دولياتعالم

الديموقراطيون يقاطعون التصويت على مرشحي ترامب لوزارتي الخزانة والصحة… وترامب يتشدد

قاطع اعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيون الثلاثاء التصويت على مرشحي الرئيس الاميركي دونالد ترامب لمنصبي وزارة الخزانة ووزارة الصحة، ما ادى الى عرقلة التصويت.
وقال السناتور الديموقراطي البارز في لجنة المالية في مجلس الشيوخ رون وايدن على تويتر «اليوم رفض الديموقراطيون اعضاء لجنة المالية في مجلس الشيوخ التحرك بشأن ترشيح منوتشين وبرايس» في اشارة الى مرشحي ترامب لوزارة الخزانة ستيفن منوتشين ووزارة الصحة توم برايس.
ويأتي تحرك الديموقراطيين وسط خشيتهم من اختيارات ترامب للوزارات الرئيسية وغضبهم من الخطوات الصارمة التي اتخذها في اول اسبوع له في منصبه.
وقال وايدن «مجموعة المعلومات المتعلقة بالاخلاقيات التي تكشفت بشأن توم برايس هي دليل قوي على انه لا يمكن ان يسمح له بان تكون له السيطرة على الرعاية الصحية».
وكان يشير الى اتهامات الديموقراطيين لبرايس بانه استثمر في شركة طبية كانت ستستفيد من قانون شارك برايس، عضو الكونغرس من جورجيا، في رعايته.
واتهم منوتشين، المصرفي في وول ستريت والممول لافلام في هوليوود، خلال جلسة الاستماع للمصادقة على تعيينه بانه لم يكشف عن اصول له خارج البلاد، وخضع لتحقيق حول عمليات حجز على عقارات قام بها بنك يملكه.
واعرب رئيس اللجنة المالية الجمهوري اورين هاتش عن غضبه اثناء الجلسة التي تغيب عنها الديموقراطيون.
وقال «اعتقد انه يجب ان يتوقفوا عن التصرف كحمقى».
وبموجب قوانين مجلس الشيوخ يجب حضور عضو واحد على الاقل من الحزب المعارض لاجراء التصويت.
وانتقد ترامب الديموقراطيين مراراً بسبب ابطائهم الموافقة على ترشيحاته لاسباب سياسية.

ترامب يتشدد
بعد التظاهرات الحاشدة المنددة بقراراته، واثر حملة التنديد التي شملت العديد من العواصم العالمية، وصلت المعارضة لقرارات الرئيس الاميركي دونالد ترامب في مجال الهجرة الى قلب اجهزة الدولة، فقرر الاخير مواجهتها بمزيد من التشدد.
وبعد ان اقال مساء الاثنين وزيرة العدل بالانابة، شن ترامب الثلاثاء حملة شرسة على معارضيه الديموقراطيين في الكونغرس واتهمهم بالعمل على شل عمل الحكومة عبر تأخير تثبيت المسؤولين الذين اختارهم.
وقال في تغريدة الثلاثاء «عليهم ان يشعروا بالعار ! من غير المفاجىء الا تتمكن واشنطن من العمل»، في اشارة الى ادارته التي لم يكتمل عقدها بعد بانتظار موافقة الكونغرس على بعض المسؤولين فيها.
وفي موقف نادر جداً خلال فترة تشكيل فريق حاكم جديد في البيت الابيض، امرت سالي ييتس وزيرة العدل بالوكالة، النواب العامين بعدم الدفاع عن مرسوم ترامب الاخير مشككة بشرعية هذا المرسوم.
وفي بيان شديد اللهجة اعلن البيت الابيض اقالة هذه المسؤولة المعينة من قبل ادارة الرئيس السابق باراك اوباما، واتهمها بانها «ضعيفة جداً في مجال الهجرة غير الشرعية» وبانها «خانت» وزارتها.
وعلى الفور امرت خليفتها دانا بوينتي العاملين في وزارة العدل بـ «القيام بواجبهم والدفاع عن الاوامر الشرعية لرئيسنا»
ويدافع البيت الابيض عن مرسومه بحجة منع «ارهابيين اسلاميين متطرفين» من دخول الولايات المتحدة. وقال ترامب في هذا الصدد «هذا الامر لا علاقة له بالديانة، له علاقة بالارهاب وبامن بلادنا».

«الرسالة الخطأ»
الا ان الرفض لقرارات ترامب لا يأتي فقط من صفوف الديموقراطيين.
وفي رسالة مفتوحة اعتبر عشرات المستشارين السابقين في ادارتي اوباما وجورج بوش ان هذا المرسوم يوجه «الرسالة الخطأ الى المجموعة المسلمة في البلاد وفي العالم» اي ان الحكومة الاميركية «هي في حالة حرب ضدهم على اساس ديني».
واعرب الموقعون على هذه الرسالة عن قناعتهم بان هذا القرار سيكون له «تأثير سلبي على المدى الطويل» على الامن القومي للولايات المتحدة.
من جهة ثانية احتج دبلوماسيون اميركيون الاثنين على قرار ترامب مستخدمين قناة رسمية تتيح لهم الاحتجاج على قرارات يتخذها من هم اعلى منهم رتبة. الا ان رد البيت الابيض كان فجاً «اما ان يوافقوا على البرنامج واما ان يرحلوا».
كما خرج الرئيس السابق اوباما عن صمته الاثنين معربا عن ارتياحه عبر المتحدث باسمه، عن «مستوى التعبئة» ضد ترامب في انحاء البلاد كافة.
وكان اوباما وعد بعدم التدخل الا في حالات المس بـ «القيم الاساسية» للبلاد. وبعد عشرة ايام على خروجه من البيت الابيض اعتبر ان هذا الامر حصل، فتكلم.
وتتوالى الاحتجاجات من كل انحاء العالم على قرارات ترامب وابرزها منعه رعايا سبع دول ذات اغلبية اسلامية من دخول الولايات المتحدة لمدة ثلاثة اشهر حتى ولو كانوا يحملون تاشيرات دخول قانونية.

«تصريحات مقلقة»
وخارج الولايات المتحدة لم تتراجع حدة موجة الرفض لقرارات الرئيس الاميركي.
وندد رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك بالتصريحات «المقلقة» لادارة ترامب «التي تجعل مستقبلنا غامضاً بشكل كبير».
واضاف في رسالة موجهة الى قادة دول الاتحاد الاوروبي الـ 27 (من دون بريطانيا) ان الادارة الاميركية الجديدة «تبدو وكأنها تعيد النظر بالسنوات السبعين الاخيرة للسياسة الخارجية الاميركية».
ودعا نائب رئيس الحكومة التركية نعمان كورتولموش الثلاثاء الرئيس ترامب الى اعادة النظر في مرسومه الذي دفعت باتجاه اصداره «المشاعر المناهضة للهجرة والاسلاموفوبيا المتنامية في الغرب».
وكانت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل اعتبرت ان مكافحة الارهاب لا تبرر «تعميم الشكوك ضد الاشخاص بناء على معتقداتهم، والمقصود هنا هم المسلمون».
ومن المقرر ان يناقش النواب البريطانيون في العشرين من شباط (فبراير) العريضة التي جمعت 1،7 مليون توقيع مطالبة بخفض مستوى زيارة ترامب المرتقبة لبريطانيا من زيارة دولة الى زيارة رسمية.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق