غزة

أعلنت السعودية والإمارات ومصر ومعظم دول الخليج أن الإثنين سيكون أول أيام رمضان المترافق هذا العام وأجواء حزينة في المنطقة في ظل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
من جهتها، أعلنت إيران أن الثلاثاء سيكون أول أيام شهر الصوم في البلاد، وهو ما أعلنته أيضاً سلطنة عمان وليبيا.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية «واس» بياناً عن الديوان الملكي جاء فيه «المحكمة العليا تُقرر أن الاثنين الموافق 11 مارس (آذار) 2024 هو غرة شهر رمضان المبارك لهذا العام».
وجاء تأكيد بدء الشهر الإثنين إثر جدل يعود لتعذّر رؤية هلال رمضان في عدد من المراصد في المملكة بسبب «أجواء غائمة وعوالق ترابية»، حسمته المحكمة العليا بتأكيد رؤية الهلال في مرصد جامعة المجمعة الفلكي في الرياض.
وفي رسالة بمناسبة حلول شهر الصوم، دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز المجتمع الدولي إلى «الاضطلاع بمسؤولياته» إزاء الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة منذ خمسة أشهر «لإيقاف الجرائم الوحشية وتوفير الممرّات الإنسانية والإغاثية الآمنة».
وقال الملك سلمان «إنّنا وإذ يؤلمنا أن يحلّ شهر رمضان هذا العام، في ظلّ ما يعانيه أشقاؤنا في فلسطين من اعتداءات، فإنّنا نؤكد ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لإيقاف هذه الجرائم الوحشية، وتوفير الممرات الإنسانية والإغاثية الآمنة» لسكّان القطاع الفلسطيني المهدّدين بمجاعة.
بدوره وجّه الرئيس الأميركي جو بايدن التهنئة للمسلمين حول العالم بحلول شهر رمضان، قائلاً في بيان إنّ «الشهر الفضيل هو وقت للتأمل والتجديد، وهو يأتي هذا العام في لحظة ألم شديد».
وأضاف بايدن في بيان «بينما يجتمع المسلمون في جميع أنحاء العالم خلال الأيام والأسابيع المقبلة لتناول الإفطار، فإنّ معاناة الشعب الفلسطيني ستكون في أذهان الكثيرين. إنّها في ذهني بالنسبة الي»، متعهّداً زيادة المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وفي رسالة عبر الفيديو، ذكّر الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش بأنّ شهر الصوم يحلّ هذا العام بينما يعاني كثيرون في دول عدّة «من أفغانستان إلى منطقة الساحل، ومن القرن الأفريقي إلى سوريا وسواها» من جراء «الحروب والنزوح والخوف».
وأضاف غوتيريش «أودّ أن أعرب عن رسالة تضامن ودعم خاصة لجميع الذين يعانون من الفظائع في غزة. في هذه الأوقات العصيبة، تمثّل روح رمضان منارة أمل، وتذكيراً بإنسانيتنا المشتركة».
وعلى غرار السعودية، أعلنت الإمارات وقطر والكويت والبحرين ومصر واليمن والأراضي الفلسطينية أن الإثنين سيكون أول أيام رمضان، وفق ما نقل الإعلام الرسمي في هذه البلدان، تبعتها تونس والجزائر معلنتين أنّ الإثنين هو غرة رمضان.
وكانت إيران أعلنت سابقاً أنه يتعذر رؤية هلال رمضان الأحد. وقال حجة الإسلام علي رضا موحج نجاد، عضو طاقم الاستهلال «يمكن رؤية هلال شهر رمضان بسهولة يوم الاثنين. ولذلك نتوقع، كما ورد في التقويم، أن يكون يوم الثلاثاء هو أول أيام شهر رمضان المبارك».
في الأردن، أعلن مفتي عام المملكة أحمد حسنات، أن «الثلاثاء هو أول أيام شهر رمضان المبارك».
وقال حسنات في مؤتمر صحافي «اسأل الله أن يفرج كرب اهلنا المستضعفين في غزة ويرفع عنهم الابتلاء والعدوان ويرحم شهداءهم ويشفي جرحاهم».
وبينما يحيي المسلمون عادة هذا الشهر في أجواء من البهجة والفرح، تلقي الحرب في غزة بظلالها على جزء كبير منهم هذا العام خصوصاً في المنطقة.
ويأتي رمضان هذا العام وقد دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة شهرها السادس، بعدما اندلعت إثر هجوم للحركة على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، أوقع أكثر من 1160 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام رسمية.
وتعهّدت الدولة العبرية «القضاء» على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتشنّ مذاك قصفاً مكثفاً وعمليات برية في غزة، ما أدى لمقتل أكثر من 31 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة للحركة.
وفيما تصدح التكبيرات في عدد من العواصم العربية إيذاناً بصلاة التراويح لأولى ليالي رمضان مساء الأحد، قالت وزارة الأوقاف الفلسطينية إنّ «أكثر من ألف مسجد باتت ركاما وأكوام دمار أو تضررت بسبب القصف الاسرائيلي».
وأضافت «لن يتمكن مئات آلاف المصلين من أداء صلاة التراويح في المساجد المهدومة».
ومقابل استعدادات الأسر في العالم الإسلامي لإحياء الشهر، يواجه أكثر من مليوني شخص يشكّلون الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطيني المحاصر، خطر المجاعة، بحسب الأمم المتحدة، في وقت يواصل المجتمع الدولي تعبئته لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية.

«قهر شديد»

وقال حسونة طبيب حسان وهو طبيب أسنان، نازح من مدينة غزة لوكالة فرانس برس «هناك العديد من الأشياء غير متوافرة في السوق، وحتى إذا كانت متوافرة فهي بأسعار فلكية».
الأمر نفسه أكده الطبيب هشام عبد الفتاح الذي قال «نعاني حالياً من أشياء لم نعهدها في الماضي، مثل الأسعار المرتفعة جداً، بل الجنونية».
بدوره، تحدث باسل ياسين وهو مهندس زراعي في منظمة غير حكومية عن «رمضان مختلف تماماً».
وقال «بالطبع، رمضان هذا يختلف تمامًا عن كل أشهر رمضان الماضية. رمضان هو شهر الطمأنينة وهذه النقطة التي هي الأهم ليست موجودة».
وتابع «نحن لا نعرف إن كنا سنقضي رمضان في بيت أو في خيمة أو على البحر في الشمال أو في الجنوب».
وتساءل الستيني جميل الخطيب المدرس في مدرسة للأونروا «كيف سنفطر في رمضان؟».
وتابع من خيمته «لا مأوى ولا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات، والأسوأ لا شيء على مائدة السحور أو الفطور في هذه الخيمة، وأيضاً لمئات آلاف النازحين المنكوبين في غزة حيث لا يوجد أصلاً طعام».
ويلقي هذا الواقع الحزين والكئيب بظلاله على استقبال كثير من المسلمين لشهر الصوم.
ففي القاهرة، حملت قصاصات الزينة في شوارع القاهرة أعلاماً فلسطينية صغيرة في بادرة تضامن مع قطاع غزة المنكوب.
وفيما كان يتبضع في مركز بانوراما التجاري في وسط الرياض، قال الموظف الحكومي السعودي فيصل الذي فضل اعطاء اسمه الأول فقط لحساسية الأمر «انه أسوأ رمضان مر عليّ في حياتي».
وتابع الرجل الخمسيني الذي ارتدى ثوبا أسود بحسرة «اشعر بالخجل وانا اتبضع لأسرتي اللحوم والدجاج وأهل غزة في مجاعة»، وتابع بتأثر «اشعر بقهر شديد».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق