تحقيقرئيسي

الناخبون في سلطنة عمان يصوتون لانتخاب اعضاء «مجلس الشورى»

اجريت يوم امس الاحد انتخابات مجلس الشورى في سلطنة عمان في دورتها الثامنة. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين 611906 موزعين على 107 مراكز انتخابية في 61 ولاية لاختيار 85 عضواً بزيادة عضو واحد لصالح ولاية جعلان بني بو حسن، وبلغ عدد المرشحين 570 مرشحاً و20 مرشحة، ويلاحظ قلة عدد النساء المرشحات رغم ان القانون العماني يساوي بين الرجل والمرأة وهما شريكان في الحياة الوطنية على قدر المساواة. غير ان عزوف النساء عن الترشح عائد الى ارادة شخصية لا يمكن لاحد ان يتدخل فيها.

وجرت الانتخابات تحت شعارات وطنية ابرزها «صوتك امانة» والمواطن العماني يتمتع بدرجة عالية من الوعي الكافي لاختيار مرشحيه على اساس الكفاءة العلمية والخدمات التي قدمها للمواطنين وللبلد على حد سواء طوال مسيرة المرشح السياسية. اما الهدف من الانتخابات فهو تجديد الحياة الوطنية وتعزيز الديمقراطية ورفع مستوى اداء مجلس الشورى ودوره في المجال التشريعي والرقابي، والسهر على عمل الحكومة.
«الاسبوع العربي» الالكتروني رافقت العملية الانتخابية وجال على المراكز في ولايتي العامرات والقريات وشهد على الاجواء الديمقراطية التي سادت طوال النهار في جو من الهدوء الامني وبعيداً عن التشنج السياسي الذي تشهده الانتخابات عادة في الكثير من الدول.
الحياة بدت طبيعية، المواطنون العمانيون توجهوا الى مراكز الاقتراع وقاموا بواجبهم الوطني بهدوء ومسؤولية.

في ولاية العامرات
بدأنا مشوارنا في ولاية العامرات وكانت المحطة الاولى المركز المخصص لاقتراع النساء. وصلنا باكراً الى هناك ولم تكن الحركة قد نشطت بعد باعتبار ان اليوم الانتخابي هو يوم عطلة والمواطنون لا ينهضون باكراً لان لديهم الوقت الكافي للتوجه الى صناديق الاقتراع. لذلك كان الاقبال في تلك الساعة متوسطاً. لم يكن قلم الاقتراع قد ازدحم كثيراً بالناخبات.
التقنيا السيدة زبيدة دادالله الزدجالية مديرة المركز التي توقعت ان يشتد الاقبال كلما تقدمت ساعات النهار كما هي العادة.
في العامرات 20 مرشحاً وتسعة الاف ناخب وبين المرشحين سيدة واحدة رغم ان توجيهات السلطان قابوي هي تشجيع المرأة لكي تكون شريكة كاملة في الحياة العامة. غير ان المرأة العمانية كما تقول السيدة الزدجالية موجودة في كل المجالات الاقتصادية والفنية والتربوية والعلمية وغيرها.
تحدثنا الى والي العامرات الدكتور يحيى سليمان عبدالله الندالي اكد ان الاقبال مقبول في مثل هذه الساعة، لانه لم يمض وقت طويل على بدء العملية الانتخابية. ولكن مع الوقت سيشتد الاقبال وهذا ما هو مألوف في العمليات الانتخابية.
الدكتور صالح القاسمي رئيس لجنة التصوير في المركز الانتخابي فقال الى قلة عدد النساء عائد الى قرار ذاتي. فهن لا يقدمن على الترشيح وهذا هو خيارهن.
باسمة سعود المعشري موظفة في احدى شركات القطاع الخاص بدت مرتبكة وهي تتحدث الى «الاسبوع العربي» ولما سألناها عن السبب قالت انها ليست محرجة بل ان الخجل مسيطر عليها بعض الشيء. سألناها عن هدفها من المشاركة في الانتخابات وعلى اي اساس اختارت من اختارت، فاجابت بأنها شاركت في الانتخابات لانها تريد التغيير الى الاحسن ودفع البلاد الى المزيد من التقدم. ثم ان الفائزين في الانتخابات سيكونون صلة الوصل بين الشعب والحكومة يلاحقون مطالب المواطنين وينبهون المسؤولين الى ما غفلوا عن تحقيقه.
يعتمد في الانتخابات في سلطنة عمان الى عاملين اساسيين: البطاقة الشخصية وبصمة الاصبع وان يكون اسم الناخب مدوناً في سجل القيود وان تكون البطاقة صحيحة.

الصوت امانة
منصور سليمان النبهان مساعد رئيس المركز في مدرسة الصهباء بنت ربيعة المخصص لاقتراع الرجال وصف الاقبال بالجيد رغم ان الساعة لم تكن تجاوزت التاسعة صباحاً وتوقع ان تتزايد مع مرور الساعات، ووصف العملية الانتخابية بالهادئة وهي تسير بشكل طبيعي وهادىء لا اشكالات امنية ولا تقنية واذا ما وجدت بعض الثغرات الصغيرة التي تكاد لا تذكر تجري معالجتها بسرعة. وقال ان الصوت امانة ولذلك على جميع المواطنين ان يشاركوا في العملية الانتخابية دون تردد. وتمنى ان يحمل الفائزون معهم افكاراً جديدة تساهم في تطور البلاد.
هيثم الجدراني موظف في وزارة التربية سألناه عن سبب مشاركته في العملية الانتخابية وماذا يطلب من الذين اختارهم فقال انا اطلب الكثير، خصوصاً ان يكونوا مخلصين اوفياء للبلد، وان يعملوا باخلاص لخدمة البلد وخدمة المواطن الذي له الكلمة الاساسية في الانتخابات، خصوصاً وان الشخص المنتخب مهمته الاساسية ايصال كلمة الشعب الى الحكومة. فهم يمثلون كل فرد من افراد المجتمع.
واضاف نفتقر الى برامج المرشحين لنحكم لها او عليها ولكننا قادرون على الاختيار من خلال اعمالهم التي على اساسها يترشحون. وتحدث عن التدابير التي اتخذتها وزارة الداخلية فقال انها ممتازة الامر الذي سهل اجراء العملية الانتخابية بهدوء وخالية من الشوائب.
واضاف نحتاج الى خدمات كبرى خصوصاً وان عدد سكان ولاية العامرات تجاوز المئتي الف مواطن مما يرتب على الفائزين مسؤولية اكبر. هذه الزيادة في عدد السكان ادت الى شواغر في قطاع التعليم لان في كل مدرسة اكثر من 1200 طالب. وختم بالقول اننا بعد اعلان النتائج يمكن ان نتصل بالفائزين ونتداول معهم في كل الامور التي تهم الولاية. حتى ان بعض الفائزين يأخذون هم المبادرة ويزورون الناخبين ويستمعون الى ارائهم ومطالبهم ويعملون على تحقيقها.

الى ولاية القريات
من العامرات توجهنا الى ولاية القريات وهي تبعد عن الاولى اكثر من مئة كيلومتر وكانت محطتنا الاولى مدرسة زينب بنت ابي سفيان وقد اتخذ منها مركزاً انتخابياً ورئيس اللجنة التنظيمية محمد ابراهيم علي البلوشي قال ان عدد الناخبين في الولاية 14120 ناخباً اما عدد السكان فهو 40 الفاً. وفي الولاية 12 مرشحاً بينهم سيدة واحدة.
وسئل عن قلة عدد النساء المرشحات فقال ان الترشيح امور شخصية وهذا عائد الى المرأة نفسها. ولكن من ناحية اخرى فهي تساهم في الحياة العمانية. هناك حاجات كثيرة وهذا عائد الى الفائزين فضلاً عن الخطط الخمسية التي تنفذها الدولة. هناك برامج للمرشحين وحلقات توعية وتوضيح. بعد اعلان النتائج تتم اتصالات بين الفائزين والناخبين ويتم التداول في امور الولاية. الاقبال هناك (كانت الساعة تجاوزت الحادية عشرة) كان كثيفاً جداً وهذا دليل على وعي المواطن وحسه بالمسؤولية. والامور كانت تسير بيسر وسهولة لا يعكر صفوها اي شيء على الاطلاق.
منها انتقلنا الى مدرسة دغمر وهي مخصصة لاقتراع النساء وهناك التقنيا الدكتورة خديجة عبد الكريم محمد الزدجالية رئيسة المركز. التي وصفت الاقبال بأنه «كبير جداً كما ترون وتلاحظون ولن نكن نتوقع هذا الازدحام. الاستعدادات كانت كاملة ولذلك فان كل شيء يسير طبيعياً».
وسئلت عن المرأة المرشحة فقالت انه «خيار شخصي. لها خدمات سابقة شجعتها على الترشح. واتمنى ان تزداد اعداد النساء المرشحات ويكون ظهورها اكثر من السابق. المواطنون يأتون من خارج الولاية ونتمنى لها التوفيق. اذ لا ينقص المرأة شيء ولكن يجب ان تكون لها الارادة اذا كانت مستوفية الشروط كالخدمات التي قدمتها للمواطنين».
وتابعت تقول: تأثرت جداً وانا ارى ابنة السبعين تقدم باندفاع الى صندوق الاقتراع للقيام بواجبها الوطني وهذا دليل على الحس بالمسؤولية وبالمواطنية الصادقة.
بلقيس ناصر سعيد سريري، موظفة وصفت الاقتراع بانه امر وطني يساهم فيه الجميع. وهذه امانة لتحسين الاوضاع. ويدرك الفائز انه انتخب لخدمة المجتمع وخدمة المواطن ومهمته حث الحكومة على التجاوب. فهو همزة وصل بيننا وبين الدولة. نحن لا نستطيع ان نصل الى كل الامكنة اما هو فيستطيع. ومدة ولايته اربع سنوات وهي مدة طويلة لذلك عليه ان يكون فعالاً.
سألناها لماذا لا تترشحين انت فقالت انا لا ازال صغيرة السن واخاف من المسؤولية ولكن المرأة تستأهل النجاح خصوصاً وان السلطان قابوس اعطاها دوراً كبيراً. فهناك امور لا يعرفها الرجل وتعرفها هي.
علي بن حميد بن سيف الجهوري رئيس لجنة التصويت لانتخابات مجلس الشورى لولاية القريات. فقال كما تلاحظون الاقبال كبير جداً منذ الصباح تصطف هذه الصفوف الطويلة رغبة من المواطنين في اختيار ممثليهم في مجلس الشورى. وهذا الازدحام ما هو الا دليل وعي وايمان المواطن باهمية المشاركة لاختيار الشخص المناسب وايصاله الى قبة البرلمان. وختم نتأمل ان يكون هناك تفاعل واضافة الى مجلس الشورى ويكون المجلس خير عون للحكومة ونتأمل بالافكار والدراسات التي تساعد على اتخاذ القرار.

مسقط – الياس معلوف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق