معارض

اتبع «خارطة الامواج المتوحشة» مع سامي حموي

نجح الفنان الخلاق سامي حموي من خلال معرضه «خارطة الامواج المتوحشة» في غاليري بياس اونيك في الصيفي فيللاج وسط بيروت المستمر خلال شهر شباط (فبراير) 2013، ليس فقط بنقل البحر بكل حركته، غضبه، وحنانه وشاعريته مع الايحاء بمدى  اتساعه وعمقه، بل ايضاً بدفع الزائر الى الغوص معه في عمق اعماقه والاطلاع على اصغر تفاصيل عالم البحار، وذلك من خلال مجموعة صور ولوحات واوراق ومنحوتات من الصخر او الخشب، كلها افكار جديدة وابتكارات لا بد من ان  يقف امامها الزائر معجباً مقدراً.

لعل اجمل ما في هذا المعرض، ان الفنان ليس مضطراً للسكن بالقرب من البحر او لتأمله لتأمين عناصر الوحي لمجموعته «لان البحر يعيش في داخلنا بامواجه واحساسه وطبيعته وحركة اتصالاته وتفاعلاته وطاقته. الماء في جسم الانسان بنسبة 90% من وزنه ما يكفي لان ندرك ان  الكلمة تفعل فعلها في الانسان كما الامواج» اوضح سامي حموي لـ «الاسبوع العربي» على هامش معرضه الذي تأمن فيه المشهد البحري مكتملاً ابتداء من الحصى التي توزعت في احواض على امتداد حدود مساحة المعرض كأنها تستحضر مشهد الشاطىء مروراً بالنباتات والطحالب وكل ما نصادفه في عالم البحار.
حين تتأمل مكونات المعرض الشديدة التنوع من صور ورسومات بالحبر او بالزيت او بالاكريليك او بالالوان المائية، وصولاً الى الرسومات والتلاوين على الزجاج والاخشاب والصخور، ستتوقف اولاً عند طريقة معالجة الفنان لموضوع البحر وكيف انه  خاضه بعمق وجسد حركته بصدق، بعنفها ولطفها وبكل التضاد الذي يطالعنا به البحر بموجاته الوحشية التي توقعنا او توقع بنا على غفلة منا، الى تلك الناعمة التي تداعبنا فنلاعبها وتلاعبنا لكنها دائماً هي من يفرض علينا قواعد اللعبة التي تغيرها وفق ما تشتهي دون ان تخطرنا او تنبهنا ونوافق صاغرين.

افكار جديدة
وليس هذا وحسب، بل نشعر وكأن الفنان شرح الماء مثل كيميائي لدرجة ان يفصل الاوكسجين فيها عن الهيدروجين حيث نكاد نشعر بدورانها ونسمع صوتها ونتابع مسارها، ولا بد ان تستوقفك الافكار الجديدة والعديدة او الابتكارات الفنية التي وضعها الفنان في متناولك في القاعة: اوراق مرسوم عليها طويت ولفت ووقفت على الطاولة على انها امواج ورقية: هنا غصن صار منحوتة وهنا جذع بلح تحول بدوره الى  منحوتة، وهنا طحالب بحرية ونجد حجراً او صخرة او لوحة خشبية وضع عليها الفنان مجموعة ألوانه الزرقاء بكل تدرجاتها وتلاوينها وتفاعلاتها مع الالوان الاخرى. ويدلنا سامي حموي  على ابتكار اخر يتمثل بباب شرفة عتيق من الخشب والزجاج رسم عليه ووضع خلفه اضاءة خافتة تضفي المزيد من الجمالية على هذا العمل الفني المميز.
المهم ان المعرض ككل عبر عن رؤية الفنان ونظرته الى كل هذه الاشياء، وهو يعد معرضه الفردي السابع والثاني في لبنان. ورداً على سؤالنا حول رضاه عن النتيجة اكد سامي حموي انه راض لانه اوصل ما يريد للمتلقي من خلال هذه المجموعة التي ضمت 40 عملاً فنياً استعمل في انجازها مواد مختلفة والتي توصل اليها بعد خبرة 15 سنة في الرسم والتلوين و5 سنوات في التصوير.

من هو
سامي حموي تلقى دروسه في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس كما حصل على دبلوم من كلية التجارة في ليون بالاضافة الى دراسات عليا في ادارة الاعمال واستراتيجية الاستثمارات غير المنقولة من جامعة السوربون. لديه خبرة 12 سنة في ادارة المشاريع ويعطي دروساً في الفنون في عدد من المدارس والمعاهد.

 

«كرسي الادراك» لوليد المصري  
21 شباط (فبراير) ينطلق في «أيام غاليري» في بيروت المعرض الفردي الجديد «كرسي الادراك – 2» للفنان وليد المصري ويستمر حتى 4 نيسان (ابريل)  2013.
وتقوم لوحات الفنان الديناميكية في هذا المعرض باستكشاف واعادة تشكيل الكرسي بشكل مستمر حيث يأخذ وليد المصري الكرسي كنقطة انطلاق في عملية البحث في فعل الرسم نفسه حيث يصفه كتكثيف لواقع اكبر.
بالنسبة الى الفنان فان بساطة الكرسي وقلة الغموض فيه تسمحان باحتمالات مرئية لا متناهية وبينما يؤخذ شكل الدائرة في الكرسي كمرجع لاشكال اخرى متعددة تتراوح بين شكل الكرة الى شكل الارض فان الكرسي يبقى متعارفاً عليه ككرسي دائماً. وفي الواقع فان هذا الشكل سهل التمييز ويخدم وليد المصري في ارساء لوحاته في مكان ما، بين التشكيل والتجريد، ويملأ بقية قماش اللوحة.

تكرار الكرسي
هذا ويعطي تكرار الكرسي للفنان وللمشاهد على حد سواء حرية التركيز على اعتبارات اساسية اكثر، مثل اللون والعمق التصويري وصولاً الى المعنى البعيد للوجود ويذكرنا هنا اسلوب وليد المصري خصوصاً  حين يعمد الى تشويه المساحة التصويرية في سبيل اعادة تكوين واقعه الخاص، يذكرنا بممارسات الفنانين اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين، ولعل اقربهم الى هذا الاسلوب الفنان الشهير سيزان الذي ابتكر تصوير المساحة في الرسم من خلال استخدامه المتقن للالوان. كذلك فان وليد المصري يتجاهل قوانين المنظور الكلاسيكي ويبني ابعاداً داخل تكويناته الفنية من خلال استخدامه لطبقات من الالوان .
واننا حين نتأمل اللوحات نرى انها مرسومة بضربات قاسية ومغطاة غالباً بالزخارف الكثيرة ونلاحظ ان  الكراسي تحوم  في الزاوية العليا من اللوحة قبل ان تختفي بعيداً عن الانظار كما لو انها عروش تطل على مملكة من الالوان المسطحة في الاسفل.

حركة وتوتر
والحقيقة ان وليد المصري من خلال عرض اعماله من زاوية متطرفة ومن خلال وضع النقطة المتلاشية في مكان ما ابعد من سطح اللوحة، بهذه الطريقة هو يعزز الحركة ضمن لوحاته. كما ان الاقتطاع الحاد لقمة الكراسي يضفي توتراً على اعماله مما يجبر او يحتم على المشاهد الى أن يأخذ بعين الاعتبار ما تبقى مما هو غير مرئي وما يمتد ابعد من مساحة اللوحة.
وليد المصري ولد عام 1979 في سوريا. يعيش ويعمل في باريس وهو خريج كلية الفنون الجميلة في دمشق. ومن معارضه الفردية نذكر: ايام غاليري دي اي اف سي – دبي 2012 – ايام غاليري القوز – دبي 2009 – وايام غاليري دمشق 2008

 

كوثر حنبوري

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق