رئيسيسياسة عربية

«المؤتمر» يعزل الرئيس هادي: الحوثيون يواصلون تمردهم، ويرفضون حكومة الوحدة

كم من التطورات المثيرة، شهدتها الساحة اليمنية على مدى الايام القليلة الفائتة، من شأنها ان تدفع بالازمة نحو التصعيد. فعلى الرغم من المحاولات الرسمية اختصار بعض المواقيت، والتسريع باستحقاقاتها، بدا واضحاً ان اياً من تلك الاستحقاقات لم يبلغ مرحلة النضج، من وجهة النظر الحوثية التي تعتقد انها باتت تمتلك حق النقض «الفيتو» في كل ما يهم الشان اليمني.

اول فيتو، استخدمه زعيم الحوثيين هذه الايام ضد حكومة الوحدة، التي شكلت، وادت اليمين القانونية، امام الرئيس عبد ربه منصور هادي. فعلى الرغم من ان تشكيلها تم طبقاً لمخطط تم التوافق عليه مسبقاً، وحدد عدد الحقائب لكل تيار او اتجاه، بمن في ذلك الحوثيون انفسهم. فقد اختصر الحوثيون كل ما حدث بخصوص الحكومة ببيان يؤكد رفض التيار للتشكيل الحكومي.
حالات الفيتو الحوثي، كثيرة جداً، وبدا واضحاً انها طاولت كل شيء على الساحة اليمنية. وخصوصاً تلك التي لا تعود بالنفع المباشر على حالة التمرد التي يقودونها، والتي تتواصل جغرافياً وسياسياً لتشمل كل شيء.

تطورات تصعيدية
في الاثناء، شهدت البلاد كماً من التطورات التي تصب ضمن اطار الازمة، واستخدام كل ما هو ممكن في سياق التصعيد. ومن ذلك قرار حزب المؤتمر الشعبي العام بعزل الرئيس من مواقعه الحزبية. يقابل ذلك قرار اممي بفرض عقوبات على كل من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي. وتمرد صالح على الانذار الاميركي بضرورة مغادرة البلاد قبل يوم الجمعة الفائت.
في التفاصيل، أدت الحكومة اليمنية الجديدة، التي يرأسها خالد البحاح، اليمين الدستورية، الأحد، في ظل ظروف أمنية وتطورات ميدانية تعصف بالبلاد بعد بسط الحوثيين لسيطرتهم على مناطق عدة. وشارك في أداء اليمن الدستوري 30 وزيراً من أصل 36 وزيراً.
وكانت جماعة الحوثيين قد رفضت التشكيل الجديد للحكومة اليمنية، التي أعلنها الرئيس عبد ربه منصور هادي، بهدف الخروج من أزمة سياسية معقدة تغرق البلاد.

وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد القبلي في تصريحات صحفية، ان «التشكيلة الحكومية مخيبة للأمل، كون بعض أعضائها لم يستوفوا المعايير الموجودة في اتفاق السلم والشراكة، الموقع مؤخرا بين الحكومة والجماعة».
وتابع القبلي: «بعض الوزراء متورطون في قضايا فساد، وهذا يخالف الاتفاق الذي وقعناه مع الحكومة»، رافضاً تسمية الوزراء الذين يقصدهم.
وطالب بتعديل الحكومة «بما يتطابق مع معايير اتفاق السلم والشراكة»، مشيراً إلى أن الجماعة أوصلت رأيها للسلطة و«لم تتلق أي رد».

اقالة هادي من الحزب
وفي سياق مواز، قال حزب المؤتمر الشعبي العام إنه أقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من منصبه كأمين عام للحزب الامر الذي من شأنه ان يضعف سلطاته في وقت تسود فيه الاضطرابات البلاد.
واتهم الحزب هادي بتأييد العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي حكم البلاد 33 عاماً واستقال في عام 2012 إثر احتجاجات شعبية حاشدة.
وتأتي اقالة هادي من زعامة الحزب بعد يوم من تحركه لانهاء أحدث ازمة سياسية في البلاد باعلان تشكيل حكومة جديدة.
ومن شأن فقد هادي منصبه في الحزب ان يحرمه من قاعدة سلطته خارج الرئاسة، حيث  كان يتحدث في السابق كرئيس وزعيم في واحد من أكبر الاحزاب ولكنه فقد دوره في الحزب.
وكان هادي أعلن الجمعة تشكيل الحكومة برئاسة خالد محفوظ بحاح، التي تضم إلى جانبه 35 وزيراً آخرين، واحتفظ خلالها 4 وزراء بحقائبهم، فيما تم نقل 3 آخرين من حقيبة لأخرى.
ومما يسلط الضوء على بواعث القلق الغربية والعربية بشأن الاستقرار في اليمن قال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب امس إنه حاول اغتيال السفير الأميركي ماثيو تولر بزرع قنبلتين يوم الخميس أمام مقر اقامته.
وقال التنظيم في حسابه على تويتر إنه تم اكتشاف العبوتين قبل دقائق من الموعد المحدد لتفجيرهما. ولم يتسن على الفور التحقق من هذا الادعاء.
وفرض مجلس الأمن الدولي الجمعة عقوبات على صالح واتهمه بعرقلة العملية السياسية في البلاد. وفي وثيقة مسربة قالت الولايات المتحدة ان صالح اضحى داعماً رئيسياً للحوثيين.
وتنص العقوبات على منع جميع الدول الاعضاء في الامم المتحدة من منح تأشيرات دخول لكل من صالح رئيس اليمن بين 1990 و2012، وقائد التمرد الحوثي زعيم حزب انصار الله عبد الملك الحوثي وقيادي آخر في التمرد هو عبد الله يحيى الحكيم.
ونفى صالح سعيه لزعزعة استقرار اليمن ونظم انصاره في الحزب مظاهرة حاشدة في صنعاء احتجاجا على العقوبات التي فرضت ايضاً على اثنين من زعماء الحوثيين.
ويشكل انصار هادي حاليا
اقلية في الحكومة المؤلفة من 34 وزيراً من بينهم تسعة من اعضاء حزب المؤتمر وستة من الحوثين فضلا عن تكتلات تمثل الفصائل السياسية الرئيسية في البلاد.

تظاهرة مؤيدة لصالح
في السياق، تظاهر آلاف المؤيدين للحوثيين وانصار الرئيس اليمني السابق في صنعاء ضد عقوبات جديدة قد تفرضها الامم المتحدة على علي عبدالله صالح واثنين من قادة حركة انصار الله الشيعية. وكان المؤتمر الشعبي العام، حزب صالح، دعا الخميس مؤيديه الى التظاهر ضد هذه العقوبات المحتملة مؤكداً انها ستؤدي الى تأجيج الازمة في هذا البلد. وذكر صحافيون ان المتظاهرين الذين كان كثيرون منهم يحملون رشاشات ورفعوا صور صالح وعبد الملك الحوثي زعيم جماعة انصار الله، تجمعوا في ساحة التحرير وهم يرددون شعارات تاييد للرئيس السابق وضد واشنطن.
على صعيد اخر اعلن تنظيم القاعدة انه قتل العشرات من عناصر التمرد الحوثي الشيعي في اليمن ، بعد ساعات من تشكيل الحكومة الجديدة التي يعول عليها اخراج البلد المضطرب من الازمة.
وقالت مصادر قبلية ان انتحارياً يقود سيارة مفخخة اقتحم مركزاً طبياً حوله الحوثيون الى ثكنة في المناسح قرب مدينة رداع (150 كلم جنوب صنعاء)، مشيرة الى مقتل عشرات الاشخاص في الهجوم.
واعلن تنظيم القاعدة من جهته في بيان ان عشرات الحوثيين قتلوا وجرحوا في الهجوم.
وفي الهجوم الثاني اطلق مسلحون من القاعدة النار على مدرسة استولى عليها الحوثيون في وادي الجراح قرب رداع، بحسب مصادر قبلية والقاعدة. واوضح بيان القاعدة ان اربعة من عناصره شنوا هجوماً فجر امس على المبنى.

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق