سياسة لبنانيةلبنانيات

رئيس أركان الدفاع الإيطالي: الجيش اللبناني عنصر أساسي لضمان استقرار المنطقة ومحاربة الإرهاب

أكد رئيس أركان الدفاع الإيطالي الجنرال Enzo Vecciarelli في حديث إلى مجلة «الجيش» أن «كتيبة بلاده العاملة ضمن قوات اليونيفيل في جنوب لبنان تعتمد في التعامل مع السكان والمؤسسات المحلية مقاربة خاصة تقوم على الحوار والاحترام المتبادل»، وإذ أكد أن «الجيش اللبناني قام بمهماته على أكمل وجه في ظل الظروف المعقدة»، اعتبره «عنصراً أساسياً لضمان استقرار المنطقة ومحاربة الإرهاب».
فيسياريللي الذي زار كتيبة بلاده العاملة في جنوب لبنان، والتقى قائد الجيش العماد جوزف عون، تحدث عن هدف زيارته فقال: «أصررت على المجيء إلى هنا للتعبير عن امتناننا، بصفتي الشخصية وبالنيابة عن أعلى ممثلي الدولة الإيطالية، للنساء والرجال في الكتيبة الإيطالية في اليونيفيل على النتائج التي حققوها على أرض الواقع، وفي هذا الوقت الصعب خصوصاً بسبب وباء كوفيد-19. هذه النتائج هي ثمرة اعتماد مقاربة خاصة تجاه السكان والمؤسسات المحلية، تقوم على الحوار والاحترام المتبادل، ولكن قبل كل شيء على الأخوة والتضامن».

المؤسسة النزيهة

وأشار إلى تلقيه التهنئات وعبارات التقدير على التفاني والاحتراف اللذين أظهرهما الجيش الإيطالي، من العماد عون كما من الأمين العام للأمم المتحدة.
أضاف: «رسالتي إلى الكتيبة الإيطالية في اليونيفيل الاستمرار في الإيمان بما تفعله، وبأهمية وجودنا من أجل التطبيق الكامل للقرار 1701. أما رسالتي إلى الجيش اللبناني، وقد نقلتها إلى العماد عون، فهي تهنئتهم على قدراتهم وجهودهم المبذولة خلال الأنشطة التدريبية والعملياتية المتعددة التي نفذت بالاشتراك مع الوحدة الإيطالية. على الشعب اللبناني أن يفخر بجيشه وبمسار النمو المهني الذي ساعدته اليونيفيل للوصول إليه».
وفي تعليق على أداء الجيش اللبناني في الأوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان، قال فيسياريللي: «لطالما اعتبر الرأي العام اللبناني الجيش اللبناني المؤسسة الرئيسة والنزيهة والضامنة لاحترام الإطار المؤسسي والاستقرار الوطني. في حقبة تاريخية تشهد أزمة مالية عميقة فاقمتها آثار وباء كوفيد-19، كان على الجيش اللبناني أن يواجه تدهوراً كبيراً في قضايا الأمن الداخلي. وقد تضخمت الأزمة بفعل آثار الانفجار المدمر في مرفأ بيروت الذي حدث في آب الماضي، حدث ساهمت وزارة الدفاع الإيطالي أيضاً بشكل ملموس في معالجته من خلال إنشاء مستشفى ميداني ونشر خبراء في هذا المجال كجزء من فرقة عمل سيدر CEDRE».
تابع: «ومع ذلك، حتى في مثل هذا الوضع المعقد، قام الجيش اللبناني بمهماته على أكمل وجه، وعمل بفاعلية في توزيع المساعدات الإنسانية المقدمة من أنحاء العالم وفي مكافحة التهريب والاتجار بالبشر، وهي ظواهر ارتبطت دائماً بتدفقات الهجرة. ولذا أود أن أشيد بالجيش اللبناني على النتائج التي حققها، والتي بدورنا نفتخر بها، لأن الإيطاليين ساهموا لسنوات في ضمان التدريب والدعم في كل من إيطاليا ولبنان، في إطار المهمة العسكرية الإيطالية MIBIL واليونيفيل. إن الحفاظ على القدرات العملياتية العالية للجيش اللبناني، في رأيي، هو عنصر أساسي لضمان استقرار المنطقة ومحاربة الإرهاب. لذلك، ستواصل وزارة الدفاع الإيطالية تقديم دعمها للبنان وقواته الأمنية في العام 2021، والعمل باقتناع وتصميم».
وتطرق رئيس أركان الدفاع الإيطالي إلى الوضع في لبنان خصوصاً في ظل الصراعات التي تعصف بالمنطقة، فقال: «لبنان بلد محوري يؤدي دوراً مهماً في استقرار الشرق الأوسط والبحر المتوسط. لذلك، فإن دعم استقراره وزيادة صلابة مؤسساته هو مصلحة استراتيجية لإيطاليا، وكذلك للاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي، وهؤلاء الأفرقاء يولون أهمية متزايدة للجانب الجنوبي لأسباب متعلقة بالأمن وتدفقات الهجرة والإرهاب والجريمة المنظمة، وهي عوامل مترابطة في كثير من الأحيان. كما أن الفرقاء المذكورين مصممون بطبيعة الحال على مواكبة عملية إحلال السلام في المنطقة. من ناحيتي، آمل أن تتمكن البلاد من العثور على الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي تتطلع إليه بأسرع وقت ممكن، من خلال تعزيز تدفّق المساعدات من المانحين الدوليين وإنشاء دائرة من الأصدقاء تسمح لها بإزالة آثار هذه الأحداث بسرعة».
وختم مؤكداً أن «بلاده ستواصل العمل من أجل الاستقرار والسلام في جنوب لبنان»، قائلاً: «منذ بعثة اليونيفيل الأولى في العام 1978، كانت القوات المسلّحة الإيطالية في لبنان حاضرة في مناسبات عدة، وتحت رعاية الأمم المتحدة دائماً. أصبح الالتزام الإيطالي الآن دائماً وثابتاً منذ إطلاق المرحلة الثانية من عمل اليونيفيل 2 في العام 2006. لذلك، مع الأخذ في الاعتبار أيضاً لموقف إيطاليا تجاه المنظمات الدولية المتعددة الجنسيات، وهي الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وطالما يتم تجديد المهمة بموافقة الحكومة اللبنانية، أعتقد أن القوات المسلحة الإيطالية ستواصل المساهمة في السلام والاستقرار في جنوب لبنان، وهي منطقة مهمة للغاية من أجل التوازن السياسي والاستراتيجي في الشرق الأوسط ككل…».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق