أبرز الأخبارسياسة عربية

منظمة غير حكومية: عمل الطواقم الطبية في حلب «يحتضر» والنظام يريد ابادة الحياة والمعارضة تستنجد بمجلس الامن

اعلنت منظمة غير حكومية الثلاثاء ان اخر الاطباء والممرضين والتقنيين العاملين في مستشفيات حلب وجهوا الثلاثاء نداء الى المجتمع الدولي لوقف قصف قوات النظام السوري للمدينة، شارحين في شرائط فيديو قصيرة وضعهم البائس.

ووزع «اتحاد منظمات الرعاية والاغاثة الطبية» وهو عبارة عن منظمة غير حكومية تضم اطباء من الجاليات السورية في العالم يعملون في مناطق سيطرة المعارضة، شرائط فيديو قصيرة تعرض لمعاناة السكان في القسم الشرقي من حلب الواقع تحت سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة.
وقال احمد الحلبي الممرض في احد المستشفيات الميدانية في القسم الشرقي من حلب في شريط فيديو «نعمل احياناً 36 الى 48 ساعة من دون توقف حتى الانهاك، ولم تعد لدينا القوة اللازمة لمواصلة العمل».
والمعروف ان الاحياء الشرقية من حلب باتت محاصرة تماماً من قوات النظام السوري منذ السابع عشر من تموز (يوليو) ولم يدخل هذه الاحياء اي مساعدات منذ السابع من الشهر الحالي. وتتعرض هذه الاحياء لقصف جوي سوري وروسي ما ادى الى مقتل عشرات المدنيين.
وخلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي تعرضت اربعة مشاف وبنك للدم للقصف ما ادى الى توقفها عن العمل.
ويروي قصي الحلبي التقني في مجال التصوير بالاشعة «ان الوضع في حلب تجاوز الكارثة الانسانية، والنظام يريد ابادة الحياة في المناطق المحاصرة» مشيراً الى النقص الحاد بالوقود والغذاء.
من جهته يقول بكري معاذ طبيب العظام الجراح ان «القصف يستهدف فقط المدنيين» واصفاً الاعداد الكبيرة للجرحى الذين يصلون الى المستشفيات «واحياناً حي بكامله»، وكيف يجري الاطباء اكثر من 12 عملية على التوالي من دون توقف.
واضاف «على المجتمع الدولي ان يضغط لوقف القصف وفتح ممر انساني آمن يتيح نقل الجرحى الخطرين وادخال المساعدات».
وحسب هذه المنظمة غير الحكومية فان 300 الف شخص محاصرون حالياً في القسم الشرقي من حلب الذي لم يبق فيه سوى نحو 30 طبيياً يعملون في خمسة مشافي.
وختمت المنظمة قائلة «ان السكان في حلب والطواقم الطبية فيها في حالة احتضار داخل الاحياء المحاصرة».
هذا هو «السلام» الذي دخلت روسيا دمشق تحت شعاره وكل همها حماية النظام ولو على حساب ارواح الاطفال والنساء والمدنيين عموماً. ولكن الغريب في الامر هو ذلك الصمت المطبق من العالم. فلماذا كل هذا التقاعد الاميركي، وهل تقبل واشنطن بخسارة دورها كزعيمة للعالم الحر. ان الاوان لم يفت بعد للتحرك وانهاء هذه المأساة فهل من يتحرك؟
دعت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطراف واسعة من المعارضة السورية الثلاثاء مجلس الامن الدولي الى عقد جلسة طارئة حول الوضع في مدينة حلب، مطالبة برفع الحصار عنها وحماية المدنيين والمرافق الطبية من القصف الجوي العشوائي.
وطالب المنسق العام للهيئة رياض حجاب في رسالة وجهها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، وفق بيان للهيئة، مجلس الامن الدولي «بعقد اجتماع طارىء حول الوضع في حلب».
ودعا «الدول الاعضاء في الامم المتحدة الى حماية المدنيين عبر اتخاذ اجراءات ملموسة لوقف الغارات الجوية العشوائية في انحاء سوريا وانهاء الاستهداف المتعمد للمرافق الطبية والافراد».
وناشد حجاب الامم المتحدة «كسر الحصار» الذي تفرضه قوات النظام السوري على مناطق عدة «بينها حلب، وضمان ايصال المساعدات الانسانية بشكل دائم الى سكان حلب وفي جميع انحاء سوريا» مشدداً على ضرورة «انهاء الافلات من العقاب عبر محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب».
وباتت الاحياء الشرقية في مدينة حلب حيث يقيم اكثر من مئتي الف شخص وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، محاصرة بالكامل من قوات النظام بعد قطعها في الـ 17 من الشهر الجاري طريق الكاستيلو، اخر منفذ الى شرق المدينة.
وسيطرت قوات النظام السوري الثلاثاء على حي الليرمون في شمال غرب مدينة حلب بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الفصائل، في خطوة من شأنها ان تحكم الحصار اكثر على الاحياء الشرقية، بحسب المرصد السوري.
وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادل قصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الاحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية.
وكثفت قوات النظام في الايام الاخيرة قصفها الجوي على احياء تحت سيطرة الفصائل المعارضة. وتسبب قصف بالبراميل المتفجرة على مبنى سكني في حي المشهد الثلاثاء بمقتل خمسة مدنيين، بينهم ثلاثة اطفال، وفق حصيلة جديدة للمرصد.
وافادت حصيلة سابقة للمرصد ظهراً بمقتل طفل على الاقل.
وتسببت براميل متفجرة القتها مروحيات تابعة لقوات النظام الاثنين على الحي ذاته بمقتل 24 شخصاً بينهم خمسة اطفال واحد قادة الفصائل المقاتلة واربعة من افراد عائلته، وفق حصيلة محدثة اعلنها المرصد الثلاثاء.
وادى القصف على حي الشعار ليل السبت – الاحد الى توقف عمل اربعة مشاف ميدانية وبنك للدم، ما يهدد بنقص الرعاية الطبية لعشرات الالاف من السكان المحاصرين.
ونددت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان الثلاثاء بالقصف على هذه المشافي في «حي الشعّار الذي تكثر فيه المنشآت الصحية الواقعة قرب بعضها البعض» مضيفة انها تشكل «نصف المنشآت الصحية العاملة في المنطقة».
وشددت على انه «لا يجوز أن تتعرّض المنشآت الصحية للهجوم أو الضرر على الاطلاق. كما يجب السماح لعاملي الصحة بتأمين العلاج والخدمات الطبيّة لكل من هم بحاجة اليها أينما وجدوا داخل سوريا» محذرة من ان «الهجمات على المنشآت الصحية تشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي وقد تُعتبر جرائم حرب».

«الاسبوع العربي»/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق