سياسة لبنانية

عون عرض مع رئيس القوات مسار تشكيل الحكومة

جعجع: لم نغير نظرتنا بالعهد واتفقنا على خريطة طريق مع إمكانية تسريع بعض الخطوات

شدد رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ان نظرة الحزب الى العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم تتغير، وانه بإمكان الرئيس عون «الاعتماد على حزبين وليس على حزب واحد». وشدد بعد زيارته الرئيس عون في قصر بعبدا بعد ظهر امس، على انه «تم وضع خريطة طريق للاسراع في تشكيل الحكومة»، آملاً ان يتم «تنفيذ الخطوات تباعاً وان تختصر المدة الزمنية المحددة من قبل البعض من اجل ان تبصر الحكومة النور».
واكد جعجع على ان «التواصل مع رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سيستأنف قبل تشكيل الحكومة».

تصريح جعجع
عد اللقاء، تحدث جعجع الى الصحافيين فقال: «تشرفت بلقاء فخامة الرئيس، وارغب اولاً في ان ادعو الجميع الى عدم ربط هذا اللقاء بفترة زمنية، اي ان نتائج هذا اللقاء ستكون اكبر واطول من الوقت. ان الاجتماع كان جيداً، وهذا الكلام ليس للاعلام او لطمأنة الرأي العام فقط، فقد وجدت نفسي مع فخامته وكأنني عدت الى اللقاء الاول بعد بداية العهد، وتحدثنا عن ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة وهو امر متفقان عليه، كما تحدثنا مطولاً عن علاقتنا بالتيار الوطني الحر، وأبلغت فخامة الرئيس اننا لم نغير نظرتنا الى العهد منذ اللحظة الاولى، وانه في ظل ما يحكى عن حصة الرئيس في الحكومة في الفترة الاخيرة، نعتبر ان الوزراء الثلاثين عموماً والخمسة عشر مسيحياً فيها خصوصاً، هم حصة الرئيس».
أضاف: «كما أبلغت فخامة الرئيس، ان بإمكانه الاعتماد على حزبين وليس حزب واحد فقط، وهذا ما كان عليه جو الاجتماع. اتفقت مع فخامته على خريطة طريق (وهو السبب لعدم اطالة موعد اللقاء) تعليماتها واجواؤها من فخامته، فيما التطبيق يعود الى كل حزب والمعنيين مباشرة بالتفاصيل. وتطرقنا ايضاً الى التشكيلة الحكومية ككل، وليس فقط موضوع التيار والقوات رغم انه استحوذ على جزء كبير من اللقاء، وابديت رأيي لفخامته في كل جوانب التشكيل. لم اضع فيتو على احد، وفي الوقت نفسه لا ارغب في ان يضع احد فيتو علينا، لان هذا المسار لن يوصل الى اي مكان، وعلينا بتسريع الخطوات، ونملك النية للوصول الى حكومة في اسرع وقت ممكن انطلاقاً من الوضع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون».
سئل: في ظل النوايا الصافية التي سادت، هل تحدثتم عن الحصص والاعداد في الحكومة؟
اجاب: «لا يمكن ان يتم الحديث عن الحصص والاعداد في الاعلام، واتمنى على الجميع عدم الحديث في هذا الموضوع عبر وسائل الاعلام، لان من شأن ذلك تعقيد الامور. يمكن الكلام عن هذا الموضوع في الغرف المغلقة، وعلى هذا الاساس تبنى التفاهمات. ليست المسألة متعلقة بالنوايا فقط، فقد ارسل فخامته بطلبي ليبلغني بوجوب الاسراع في التشكيل، وبأنه يعتبر «التيار بمثابة عينه كما القوات اللبنانية»، وبأن لا فيتو على القوات من قبل احد وهو لا يقبل بوضع العصي في دواليبها من قبل احد، وهذا ما اتفقنا عليه. الاتفاق على خريطة الطريق سيتم تنفيذه خطوة تلو الاخرى ان شاء الله».
سئل: ما هو سقف التنازل لدى "القوات اللبنانية" من اجل تذليل عقد تشكيل الحكومة؟
اجاب: «لا يمكن طرح السؤال بهذا الشكل، فالتنازل يجب ان يكون لدى الفرقاء جميعا، كما ان الحديث مع فخامته لم يقتصر فقط على العقدة المسيحية».
سئل: قيل ان السعودية طلبت من الرئيس سعد الحريري مراعاة «القوات اللبنانية»، وهذا ما قد يوصلها الى القبول بأربعة مقاعد وزارية دون حصة نائب رئيس مجلس الوزراء. ما صحة هذا الكلام؟
اجاب: «لن ادخل في اي تفاصيل، لان «القيل والقال» في السياسة لا يجوز. انما ما لاحظته مع آخرين ايضاً، ان الرئيس الحريري يعتبر تعاطيه مع القوات هو الطبيعي، وان العلاقة الباردة كانت غير طبيعية. من الممكن ان يكون الاخوة السعوديون قد وجهوا مثل هذا الكلام اليه، ولكنه ليس بحاجة الى احد ليقول له ذلك، خصوصاً بعد قراءة نتائج الانتخابات وملامح المرحلة السابقة والمقبلة، وهو رأى ان التعاون الطبيعي بين حزبين في لبنان سيكون بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية».
سئل: في ظل الاستراتيجية البعيدة المدى التي وضعت بالنسبة الى الحكومة، هل ينطبق ايضاً على العلاقة بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»؟
اجاب: «لم نضع استراتيجية بعيدة المدى، واعتبرنا ان ما حصل في 18 كانون الثاني 2017 هو الاستراتيجية، انما تحدثنا عن خريطة طريق لتشكيل الحكومة وبعدها كل خطوة ستمهد للاخرى، لانه في ظل اشكال حاصل، لا يمكن التخطيط لفترة بعيدة المدى».
سئل: هل لا تزال «القوات» تفصل في العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس «التيار الوطني الحر» الذي لا علاقة «للقوات» معه حالياً، في ظل تصعيد في الموقف بدا من خلال تصريح الوزير بيار رفول؟
اجاب: «لا بأس. التواصل مع الوزير جبران باسيل سيستأنف بكل تأكيد، وليس بعد تشكيل الحكومة. من المؤكد ان القوات تميز في العلاقة بين رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر. فرئيس الجمهورية ليس رئيس التيار حالياً، ونتعاطى معه من هذا المنطلق، اي انه رئيس جميع اللبنانيين، وهذا هو اساس التمييز في العلاقة، ولسنا في وارد دس الدسائس بين رئيس الجمهورية وصهره».
سئل: هل الكلام عن خريطة يعني ان الحديث عن قرب ولادة الحكومة غير صحيح؟
اجاب: «أتمنى الا تكون الفترة طويلة كما يتوقع البعض. واعتقد انه سيكون باستطاعتنا تسريع بعض الخطوات، على امل اختصار المدة الزمنية، خصوصاً اننا لم نتحدث فقط عن العقدة المسيحية، بل عن كل ما يتعلق بالتشكيل».
سئل: تحدث النائب جورج عدوان عن ان اتفاق معراب ينص على ان تكون حصة «القوات» توازي حصة «التيار الوطني الحر» في الحكومة. اذا كان الامر صحيحاً، لماذا لا يتم ابرازه في الاعلام؟
اجاب: «اعتبر ان هذا الموضوع، وبعد اجتماع اليوم، عند فخامة الرئيس. لا نريد وثائق او اتفاقات او اي امر آخر، بل افعال. فالوثيقة موجودة ولكن لا نريد ان تكون هي فقط ما يربطنا بالتيار الوطني الحر».
سئل: هل ما سمعته من فخامة الرئيس طمأنكم حول تمثيل «القوات» في الحكومة؟
اجاب: «عندما تبرد الاجواء، يتم عندها رؤية ان ما نطرحه ليس بعيداً عن المنطق، ولا يمكن ان يرفض الآخر اي امر غير منطقي. وعلينا اولاً ان ننزل عن الشجرة التي تسلقناها جميعاً، ونعمل بعدها على تسوية الامور».
سئل: هل بحثتم بخطوات تنسيق في الحكومة المقبلة استنادا الى تجربة الحكومة الحالية خصوصاً في ظل اعتراض البعض على اداء وزراء «القوات»؟
اجاب: «ان هذه النقطة كانت واضحة في حديثي مع فخامة الرئيس. ان تأييدنا للعهد امر مفروغ منه، انما هذا التأييد لا يشمل كل فرد من افراد التيار الوطني الحر. فالبعض يوحي وكأن تأييدنا للعهد يعني قبولنا بكل ما يطرحه احد المحسوبين على العهد (علماً اننا نحن محسوبون على العهد ايضاً)، وهذا ما اوضحته لفخامة الرئيس لجهة ان لكل رأيه انما هذا الامر لا يتخطى سقف التأييد للعهد. واتمنى ان تعودوا الى محاضر مجلس الوزراء، فستجدون ان تأييد وزراء القوات لوزراء التيار الوطني الحر اكثر بكثير من معارضتهم لهم».
سئل: سرب ان الرئيس الحريري طرح على الرئيس عون اسناد منصب نائب رئيس الحكومة الى «القوات» انما بتسمية من رئيس الحكومة. هل هذا الامر صحيح
اجاب: «لا ارغب في العودة الى اي جو من الاجواء السابقة، بل ارغب في الحديث عن اليوم. كان الجو واعداً وتم وضع خطوات عملية سنبدأ تنفيذها تباعاً لنرى كيفية ترجمة هذا الجو».
سئل: هل سيبدأ تذليل العقد الحكومية عبر عقدة الفريق المسيحي؟
اجاب: «طبعاً، فعلى كل شخص ان يبدأ بنفسه. انما في مقابل هذا الامر، اقوم ببعض الجهود لحل بقية العقد».
سئل: هل تتدخل في حل العقدة الدرزية؟
اجاب: «كلا. لا اريد الدخول في التفاصيل، وقد تداولنا في كل شيء يحيط بتشكيل الحكومة».
سئل: في ظل الاجواء الايجابية جداً التي تحدثت عنها بعد لقائك فخامة الرئيس، هل يمكن القول ان صفحة الخلاف مع التيار الوطني الحر قد طويت، بعد الكلام عن نسف اتفاق معراب؟
اجاب: «أفضل ان اترك حساباتنا مع التيار الوطني الحر للغرف المغلقة لما فيه المصلحة العامة».
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق