أبرز الأخباردوليات

تظاهرات في باريس ومدن فرنسية اخرى ضد زيارة نتانياهو

ماكرون يبلغ نتانياهو تمسك فرنسا بالاتفاق النووي مع ايران

تظاهر مئات الاشخاص في باريس ومدن فرنسية اخرى الثلاثاء احتجاجاً على زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى فرنسا، ملبّين بذلك دعوة اطلقتها منظمات مؤيدة للفلسطينيين ترى في الزائر الاسرائيلي «مجرم حرب»، كما افاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وفي باريس التي وصل اليها نتانياهو عصر الثلاثاء للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون تجمع حوالي 300 شخص بهدوء قرب مجمع ليزانفاليد رافعين العلم الفلسطيني وعلم جمعية «التضامن بين فرنسا وفلسطين».
وردد المتظاهرون، ومن بينهم السناتورة البيئية اليسارية استير بنباسا، هتافات مناوئة للدولة العبرية من بينها «اسرائيل مجرمة وماكرون متآمر» و«اوقفوا قتل الشعب الفلسطيني»، في حين احاطت بهم قوات مكافحة الشغب التي منعتهم من عبور جسر الكسندر الثالث فوق نهر السين.
وفي مرسيليا (جنوب) تظاهر حوالي 200 ناشط في احدى ساحات وسط المدينة رافعين علماً فلسطينياً ضخماً، في حين تظاهر للغاية عينها في ليل (شمال) حوالي 80 شخصاً.
وجرت تظاهرة مماثلة في وسط مدينة سانت-ايتيان شارك فيها حوالي 200 شخص، بينما تظاهر حوالي 20 شخصاً على أحد جسور مدينة ليون.
ووصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بعد ظهر الثلاثاء الى الاليزيه للقاء الرئيس ايمانويل ماكرون ومحاولة اقناعه باقامة جبهة مشتركة ضد ايران، في حين تستعد طهران لزيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم.
وبعد برلين وباريس، يتوجه نتانياهو الاربعاء الى لندن، المحطة الاخيرة في جولته الاوروبية.
ويبذل الاوروبيون ما بوسعهم لانقاذ الاتفاق النووي مع ايران بعد ان انسحبت الولايات المتحدة منه في الثامن من ايار (مايو) الماضي.

مساعي نتانياهو
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد وصل الثلاثاء إلى باريس في المحطة الثانية من جولة أوروبية يقوم بها بعد ثلاثة أسابيع على مواجهات دامية في غزة، من أجل حشد الدعم ضد إيران.
ومن المتوقع أن تشهد الزيارة تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنتانياهو على ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني الذي يشكل رغم «ثغراته» برأي الأوروبيين الحاجز الوحيد لمنع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة.
ومن المتوقع مرة جديدة أن يقر ماكرون ونتانياهو اللذان يعقدان ثالث لقاء بينهما في باريس منذ تموز (يوليو) 2017، بالخلافات في وجهات النظر بينهما حول سبل إعادة الاستقرار إلى المنطقة، رغم أنهما يتشاطران التقويم ذاته للمخاطر.
وحدد نتانياهو هدفه منذ اليوم الأول من جولته الاثنين في برلين إذ حذر المستشارة أنجيلا ميركل بأن بلادها ستشهد موجة جديدة من اللاجئين السوريين في حال عدم اتخاذ أي خطوات لاحتواء نفوذ طهران المتزايد في الشرق الأوسط.

وجهات نظر «متباينة»
ويؤكد نتانياهو أن الاتفاق لن يمنع إيران من حيازة القنبلة الذرية بل يساعدها من خلال دعم اقتصادها على تمويل سياستها التوسعية في المنطقة بما يشمل سوريا ولبنان والعراق على حساب أمن إسرائيل، وهو ما يلتقي مع الموقف الأميركي.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية «إننا نتقاسم التشخيص ذاته بأن الوجود العسكري لإيران أو لمجموعات موالية لإيران في سوريا يشكل خطراً مستديماً».
لكن باريس تدعو إلى استكمال الاتفاق الموقع من خلال إجراء مفاوضات جديدة مع إيران بشأن أنشطتها البالستية ونفوذها الإقليمي، في حين تدعو إسرائيل إلى نهج يقوم على المواجهة لإرغام طهران على معاودة التفاوض في الاتفاق النووي.
ورأى الباحث في معهد «الآفاق والأمن في أوروبا» في باريس دافيد خلفة أن «هدف نتانياهو هو الخروج من العزلة مع واشنطن» و«إرغام الأوروبيين على الأقل على تعزيز الاتفاق القائم» من خلال تضمينه إذا أمكن عقوبات ضد إيران.
وقال إن إسرائيل تعول على وسيلة ضغط هي التهديد بفرض عقوبات أميركية على الشركات الأوروبية المتعاملة مع إيران، وهي عقوبات لم تدخل بعد حيز التنفيذ.

النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني
ويطغى الملف الإيراني على النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لم يعد يتصدر الاهتمامات بالرغم من أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور باريس قريباً وأن ماكرون يعتزم بدوره زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية قبل نهاية العام.
من جانبها دعت جمعيات مؤيدة للفلسطينيين إلى التظاهر عصراً في المدن الفرنسية الكبرى ضد زيارة نتانياهو.
كما اعتبرت ثلاث نقابات فرنسية للصحافيين أنه «من غير المقبول» أن يستقبله ماكرون.
وكان الرئيس الفرنسي حض نتانياهو في كانون الأول (ديسمبر) 2017 على القيام بـ «خطوات» تجاه الفلسطينيين لكن عملية السلام تبدو متعثرة أكثر من أي وقت مضى منذ أن اعترفت واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلت سفارتها في إسرائيل إليها.
وندد ماكرون  بـ «أعمال العنف التي تقوم بها القوات المسلحة الإسرائيلية» مشدداً في الوقت نفسه على «تمسكه بأمن إسرائيل»، وهو موقف اعتبرت الدولة العبرية أنه ينم عن نظرة تبسيطية وينطوي على مراعاة لليسار الفرنسي.

فرانس24/ أ ف ب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق