متفرقاتمن هنا وهناك

بعد كوارث نيبال… أنظار متسلقي الجبال تتجه إلى الصين

الطريق الصيني أكثر برودة وأشد رياحاً لكنه الأفضل تنظيماً

لم يتخل متسلق الجبال كارستن بيدرسن عن حلم طفولته بتسلق قمة ايفرست رغم الانهيار الجليدي الذي حدث الشهر الماضي وأدى الى مقتل 18 شخصا في مخيم اسفل الجبل بعد زلزال مدمر. لكن اذا حاول تكرار المغامرة مرة أخرى فسينطلق من الصين وليس من نيبال.

بعد احباطه من صمت حكومة نيبال بشأن تمديد تصريح تسلق ايفرست بسبب الكارثة التي حدثت، بدأ المغامر الدنمركي ضمن أعداد متزايدة من المتسلقين التفكير في طريق اخر لصعود أعلى قمة في العالم.
وقال بيدرسن الذي أنفق أكثر من 110 آلاف دولار خلال ثلاث محاولات سابقة لتسلق ايفرست «لكل رد فعل… سيكون هناك رد فعل اخر».
وأضاف «رد فعلي اذا لم يمددوا التصريح؟ سأذهب في الأغلب إلى التيبت لتسلقه. الأمر ليس معقداً».
واذا استمرت الزيادة في عدد متسلقي الجبال الذين يحولون طريقهم فان صناعة الرحلات والتسلق في نيبال قد تتضرر بشكل كبير.
وبينما يحقق استخراج التصاريح وحدها بضعة ملايين من الدولارات كل عام فان القطاع ككل يساوي نحو 340 مليون دولار ويمثل ايفرست مصدراً حيوياً بهذه الصناعة.
وقال براشاندا مات شريسثا الرئيس السابق لقطاع السياحة في نيبال «هذا الجبل وحده له تأثير واسع على استمرار السياحة في البلاد».
وتحث شركات تنظيم الرحلات والمتسلقون في نيبال الحكومة على الإنتباه لما يتعين عليها فعله حيال تصاريح هذا العام والتي تكلف المتسلق الواحد 11 ألف دولار.
وفي الوقت نفسه يدركون ان الحكومة أمامها اولويات أخرى في ظل كارثة طبيعية أودت بحياة نحو ثمانية آلاف شخص.
وقال تولسي بارساد جواتم رئيس قطاع السياحة في نيبال إن الحكومة ليست في وضع يمكنها من رد رسوم التصاريح والتي تذهب مباشرة إلى خزينة الدولة فور تسديدها وإن قراراً سيتخذ خلال الأشهر القليلة المقبلة بشأن تمديد التصاريح.
وقال سونام شيربا من شركة (ثامسيركو تريكنغ وياتي ايرلاينز) لتجهيزات التسلق وهي إحدى الشركات المعروفة محلياً التي تنقل المتسلقين للمناطق النائية: «اذا مددت الحكومة التصاريح، سيعود الزبائن».
عدد قياسي


وهذا بالفعل ما حدث العام الماضي. فبعد انهيار جليدي في ايفرست أدى الى مقتل 16 شخصاً في 2014 وأنهى الموسم، مددت نيبال في نهاية المطاف تصاريح المتسلقين وتدفق عدد قياسي من راغبي تسلق ايفرست على المخيم الرئيسي في 2015 .
لكن ما يبدو مقلقاً أكثر بالنسبة الى نيبال بعد انتكاستين متتاليتين في ايفرست وانتقاد بعض المتسلقين لما وصفوه بالتعامل الفوضوي مع كارثة 25 نيسان (ابريل)، هو تحول الانظار إلى الطريق الصيني الأكثر برودة وأشد رياحاً لكنه الأفضل تنظيماً.
وفي أعقاب الانهيار الجليدي بالعام الماضي قرر المرشد السياحي أدريان بالينجر انه لم يعد هناك مجال للاحتمال.
وبعد القلق بشأن عدم استقرار هطول الثلوج في كاتمندو وخصوصاً الجزء الخطر من طريق الصعود النيبالي نقل أعمال شركته (ألبنغلو اكسبديشنز) إلى التيبت.
وقال انه كان هناك أكثر من 200 متسلق وعدد مماثل من المرشدين من عرق الشيربا على الجانب الشمالي عندما وقع الزلزال مشيداً بقرار الصين السريع بالغاء محاولات تسلق الجبل.
وقال متسلقون وشركات إن رابطة جبل التيبت الصيني التي تصدر تصاريح التسلق سارعت الى مساعدة المرشدين السياحيين على الهبوط بعد الزلزال.
ولم تغلق نيبال بعد ايفرست بشكل رسمي. وقالت شركات عدة لتجهيزات التسلق إن رد فعل نيبال غير منظم اذا ما قورن برد فعل الصين.
ويصف بالينغر الآن طريق الشمال بانه الاختيار الأخلاقي الوحيد لمتسلقي ايفرست قائلاً إن المخاطر في نيبال تعرض حياة الزبائن والسكان المحليين للخطر.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق