أبرز الأخبارسياسة عربية

الجيش السوري ينتزع منطقة جديدة بشرق حلب من المعارضة

أعلن الجيش السوري وحلفاؤه انتزاع السيطرة على منطقة بشرق حلب من مقاتلي المعارضة يوم الاثنين في هجوم متسارع يهدد بسحق المعارضة في أهم معقل حضري لها في سوريا.

وقال مسؤولان بالمعارضة إن مقاتليه الذين يواجهون قصفاً عنيفاً وهجمات برية انسحبوا من الجزء الشمالي من شرق حلب إلى جبهة يمكن الدفاع عنها بسهولة أكبر بسبب تقدم القوات الحكومية الذي يهدد بانقسام المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى شطرين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجزء الشمالي من شرق حلب الذي فقدته المعارضة يمثل أكثر من ثلث الأراضي التي كانت بحوزتها ووصف ذلك بأنه أكبر هزيمة للمعارضة في حلب منذ 2012.
ووردت أنباء عن هروب آلاف السكان. وقال مقاتل بالمعارضة تواصلت معه رويترز إن هناك «ضغطاً شديداً جداً» على المعارضة هناك.
وسيطرت ميليشيا كردية من حلب على جزء من المنطقة التي فقدتها المعارضة.
وانتزاع السيطرة على شرق حلب من أيدي المعارضة سيكون أكبر نصر للرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الانتفاضة في 2011 حيث ستعيد سيطرته على المدينة بأكملها باستثناء منطقة يسيطر عليها الأكراد لم تشارك في القتال ضده.
وبالنسبة الى الأسد فإن استعادة حلب ستعزز قبضته على المراكز الحضرية الرئيسية لغرب سوريا حيث ركز هو وحلفاؤه قوتهم العسكرية حتى مع خروج معظم ما تبقى من البلاد عن سيطرتهم.
وسيكون أيضاً انتصاراً لحليفيه روسيا وإيران اللذين نجحا في التفوق على الغرب وعلى خصوم الأسد في المنطقة من خلال التدخل العسكري المباشر.
ويقول مقاتلو المعارضة إن حلفاءهم الأجانب ومنهم الولايات المتحدة تركوهم لمصيرهم في حلب.
واستطاعت القوات الموالية للأسد والمدعومة أيضاً من جماعة حزب الله اللبنانية الاقتراب تدريجياً من شرق حلب هذا العام وذلك من خلال قطع أهم خطوط الإمداد إلى تركيا ثم تطويق الشرق بالكامل وبدء هجوم كبير في أيلول (سبتمبر).
وأعلنت خدمة عسكرية إخبارية يديرها حزب الله أن الشطر الشمالي من شرق حلب بات تحت سيطرة الحكومة بالكامل.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات الحكومة السورية «حررت» نحو 40 في المئة من الجزء الشرقي من المدينة.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع أعضاء مجلسه الأمني يوم الاثنين التقدم الأخير الذي أحرزه الجيش السوري.
وقال مسؤولون بجماعتين للمعارضة في حلب إن مقاتلي المعارضة انسحبوا إلى مناطق يمكن الدفاع عنها بسهولة أكبر خصوصاً بعد فقدان حي هانونو يوم السبت.
وقال مسؤول في جماعة الجبهة الشامية المعارضة لرويترز إنه انسحاب من أجل التحلي بالقدرة على الدفاع وتعزيز الخطوط الأمامية.
وأضاف «طبعاً المناطق التي فقدوها هامة كونها مرتفعة ولكن المناطق التي حافظوا عليها هي مناطق مزدحمة بالأبنية أكثر من تلك وممكن القتال فيها بشكل أفضل».

فصيل كردي
قال التلفزيون الرسمي السوري نقلاً عن مصدر عسكري إن الجيش وحلفاءة سيطروا على حي الصاخور وهو حي رئيسي آخر في شرق حلب. وقال المسؤول بالجبهة الشامية إنه تم إخلاء جزء من الحي ليكون جزءاً من خط الجبهة الجديد.
وتقدمت وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على حي الشيخ مقصود في حلب إلى اثنتين على الأقل من المناطق التي انسحبت منها قوات المعارضة. ووحدات حماية الشعب الكردية حليفة للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية كما إنها مناوئة لجماعات المعارضة في حلب.
ويتهم بعض مقاتلي المعارضة وحدات حماية الشعب بالتعاون مع الحكومة في تقدمها وهو اتهام سبق وأن وجه للأكراد المتمركزين في حلب من قبل ونفاه الأكراد.
لكن مسؤولاً أخر بالمعارضة قال إن وحدات حماية الشعب انتقلت إلى مناطق ليل الأحد بالاتفاق مع مقاتلي المعارضة.
ورغم أن بعض جماعات المعارضة في حلب تلقت دعماً من دول مثل تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة خلال الحرب فإنها تقول إن داعميها الأجانب خذلوها فيما يستخدم الأسد وحلفاؤه قوة عسكرية هائلة.

الفرار من القتال
قال عبد السلام عبد الرزاق المتحدث العسكري باسم جماعة نور الدين الزنكي إحدى فصائل المعارضة الرئيسية في حلب إن الوضع سيء للغاية بسبب القصف المتواصل على مدار الساعة بجميع أنواع الأسلحة.
وقال لرويترز إن هناك قتالاً شرساً للغاية يدور حالياً وإن النظام وأنصاره يدمرون مناطق بأكملها لفتح المجال أمام تقدمهم. وقال مقاتل آخر إن هناك استنزافاً قوياً للناس والذخيرة.
وقال أفراد إنقاذ من الدفاع المدني يعملون في مناطق خاضعة للمعارضة في حلب إنه لم يعد لديهم وقود باستثناء ما تحويه المركبات والمعدات.
وأجبرت المعارك آلاف السكان في شرق حلب على الفرار. وتوجه بعضهم إلى حي الشيخ مقصود الذي يسيطر عليه الأكراد وتوجه آخرون إلى أراض تسيطر عليها الحكومة بينما توغل آخرون في عمق ما تبقى من الأراضي التي تقع تحت سيطرة المعارضة.
وقال المتحدث باسم الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ينس لايركه يوم الاثنين إن الهلال الأحمر العربي السوري سجل وصول أربعة آلاف شخص إلى حي جبرين الذي تسيطر عليه الحكومة في غرب حلب بعد نزوحهم من المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأبلغ محمد سندة وهو عضو في مجلس البلدية التابع للمعارضة في حلب رويترز أن العديد من الأشخاص يتحركون لكنهم لا يزالون ضمن المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة. وأضاف أن القصف عنيف للغاية وأن هناك مخاوف من أن قوات الحكومة ستتقدم بشكل أكبر.
وقال صالح مسلم وهو أحد زعماء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لرويترز إن ما بين ستة آلاف وعشرة آلاف شخص هربوا إلى الشيخ مقصود حيث يجري استقبالهم.
وذكر المرصد أن آلافاً آخرين عدة عبروا خطوط القتال في مناطق أخرى من شرق حلب وإنهم نقلوا إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة في غرب حلب.
وقال متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن من الصعب وضع أرقام دقيقة للنازحين.
وقال المتحدث في رسالة عبر البريد الإلكتروني «لكن الهلال الأحمر السوري على الأرض يقول إن هناك أكثر من ألفي شخص غادروا شرق حلب باتجاه حي جبرين الذي تسيطر عليه الحكومة».

رويترز
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق