صحة

ارتفاع حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة بين كبار السن

رصدت دراسة جديدة زيادة في حالات إصابة كبار السن بفيروس نقص المناعة «إتش آي في» المسبب لمرض الإيدز.

ودرس باحثون من المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها معدلات تشخيص المرض في 31 دولة خلال الفترة من 2004 إلى 2015.
وبحسب الدراسة، فإنه بحلول 2015 بلغت نسبة الإصابة بين من تجاوزوا الخمسين، شخصاً من بين كل ستة أشخاص، وذلك في مقابل حالة واحدة من بين كل عشرة اشخاص قبل عشر سنوات.
وأشارت إلى زيادة حالات الإصابة في هذه الشريحة العمرية بـ 16 دولة، من بينها بريطانيا وألمانيا.
كما خلصت الدراسة، التي نشرتها دورية «ذا لانسيت إتش آي في»، إلى أن تشخيص حالات الإصابة في مراحل متقدمة بفيروس نقص المناعة بين كبار السن يجعل من الصعب علاج المرض على الأرجح.
وقالت انستازيا فاريس، الباحثة المشاركة في الدراسة: «نربط دائماً الإصابة بفيروس إتش آي في بالشباب الذين يمارسون الجنس بنشاط، ونفترض أن النشاط الجنسي مرتبط بمن هم أصغر سناً».
وأضافت: «تشير هذه النتائج إلى أن وباء الإصابة بالفيروس يتطور في اتجاهات جديدة، وسجلت حالات الإصابة بين كبار السن خلال السنوات العشر الماضية زيادة، في حين باتت حالات الإصابة بين الأصغر سنا ثابتة».

ممارسة الجنس بدون حماية
ولم تتناول الدراسة أسباب زيادة حالات الإصابة بين كبار السن بفيروس إتش آي في، لكنها توصلت إلى أن طريقة انتقال المرض كانت في الغالب عن طريق ممارسة الجنس بين رجل وامرأة. وأشارت إلى أن نسب الإصابة بين الرجال بالمرض أكثر من السيدات في مراحل لاحقة.
ودعت الدراسة إلى زيادة الوعي وإجراء فحوص طبية وتنظيم حملات توعية مخصصة لمن تجاوزوا سن 50 عاماً.
وقالت لارا تافوشي، المشرفة على الدراسة: «تسلط نتائج دراستنا الضوء على حاجتنا الواضحة لتقديم برامج شاملة للوقاية من فيروس نقص المناعة إتش آي في، تضم التوعية وتوفير الواقي الذكري وتحسين فرص إجراء الفحوص الطبية والعلاج».
وأضافت: «نحتاج إلى رفع وعي العاملين في مجال الرعاية الصحية والسكان عموماً بهذه القضية بغية الحد من هذه المشكلة وتوعية الناس بمخاطر فيروس إتش آي في وطرق الوقاية من الإصابة به».
ولا يزال الشباب يمثلون النسبة الغالبة في حالات الإصابة الجديدة بالفيروس، إذ أصيب ما يزيد على 300 ألف شخص تتراوح أعمارهم من 15 إلى 49 عاماً في أوروبا خلال فترة إعداد الدراسة التي استغرقت 12 عاما، مقارنة بإصابة ما يزيد على 54 ألف شخص من كبار السن.
ويواجه كبار السن في شتى أرجاء العالم مشكلات صحية تقترن بتقدم العمر، وإضافة فيروس إتش آي في إلى قائمة المشكلات يمثل مصدر قلق كبير.
وقال مايكل برادي، المدير الطبي لجمعية «تيرينس هيغز ترست» الخيرية المعنية بمكافحة الإيدز، إنه من المقلق التفكير في عدد من يتجاوز سنهم 50 عاماً ولا يعتبرون أنفسهم ضمن المحتمل إصابتهم بالفيروس، وهذا هو سبب تشخيص إصابتهم في مراحل متأخرة، بحسب هذه الدراسة.
وخلصت الدراسة إلى أن نحو نصف عدد الشباب يجري تشخيص إصابتهم في مراحل متقدمة بالفيروس مقارنة بنحو ثلثي العدد لمن يتجاوز عمرهم 50 عاماً، وهو ما يجعل من الصعب علاج المرض، ويقطع أمل البقاء على قيد الحياة فترة أطول.
وقالت جانيت سيلي، من كلية لندن للوقاية الصحية وطب المناطق المدارية: «ترجع زيادة معدلات الوفاة بين كبار السن المصابين بفيروس إتش آي في بأوروبا والولايات المتحدة وكندا إلى زيادة تفشي أمراض مثل القلب والأوعية الدموية والكلى والكبد، إذ تسهم هذه الأمراض في تفاقم الفيروس».
وأضافت: «يتعين الوقاية من العدوى بين جميع الفئات العمرية بغية التصدي للوباء، ويجب عدم استبعاد كبار السن من ذلك».

بي بي سي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق