دولياتعالم

قمة السبعة تترك الباب مواربا امام روسيا، وتتشدد في الملفين السوري والاوكراني

سبعة ام ثمانية؟ ولماذا؟
سؤال اخذ نصيبه من النقاش على هامش اجتماعات قمة الدول الصناعية التي قررت تجميد عضوية روسيا في المجموعة التي تم تصنيفها كمنتدى غير رسمي. وهو القرار الذي يحمل ابعاداً عميقة وفي اتجاهين: الاول الاعتراف بان روسيا ركن اساسي من اركان المجموعة، والثاني: ان ما قامت به موسكو من ممارسات في الملف الاوكراني لا يمكن التسليم به وغض النظر عنه.

الخلافات التي امتدت لتشمل الملف السوري، تم تجاوز بعض مفاصلها، وحققت الاتصالات بعض النتائج الايجابية من ابرز عناصرها تطويق ملف السلاح الكيماوي. وبالتالي التقت بعض الارادات وصولا الى توافق على العمل المشترك بين واشنطن وموسكو، ومحاولة تقريب الشريك الجديد (ايران) وصولاً الى تشكيلة ما كان من الممكن التسليم باحتمالية بلوغها الهدف الذي تحقق.
اما العقدة، بالنسبة الى الولايات المتحدة خصوصاً، والغرب عموماً، فكانت الملف الاوكراني، بكل تعقيداته، والذي اوصل الى اتفاق غربي بتجميد عضوية روسيا وتقليص دائرته ليصبح تجمعاً سباعياً بدلاً من ثمانية، وسط قناعة غير معلنة بان عودته الى اطار الثمانية ستكون قريبة.
وقبل الدخول في تفاصيل اللقاء، يمكن استكمال الصورة في ما يخص الرد الروسي، حيث وجه الرئيس بوتين رسالة الى القادة المجتمعين في بروكسل بدلاً من منتجع سوتتشي، وبضيافته، حيث جاء في رسالته «انه يتمنى للقادة طعاماً شهياً» في اشارة الى تناولهم طعام الغداء بدونه. وفي محاولة للتقليل من شأن اللقاء الذي لم يشارك في مناقشاته وفعالياته.
الى ذلك، أنهت القمة التي جرى تداول تسميتها على اساس انها «قمة السبعة الكبار»، “G7”، الخميس، أعمالها التي استمرت يومين، والتي انعقدت في العاصمة البلجكية «بروكسل»، على مستوى القادة، وتنالوا خلالها تطورات الملف السوري، والوضع في أوكرانيا والعلاقات مع روسيا، وكذلك قضايا السياسة الخارجية الأخرى، والاقتصاد العالمي والطاقة وتغير المناخ والتنمية.

البيان الختامي
وصدر عن القمة بيان ختامي، أكد فيه القادة، أن دعم العمالة والنمو يأتي على رأس أولوياتهم، وقال البيان ما نصه «سنتخذ مزيداً من الخطوات من أجل دعم النمو القوي والمستدام والمتوازن بهدف مشترك وهو زيادة المرونة لاقتصادياتنا».
وشدد البيان على أن التجارة والاستثمار محركات رئيسية بالنسبة الى النمو والعمالة، مشيراً إلى أنهم يهدفون إلى إنهاء اتفاقيات التجارة الجارية في أسرع وقت ممكن.
وأوضح البيان أن استخدام إمدادات الطاقة كعنصر للضغط السياسي والتهديد الأمني، أمر غير مقبول، لافتاً إلى أن الأزمة الأوكرانية تشدد على ضرورة جعل مسألة أمن الطاقة في أولويات اهتمام الأجندة المشتركة للسبعة الكبار.
وفي شأن آخر شدد البيان على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة بخصوص مسألة التغير المناخي، مؤيداً بقوة فكرة التوافق على إبرام اتفاقية عالمية في العام 2015 في هذا الشأن.
وكانت القمة قد اصدرت بيانا ختاميا في يومها الاول، تناول بالتفصيل الموقف من تطورات الملف الاوكراني. وجاء في البيان الاول، انها تطالب روسيا بأربعة مطالب بشأن الأزمة الأوكرانية وهى:
– الاعتراف بالانتخابات الرئاسية التي شهدتها أوكرانيا، والانتهاء من سحب جميع الجنود الروس من على الحدود الأوكرانية، ووقف عبور السلاح والمسلحين من على الحدود، والضغط على الانفصاليين الموجودين شرق البلاد لترك أسلحتهم، ومنعهم من اللجوء للعنف.
وأعلنت القمة في بيانها أنه – إذا اقتضت الضرورة -، سيتم تكثيف العقوبات الموجهة، وتطبيق المزيد من القيود الإضافية، مشيرة إلى اتفاق زعمائها على إدانة استمرار روسيا في انتهاك السيادة الأوكرانية ووحدة أراضيها.
وأوضح البيان أن «ضم روسيا لإقليم القرم، واستمرارها في زعزعة الاستقرار شرق أوكرانيا، أمور غير مقبولة على الإطلاق»، مشدداً على ضرورة توقف روسيا عن الاستمرار في هذا النهج.
وأعرب البيان عن ترحيبه بالانتخابات الرئاسية التي شهدتها كييف، مؤكداً أن زعماء القمة مع الشعب الأوكراني وحكومته ضد أي تدخل روسي غير مقبول في شؤون السيادة الأوكرانية.

مؤتمر صحافي
وبعد انتهاء أعمال اليوم الأول للقمة، عقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مؤتمراً صحفياً، أعلن فيه أنه وجه دعوة لكل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني المنتخب بيترو بوروشينكو لحضور احتفالات الذكرى 70 لإنزال قوات الحلفاء على شواطىء نورماندي الفرنسية.
وذكر هولاند، أنه أقدم على اتخاذ هذه الخطوة بعد التشاور مع زعماء آخرين، لكنه لم يشر من قريب أو من بعيد ما إذا كان الزعيمان سيعقدان مباحثات ثنائية أم لا.
ولفت هولاند إلى أنه لم تأتِ المرحلة الثالثة من العقوبات الأوروبية الموجهة لروسيا، بعد، بينما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن الانتقال إلى المرحلة الثالثة من تلك العقوبات سيكون حينما لا تتحق التطلعات، وعندما تقتضي الضرورة.
اما في الشأن السوري، فقد وصف البيان الختامي، الانتخابات الرئاسية السورية بـ «المزورة»، مندداً بشدة بـما اسماها «وحشية النظام السوري» التي تسببت في مقتل أكثر من 160 ألف شخص حتى الآن، وجعل ما يقرب من 9،3 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
وتابع البيان «نحن نقر ببطلان الانتخابات الرئاسية المزورة التي جرت في سوريا يوم 3 حزيران (يونيو) الجاري فلا مستقبل للأسد في سوريا»، مضيفاً «ونحن ندين بشدة انتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي في سوريا، كما ندين القتل العشوائي والجماعي بالقصف المدفعي والجوي الذي يقوم به النظام».
وشدد البيان على ضرورة محاسبة المسؤولين عما يحدث في سوريا، مشيراً إلى أن وجود الجماعات المتطرفة فيها دليل قوي على انتهاك حقوق الإنسان.
وأكد زعماء القمة التزامهم بمساعدة دول الجوار السوري، وشددوا على ضرورة تكثيف العمل لتناول التهديد الناجم عن توجه المحاربين الأجانب للحرب في سوريا.
وفي هذا الشأن قال الرئيس الفرنسي، إن نتائج الانتخابات في سوريا معروفة مسبقاً، وشدد على انها «انتخابات لا قيمة لها».
وتضم مجموعة السبعة الولايات المتحدة الأميركية، كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، وشارك فيها رئيس المجلس الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية.
ويمثل الاتحاد الأوروبي كل من رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو.
الى ذلك، تواجدت غالبية قادة مجموعة الدول السبع، الذين اجتمعوا في بروكسل، في العاصمة الفرنسية، قبل التوجه إلى النورماندي لاحياء الذكرى الـ 70 لانزال النورماندي، في حزيران (يونيو) 1944، والتي شارك فيها بوتين.
والتقى رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون بالرئيس الروسي في جلسة ثنائية في باريس. وقال متحدث باسم كاميرون أن هذه فرصة كبيرة للتأكيد على اهمية الحوار بين الحكومة الروسية والحكومة الأوكرانية الجديدة.
واستقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في قصر الاليزيه نظيره الروسي، فيما التقته المستشارة الالمانية انغيلا ميركل قبل الاحتفالات الرسمية بانزال النورماندي.
وعمل القادة الاوروبيون على اقناع الرئيس بوتين بخفض حدة التوتر في أوكرانيا والتعاون مع الرئيس الجديد بترو بوروشنكو.
وقال بوتين، في مقابلة مع محطة تلفزيونية فرنسية: «لا انوي تجنب احد، وساتحدث إلى الجميع». ولم تعترف روسيا رسمياً بالرئيس الأوكراني المنتخب في 25 أيار (مايو)، والذي تسلم منصبه في كييف.

ا. ح

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق