الأسبوع الثقافي

ثلاث روايات لكل منها مناخها ونكهتها

ثلاث روايات جديدة، صدرت حديثاً، عن «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر» في بيروت، هي: جحيم الراهب – خلف العتمة – كرنفال.

الرواية الأولى «جحيم الراهب» من تأليف شاكر نوري، الذي ولد في العراق عام 1949، درس الأدب الإنكليزي في جامعة بغداد، والسينما والمسرح في جامعة السوربون بباريس. دخل ميدان الصحافة وعمل في عدد من الصحف والمجلات. سافر الى فرنسا وأقام فيها من 1977 حتى 2001. حصل على درجة البكالوريوس عام 1972 من كلية التربية (جامعة بغداد) والماجستر عام 1979 من المدرسة العليا للدراسات في باريس والدكتوراه عام 1983 من جامعة السوربون.
قام بتدريس السينما في السوربون. وعمل في إذاعة مونت كارلو.
ومن أجواء هذه الرواية، وهي روايته الثامنة، ما يأتي:«لم اتنكّر بجبّة الراهب لأخدع أحداً… ولم أنخرط في دين جديد لأؤذ
ي الآخرين… اسم اسحق الذي لا يرمز الى أي معنى ديني اختاره لي أهلي بالمصادفة ومن دون أي دلالة». هكذا قدّم الأب اسحق صك براءته فهل أقنعنا، وهو الذي نقل الى الأوراق ما رآه وتحسّسه في دير الآباء الأشوريين حيث خدم وأقام؟ وهو الذي غادر بيروت الى روما، متلمساً طريق الفاتيكان، بعد سنوات طويلة قضاها بين سجن القلعة في دمشق وميناء بيروت ودير الأيقونات. ثم ماذا عن أرشيف الأب جوزيف الحافل، الذي لم يثق إلا به ليتركه وديعة بين يديه؟ ساعات ثلاث في الطائرة كثّف خلالها الزمن ليعيش جحيماً لا مثيل له: أيستمر في البحث عن اللّه، أم عن ذاته هو؟

الرواية الثانية «خلف العتمة» من تأليف سليم اللوزي، صحافي وناشط سياسي. ولد في طرابلس – شمال لبنان. حاصل على اجازة جامعية في إدارة الأعمال من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2004، وعمل في صحف محلية عدة. في كانون الأول (ديسمبر) عام 2012، أصدرت «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر» روايته الأولى «ذبائح ملوّنة». من مناخ «خلف العتمة» ننقل ما يأتي:«كان يمكن أن يكون عادياً مثلنا تماماً، ينطلق الى الحياة، في الصباح ويعود مع الغروب الى منزله لينعم بدفء الأسرة وراحة البال. لكنه لم يكن كذلك. دخل لعبة الضوء والعتمة مجبراً أو بمحض إرادته، تقاسمه عالم النهار الواضح وعالم الليل الغامض المجهول، بكل استدراجاته الغاوية. يرى نفسه هنا وهناك في الوقت نفسه يتبع أحدهما الآخر أحياناً ويدخله أو يعبره مبتعداً من جديد».

الرواية الثالثة «كرنفال» من تأليف راوي حاج، كاتب لبناني – كندي ومصوّر محترف. ولد في بيروت، ثم انتقل الى نيويورك عام 1982. وبعد إنهاء دراسته في معهد نيويورك للتصوير. انتقل الى مونتريال حيث درس الفنون، وعرضت بعض أعماله في المعرض الكندي للحضارة ومعرض كيبك للحضارة. له روايتان حازتا جوائز مرموقة واهتمام النقاد عالمياً، وهما:«لعبة دي نيرو» و«الصرصار»، وقد صدرتا باللغة العربية عن «شركة المطبوعات» أيضاً.
رواية راوي حاج الجديدة «كرنفال»، رواية ساخرة نطرح أحداثها وأبطالها وأماكنها بقسوة الحياة نفسها وغرابتها. تدعوك لتلتقي وجهاً لوجه مع مجرمين وبائعات هوى ومعتوهين وسحرة وثوار ومهرجين في كرنفال يبدو أنه بدأ في زمن لا يعرف أحد متى ينتهي. تصوير متقن لمشاهد حياتية قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى لكنك تجد فيها الحباة كلها من طموحات ورغبات ونزوات وجنون وجشع ورغبة في القتل والتحرّش. قصة مهرّج وسائق تاكسي وجد نفسه متورّطاً بخصوصيات الآخرين فرواها بلا تردّد. لم تجىء قط مكملة لروايتي الكاتب السابقتين، بل بنت معلماً روائياً جديداً وإن يكن راوي حاج حاضراً فيها بقوة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق