رئيسيسياسة عربية

إسقاط طائرة مسيرة أطلقت من اليمن بعد ساعات من الهجوم الحوثي على ابها

حاول الحوثيون الموالون لإيران في اليمن مهاجمة السعودية بطائرة مسيّرة الخميس بعد ساعات على استهداف مطار في جنوب المملكة في هجوم أدى إلى اشتعال النيران في طائرة مدنية، حسبما أعلن التحالف الذي تقوده المملكة في بيان.
وأطلق المتمردون الطائرة المسيّرة باتجاه منطقة خميس مشيط الجنوبية، لكن قوات التحالف في هذا البلد دعماً لقوات الحكومة المعترف بها تمكّنت من إسقاطها.
وقال التحالف في بيان أن الطائرة أطلقت «بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف الأعيان المدنية».
ووقع الهجوم بعد أقل من 24 ساعة على إعلان التحالف أن طائرة مدنية اشتعلت في مطار أبها السعودي جنوب البلاد على إثر هجوم للمتمردين الذين طالبتهم واشنطن بوقف هجماتهم هذه «فوراً».
وتقود السعودية منذ 2015 تحالفاً عسكرياً دعماً للحكومة المعترف بها دولياً والتي تخوض نزاعاً دامياً ضدّ الحوثيين منذ 2014 حين سيطروا على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.
وتتعرّض السعودية لهجمات متواصلة من قبل المتمردين المدعومين من إيران. وفي كانون الثاني (يناير) الماضي دمّرت القوات السعودية «هدفاً جوياً معادياً» فوق الرياض لكن لم تتضح الجهة التي تقف خلفه.
وبحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي الخميس «ضرورة وقف هذه الأعمال العدوانية، ودعم جهود التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة في اليمن»، بحسب وكالة الأنباء السعودية الحكومية.
وشن المتمردون هجوميهما بينما كانت معاركهم مع القوات الموالية للحكومة تشتد في مأرب، آخر معاقل السلطة في شمال اليمن، وسط ضربات جوية مكثفة للتحالف لمنع سقوط المدينة بأيدي الحوثيين.

اشتعال طائرة مدنية

وكان التحالف العسكري في اليمن قد اعلن الأربعاء أن طائرة مدنية اشتعلت في مطار أبها السعودي جنوب البلاد على أثر هجوم للمتمردين الحوثيين.
وقال التحالف في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية «اعتداء إرهابي جبان لاستهداف مطار أبها الدولي من الميليشيا الحوثية وتعرض طائرة مدنية على أرض المطار لحريق تمت السيطرة عليه».
ولم يعلن التحالف حتى الآن عن وقوع إصابات. ولم يذكر كيف تم تنفيذ الهجوم، ولكنه كان أعلن في وقت سابق اليوم عن «اعتراض وتدمير طائرتين دون طيار (مفخختين)» في جنوب البلاد.
وبحسب التحالف فإن «محاولة استهداف مطار أبها الدولي جريمة حرب وتعريض حياة المدنيين المسافرين للخطر».

كارثة في اليمن

من جهتها، نددت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمدعومة من الرياض بالهجوم. وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تغريدة على تويتر إن استهداف المطار يأتي «تنفيذاً للاجندة الايرانية الرامية لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة».
ويبدو أن المتمردين الحوثيين يقومون بتعزيز هجماتهم على المملكة وعلى قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، مع استئنافهم الهجوم على مدينة مأرب آخر معاقل الحكومة المعترف بها دولياً في شمال اليمن.
وتأتي العملية العسكرية الجديدة في مأرب في وقت تتحرك إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن باتجاه قلب استراتيجية الولايات المتحدة بشأن اليمن رأساً على عقب بعدما سحبت الدعم الأميركي، بالإضافة إلى العودة عن تصنيف المتمردين منظمة ارهابية.
وقال متحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة الجمعة «أبلغنا الكونغرس رسميًا» بنيّة وزير الخارجيّة أنتوني بلينكن شطب الحوثيّين من لائحة الإرهاب.
وتؤكد منظمات العمل الإغاثي أن لا خيار لديها سوى التعامل مع الحوثيين الذين يشكلون حكومة أمر واقع في مناطق واسعة من اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء وأن إدراجهم على لائحة الإرهاب سيعرض المنظمات لخطر ملاحقات في الولايات المتحدة.
وأكد بايدن الأسبوع الماضي أن إدارته «تعزّز جهودها الدبلوماسيّة لإنهاء الحرب في اليمن» التي «تسبّبت بكارثة إنسانيّة واستراتيجيّة»، معلناً إنهاء الدعم الأميركي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن.
وقام بايدن أيضاً بتعيين الدبلوماسي المخضرم تيموثي ليندركينغ في منصب المبعوث الأميركي الخاص لليمن، وبذل الجهود لإنهاء الحرب.
وقال بايدن إن ليندركينغ سيدعم مسعى الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار وإحياء المحادثات بين الحوثيين والحكومة.
وزار ليندركينغ الرياض الأربعاء والتقى مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بحسب ما اعلنت وكالة الأنباء السعودية.
وقالت الوكالة إنه تم بحث «المستجدات على الساحة اليمنية، واستعراض الجهود المشتركة لدعم سبل الوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية».
وقد تسببت الحرب الطاحنة في اليمن في مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، مما ولّد ما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ كارثة إنسانية في العالم.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق