رئيسي

مخطط حوثي لاعادة احياء الثورة، واحباط مخرجات الحوار

رغم التحذيرات المتواصلة من قبل رأس الدولة اليمنية، من اية محاولة للعبث بأمن الدولة، او محاولة جرها الى مرحلة ما قبل الحوار، ما زالت الساحة تشهد بعض مظاهر التشنج والخروج عن النظام العام، اضافة الى محاولات جر البلاد الى ازمة جديدة طالما اعتقدت الهيئات الحوارية الرسمية انها تجاوزتها.

مع ان الواقع يبدو مختلفاً بعض الشيء عن التصورات الحالمة التي يحاول البعض التعايش معها، ومن بينهم رأس الدولة، الا ان مجمل التحليلات تصب ضمن اطار يؤشر على ان الازمة قائمة. وان الحوار وعلى الرغم من النتائج التي توصل اليها ما يزال يتعاطى مع البعد النظري للملف.
الدليل على ذلك ما يحدث في الجنوب حيث تتواصل الحراكات الداعية الى الانفصال، وعدم الاعتراف بحرفية التوصيات والقرارات التي نتجت عن الحوار بما في ذلك التي تتعلق بتحديد شكل الدولة الفدرالي، وتقسيمها الى ستة اقاليم فدرالية.

 اهداف التيارات
الجديد الذي تم رصده في هذا السياق، ان بعض التيارات من سياسية وجهوية وطائفية تعمل ضمن اكثر من سياق:
الاول: تعزيز النهج الانفصالي، واستمرار الدعوة الى الانفصال والعمل على تحقيقه بشتى الوسائل. ويمكن التوقف هنا عند بعض الممارسات الجنوبية في محافظات عدن وغيرها حيث ترفض بعض التيارات الاقرار بصيغة الاقاليم. وتضع في مقدمة اولوياتها العودة الى مرحلة ما قبل الوحدة.
ومثل ذلك ايضاً التيار الحوثي الذي يرفض فكرة الدولة الاتحادية ضمناً،  ويسعى الى تأسيس دولته «الشيعية»، لكنه لا يجرؤ على الكشف عن ذلك، بحكم ان المعطيات الاقليمية لا تساعده على تنفيذ مخططه.
الثاني: محاولة فرض امر واقع جديد يمكن توظيفه في تحقيق اكثر من هدف. وفي هذا السياق يتوقف المتابعون عند محاولات لتوسيع مناطق النفوذ سواء من خلال تحالفات يجري ابرامها على نطاقات قبلية، وغيرها. او من خلال ضم بعض المناطق بالقوة.
ويمكن التوقف هنا عند ما يجري في المناطق التابعة للتيار الحوثي. فبعد ان هدأت موجة القتال بين الحوثيين وبعض القبائل، جرت تحالفات بين قبائل وحوثيين على حساب قبائل اخرى، وسجلت انقسامات قبلية في بعض مناطق عمران.
اللافت هنا ان هذين التيارين يقران علانية بدعمهما لمخرجات الحوار. لكنهما يعملان باساليب ملتوية من اجل تكريس امر واقع مختلف.
وبين هذه وتلك ثمة تجمعات قبلية، اضافة الى مجموعات تتبع للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتعمل جميعها لمصالح متقاطعة ابعد ما تكون عن اطار الحوار ومخرجاته.

الحوثويون ضد الحوار
ضمن هذا السياق، توقفت التحليلات عند ما جرى مؤخراً، حيث اشارت العديد من القراءات الى ان التيار الحوثي اصبح يعمل بشكل علني لضرب مشروع الحوار، واحياء ثورته الهادفة الى اقامة الدولة الحوثية، مستفيداً من بعض المعطيات السائدة وخصوصاً الخلافات التي يشهدها الاقليم والمنطقة ككل.
فقد قام مئات المسلحين الحوثيين الشيعة «الاحد» بقطع مدخل مدينة عمران بشمال اليمن غداة مواجهات مع الجيش اسفرت عن مقتل 12 شخصاً.
ويسود التوتر في المدينة لا سيما عند مدخلها الشمالي حيث قام المتمردون الحوثيون الشيعة بنصب خيمة بالقرب من الحاجز العسكري الذي حصلت المواجهات عنده يوم السبت الفائت.
وتظاهر مئات من الحوثيين، بينهم مسلحون، في المدينة للمطالبة باقالة محافظ المنطقة والقائد العسكري، واتهموهما بانهما تابعان لحزب التجمع اليمني للاصلاح (اسلامي)، وهو العدو الابرز للحوثيين في اليمن.
وقتل ثمانية من الحوثيين اضافة الى جنديين واثنين من المدنيين في مواجهات اندلعت السبت بعد ان اصر الحوثيون على الدخول باسلحتهم الى عمران.
وتم ايفاد لجنة وساطة الى المنطقة بعد ان وصلت تعزيزات للحوثيين من معاقلهم في شمال غرب البلاد، وبعد نشر قوات اضافية للجيش.
ومنحت اللجنة مهلة للحوثيين حتى صباح الاثنين لفك الخيمة وفتح الطريق الى عمران. ووعدت اللجنة المكلفة بحل الازمة بنقل مطالب الحوثيين الى الرئاسة.
وكان الحوثيون لجأوا في 14 اذار (مارس) الى استعراض للقوة في عمران اذ تظاهروا بالاسلحة مطالبين باستقالة الحكومة التي يتهمونها بالفساد.
وسيطر الحوثيون في مطلع شباط (فبراير) الماضي اثر مواجهات خلفت 150 قتيلاً على الاقل على بلدات في محافظة عمران، معقل آل الاحمر زعماء تكتل قبائل حاشد النافذ.

التصدي
في المقابل، أكدت الحكومة اليمنية، عدم سماحها لأي ممارسات تنتهج العنف وتستخدم السلاح في محاولة يائسة لعرقلة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الذي اختتم أعماله في الـ 25 من شهر كانون الثاني (يناير) الماضي.
وطالبت الحكومة، في اجتماعها الدوري، قوات الجيش والأمن في البلاد برفع جاهزيتها للتصدي لكل الدسائس والمؤامرات التي تستهدف البلاد والسكان في المرحلة الراهنة والوقوف بقوة في وجه كل من يحاول السعي إلى شق الصف الوطني وإفشال عملية تنفيذ مخرجات الحوار.
وحثت الحكومة اليمنية مواطنيها على التكاتف والتضامن في مواجهة الإرهاب والتخريب بجميع أشكاله لقطع الطريق على المخططات التي تريد إلحاق الأذى بالبلاد مهما كان مصدرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق