دولياترئيسي

من هو تيد كروز الذي هزم دونالد ترامب في آيوا؟

تمكن تيد كروز من الفوز بالانتخابات التمهيدية للجمهوريين على حساب دونالد ترامب في ولاية آيوا. ويعرف كروز بفصاحته، وكان أقسم على القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية بوابل من القنابل». ويعتبر مدافعاً شرساً عن إسرائيل وأحد الرافضين للاتفاق النووي مع إيران.

قبل بضعة أشهر، كان السناتور تيد كروز القادم من تكساس، مرشحاً جمهورياً بين آخرين، وكان دونالد ترامب يشيد بمواقفه الحازمة ضد حكومة الرئيس باراك أوباما، لكنه تمكن يوم الإثنين من هزم ترامب، مرشح الحزب الأوفر حظاً، في الانتخابات التمهيدية في ولاية آيوا.

فصاحة اللسان
ويتميز كروز بفصاحة في الكلام وبلاغة وأسلوب واضح، ما جعل منه أحد أبرز وجوه اليمين المحافظ خلال أقل من ثلاث سنوات.
وكان زملاء كروز ينظرون إليه على أنه شخص «غريب الأطوار»، إلى أن أصبح المنافس الرئيسي لدونالد ترامب في سباق الحزب إلى البيت الأبيض. وتحول بالتالي إلى الهدف الرئيسي لرجل الأعمال النيويوركي الذي يستهدفه باستمرار متهماً إياه بأنه شخص فظيع أو أنه ولد في كندا، قبل 45 عاماً، ملمحاً بالتالي إلى أنه غير مؤهل لرئاسة الولايات المتحدة.
وفاز تيد كروز بغالبية 27 في المئة من الأصوات على دونالد ترامب (24 في المئة)، على الرغم من أن استطلاعات الرأي كانت أعطت الأفضلية لهذا الأخير.
يبني الرجلان مواقفهما على القاعدة ذاتها: غضب الأميركيين ضد النخبة السياسية، فيزايدان على بعضهما مثلا في لقطاتهما الدعائية التلفزيونية في دق ناقوس الخطر بالنسبة إلى الهجرة غير القانونية، أو في انتقاد «نظرية» التغيير المناخي.

كروز أقسم على القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية»
وقد أقسم تيد كروز على القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» بواسطة «وابل من القنابل».
كما أنه ينتقد بشدة سياسة باراك أوباما المتعلقة بالضرائب والإجهاض والحق في امتلاك السلاح.
في ولاية إيوا، بنى كروز إستراتيجيته بالكامل على الهيئة الناخبة البروتستانتية الإنجيلية التي تشكل أكثرية لدى الجمهوريين.
ووعد ناخبيه بالقضاء على مشروع «أوباماكير» الذي أعده الرئيس باراك أوباما لإصلاح النظام الصحي، وبالدفاع عن المسيحيين الأميركيين في مواجهة خطر التفكك الذي يطرحه الديمقراطيون.
من أجل دعم مواقفه، لم يتردد في الاستعانة بأولاده في أشرطة فيديو، وفي وضع شرائح لحم الخنزير المقدد على فوهة بندقيته في مضمار للتدرب على استخدام السلاح، للتذكير بتمسك أهل تكساس بأسلحتهم.
لكنه تعرض أخيراً لانتقادات حادة لأنه انتقد «قيم نيويورك» التي تدافع كما يقول، عن الإجهاض وزواج المثليين والمال ووسائل الاعلام.

مسار كروز السياسي
انتخب تيد كروز عضوا في مجلس الشيوخ في كانون الثاني (يناير) 2013، وهو أحد عضوي المجلس اللذين يمثلان تكساس، ويدين بفوزه إلى التعبئة المحلية للتيار المحافظ المتشدد الذي فاجأ الحزب الجمهوري آنذاك.
وخاض كروز معركته الكبرى في خريف 2013.
ففيما كانت ملامح تسوية حول الميزانية ترتسم بين القادة الجمهوريين والديمقراطيين، جاهر بموقف متشدد: لا ميزانية من دون الإلغاء التام لإصلاح أوباماكير.
ونشط كروز في الكواليس وتمكن من استمالة عشرات الجمهوريين في مجلس الشيوخ، وتصدى للقادة الجمهوريين الذين بدأوا يضمرون كراهية لهذا الأربعيني الذي يدعي تلقينهم كيفية الحكم. وعلى الرغم من أن اعتراضاته لم تتوج بنجاح، إلا أن تيد كروز سجل نقاطا في تلك المعركة.

طفولة كروز
ولد كروز في كالغاري بكندا في 22 كانون الأول (ديسمبر) 1970، من أم أميركية وأب كوبي، هو رافاييل كروز الذي تعرض للتعذيب إبان نظام باتيستا ونفي في الثامنة عشرة من عمره إلى الولايات المتحدة من دون أن يكون ملما باللغة الإنكليزية.
وعاش تيد كروز في تكساس حيث كان مفتونا بالدستور. وبعدما أنهى دروسه في جامعة برنستون ثم في مدرسة الحقوق بهارفرد التي تخرج منها مجازا بعد أربع سنوات من تخرج باراك أوباما، بدأ مسيرة ناجحة في المحاماة، ثم عاد الى تكساس ليصبح في 2003 النائب العام الاستئنافي للدولة.
وحول هذا المنصب إلى منصة وطنية للدفاع عن القضايا التي يتمسك بها المحافظون، وفاز بخمس قضايا من تسع أمام المحكمة العليا.
ويعتبر كروز أن التقارب الذي حصل أخيراً بين الولايات المتحدة وكوبا «خطأ فادح»، ويعد مدافعاً شرساً عن إسرائيل، ويعلن معارضته الشديدة للاتفاق النووي المبرم مع إيران.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق