دولياترئيسي

الغربيون جبهة واحدة في وجه روسيا واميركا تطلب ارسال مراقبين الى اوكرانيا

اعلنت الولايات المتحدة اليوم انها طلبت ارسال مراقبين من منظمة الامن والتعاون في اوروبا «فوراً» الى اوكرانيا.
وقد تم هذا الاعلان خلال اجتماع خاص في فيينا لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا. وقال السفير الاميركي دانيال باير امام زملائه ان الهدف من هذه المهمة هو محاولة «تأمين حماية حقوق الاقليات» و«الحرص على احترام وحدة وسلامة اراضي» اوكرانيا.
وكثف الغربيون وعلى رأسهم مجموعة الدول السبع الضغوط على روسيا التي تتهمها اوكرانيا بـ «اعلان الحرب» عليها، سعياً لايجاد حل لاحدى اخطر الازمات مع موسكو منذ سقوط جدار برلين.
ويلتقي وزراء الخارجية الاوروبيون اليوم في بروكسل في اجتماعهم الطارىء الثاني حول اوكرانيا خلال عشرة ايام، لكن الوضع ازداد تدهورا بصورة متسارعة.

اعلان حرب
واعلنت اوكرانيا انها «على شفير كارثة «بعد» اعلان الحرب» من قبل روسيا، ويبدو انها تفقد بسرعة السيطرة على القرم مما يدفع الغربيين في مجموعة السبع الى الاتحاد جبهة واحدة ضد موسكو.
فيما اعلن أرسيني ياتسينيوك رئيس الوزراء الأوكراني اليوم الإثنين إن بلاده لن تتخلى عن القرم.
وكانت قوات روسية سيطرت على القرم وهي جزء من أوكرانيا إلا أن ياتسينيوك قال للصحفيين «لن نتخلى عن القرم لأي أحد».
ودان قادة الدول السبع الكبرى الاعضاء في مجموعة الثماني الاحد «الانتهاك الواضح» لسيادة اوكرانيا من جانب روسيا، واعلنوا تعليق تحضيراتهم لاجتماع القمة الذي من المقرر ان تعقده المجموعة في سوتشي بروسيا في حزيران (يونيو) المقبل.
واوضح بيان لقادة الدول السبع اعلنه البيت الابيض الاحد ان قرار تجميد التحضيرات لقمة الثماني سيظل سارياً «الى ان يعود الجو ملائما لاجراء مفاوضات ذات مغزى في مجموعة الثماني».
وتضم «مجموعة السبع» الدول السبع الصناعية الكبرى في العالم وهي الولايات المتحدة واليابان والمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وكندا. ولكن منذ اصبحت روسيا تشارك في قمم مجموعة السبع اعتبارا من العام 1998 اصبح اسم هذه المجموعة «مجموعة الثماني».
وازاء تدهور الوضع على الارض حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد روسيا من انها قد تخسر عضويتها في مجموعة الثماني بسبب ارسالها قوات الى منطقة القرم بجنوب اوكرانيا.
واعلن رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك «ان اراد الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين ان يكون الرئيس الذي بدأ حرباً بين بلدين مجاورين وصديقين، فهو قريب جداً من بلوغ هدفه. اننا على شفير الكارثة».
واضاف بالانكليزية كما لو انه يريد ان يسمعه المجتمع الدولي بشكل افضل، «انه ليس تهديداً بل انه بالفعل اعلان حرب على بلادنا».
وكرر الرئيس بالوكالة اولكسندر تورتشينوف من جهته الاحد ان كييف تأمل التوصل الى حل «سلمي» للازمة. لكن مسؤولاً كبيراً اخر اعلن في موازاة ذلك تعبئة جنود الاحتياط الاوكرانيين بغية ضمان «امن ووحدة وسلامة اراضي» اوكرانيا.

 حشود منددة
وفي كييف احتشد نحو 50 الف شخص الاحد في الميدان، اي ساحة الاستقلال، وهتفوا متوجهين الى روسيا «لن نستسلم» فيما حمل بعضهم لافتات كتب عليها «بوتين، لا تلمس اوكرانيا»
.
لكن تصعيد التوتر اشتد على ما يبدو الاحد في القرم بين الجانبين، حتى وان لم ترد اي تقارير عن وقوع صدامات في شبه الجزيرة الناطقة بالروسية بجنوب اوكرانيا التي تضم الاسطول الروسي في البحر الاسود.
ومساء الاحد سمع دوي انفجار كبير في ارجاء مدينة سيمفيروبول عاصمة القرم كما افاد مراسلون لوكالة فرانس برس. ولم يكن ممكناً معرفة سبب هذا الانفجار على الفور.
وقد طوق مئات المسلحين ببنادق رشاشة قاعدة بيرفالني العسكرية التي تضم وحدة لحرس الحدود الاوكرانيين على بعد 20 كلم من سيمفيروبول بحسب مراسل لفرانس برس. وقالت وزارة الدفاع الاوكرانية التي قدرت عددهم بنحو الف ان المهاجمين يريدون ارغام حرس الحدود على تسليم اسلحتهم.
كذلك طوق مسلحون لا يحمل زيهم اي اشارة تدل على هويتهم لكن المراقبين يعتقدون انهم من الجنود الروس، مواقع استراتيجية عدة في شبه الجزيرة، من قواعد عسكرية ومطارات اومبانٍ رسمية.

خيانة
وفي ضربة شديدة لسلطات كييف اعلن الاميرال دنيس بيريزوفسكي القائد الاعلى لقوات البحرية الاوكرانية الذي عينه الرئيس بالوكالة تورشينوف قبل بضعة ايام، الاحد ولاءه للسلطات المحلية المقربة من روسيا في القرم.
ورحب رئيس الوزراء الموالي لروسيا في القرم سيرغي اكسيونوف الذي تعتبره كييف غير شرعي، بـ «حدث تاريخي» واكد ان الاميرال بيريزوفسكي وافق بذلك على وضع نفسه «تحت اوامر السلطات الشرعية في شبه الجزيرة».
الى ذلك جرت تظاهرات ضمت بما بين الف وعشرة آلاف شخص الاحد في مدن خاركيف واوديسا ودنيبروبتروفسك وزابورييا بحسب وسائل الاعلام الاوكرانية.
واعلن جون كيري مجيئه الى كييف الثلاثاء لتجديد تأكيد «دعم الولايات المتحدة القوي لسيادة اوكرانيا واستقلالها ووحدة اراضيها». ويسبقه المسؤول الثاني في حلف شمال الاطلسي يان الياسون الذي من المفترض ان يتوجه الى اوكرانيا مساء الاحد.
من جهته دعا الحلف الاطلسي موسكو وكييف الى السعي الى «حل سلمي» للازمة عبر «الحوار» والى «نشر مراقبين دوليين» بحسب امينه العام اندرس فوغ راسموسن.
وقد وصل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ونظيره اليوناني ايفانغلوس فينيزيلوس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي الاحد الى كييف. وفي اتصالات هاتفية مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اكد بوتين الاحد ان رد روسيا على «التهديد المستمر باعمال عنف من جانب القوات القومية المتشددة (…) مناسب تماماً». لكنه وافق على تشكيل «مجموعة اتصال» لبدء «حوار سياسي» حول اوكرانيا.

اخطر ازمة
ويعتبر الخبراء ان الازمة الاوكرانية تشكل اخطر ازمة بين الغرب وروسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991.
وقال المحللان يوجين رومر واندرو ويس من مؤسسة كارنيغي «ان الانعكاسات على العلاقات بين روسيا والغرب ستكون عميقة ودائمة، واسوأ من بعد الحرب الروسية الجورجية» في 2008. واكدا ان «ذلك يذكر بـ 1968 وليس بـ 2008» في تلميح الى قمع الاتحاد السوفياتي لربيع براغ.
وقد شنت روسيا ايضاً حرباً اعلامية فدعت وسائل الاعلام الروسية العامة والسلطات الى الوحدة الوطنية في وجه «الفاشيين الذين استولوا على الحكم في كييف».
وبثت وكالات الانباء الروسية الاحد معلومات تشير الى انشقاقات جماعية لعسكريين اوكرانيين في القرم. لكن وزارة الدفاع الاوكرانية نفت هذه المعلومات الغامضة وغير الواضحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق