سياسة لبنانيةلبنانيات

التزام الصمت حول لقاء ماكرون – الراعي وترحيب واسع بتحرير المخطوف السعودي واعتقال خاطفيه

حفل يوم امس بسلسلة احداث تمحورت حول الفراغ في سدة الرئاسة الاولى التي يخيم عليها الشغور منذ سبعة اشهر. والوضع الامني الذي تمثل بالانجاز الكبير الذي حققه الجيش اللبناني في تحرير المواطن السعودي من خاطفيه واعتقال بعضهم. وشهد ايضاً حرباً كلامية بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير العدل هنري خوري.
على صعيد الانتخابات الرئاسية كان البارز اللقاء الذي عقد بعد ظهر امس في قصر الاليزيه، بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والبطريرك بشاره الراعي، والذي استغرق حوالي السبعين الدقيقة. وعلى الرغم من تكتم الطرفين حول ما دار في الاجتماع ونتائجه، اشارت التسريبات الاعلامية الى ان المحادثات تركزت حول ضرورة انهاء الشغور في اسرع وقت، لانه مدمر وخصوصاً للمسيحيين الذين يمثلهم رئيس الجمهورية. وبمعزل عن الاسماء، فان المهم تأمين انتخاب رئيس، لتعود الحياة السياسية الى طبيعتها. وكان تخوف من ان بعض الافرقاء ليسوا مستعجلين، لا بل ان عدم وجود رئيس يريحهم اكثر. الا ان كل ذلك يبقى من باب التكهنات ما لم يصدر بيان حول الموقف الحقيقي للاجتماع. وكان البطريرك الراعي وقبل وصوله الى باريس، عرج على الفاتيكان، وبحث الملف الرئاسي مع امين سر الكرسي الرسولي، مع العلم ان التنسيق قائم بين فرنسا والفاتيكان حول هذا الملف.
على الصعيد الداخلي عقد لقاء التيار الوطني الحر اجتماعاً لمناقشة ما آلت اليه الاتصالات بين التيار والكتل المعارضة، ونظراً للتباين في المواقف داخل التيار، استعان الوزير السابق جبران باسيل بالرئيس ميشال عون الذي حضر الاجتماع، لدعم توجهات رئيس التيار. وعلى الرغم من ان التوقعات كانت كلها تشير الى ان اعلان ترشيح الوزير الاسبق جهاد ازعور، سيصدر عن التيار في نهاية الاجتماع، الا ان ذلك لم يتحقق، وبقيت المواقف بلا حسم. واعربت بعض الكتل المعارضة عن قلقها من هذا التأجيل، خصوصاً وان التيار حتى الساعة لم يصدر عنه اي موقف يشير الى انه على استعداد لانهاء التحالف مع حزب الله. وهكذا وعلى الرغم من موجة التفاؤل التي خيمت على الوضع، بعد تصريح باسيل للاعلام بانه يسير بترشيح ازعور، ولكن الاتفاق على برنامج العمل لم يتم بعد بقيت الامور مجمدة. وفي النهاية يمكن القول ان لا شيء محسوماً حتى الساعة، بانتظار الموقف النهائي الذي سيصدر عن التيار.
على الصعيد الامني حقق الجيش انجازاً جديداً يضاف الى سلسلة الانجازات الكثيرة التي طبعت عمله الامني واثبت مرة جديدة انه المظلة الحامية للوطن وللاستقرار فيه، وهو مصدر ثقة كبيرة في الداخل وفي الخارج على حد سواء. ففي اقل من 48 ساعة استطاعت فرقة من مخابرات الجيش ان تحرر المواطن السعودي، الذي خطفه مسلحون ملثمون من وسط العاصمة واقتادوه الى البقاع. في منطقة على الحدود اللبنانية – السورية تمكنت المخابرات من تحرير المخطوف واعتقال بعض خاطفيه واحالتهم الى التحقيق. كما قام الجيش بمداهمات في منطقة بعلبك الهرمل لاعتقال بقية المشاركين في الخطف. الا ان الرأس المدبر فر الى داخل الاراضي السورية. ونشطت الاتصالات بين لبنان وسوريا والسعودية لتسليمه. وبتحرير المخطوف انقذ الجيش الموسم السياحي الواعد واعاد الثقة بالوطن. انجاز الجيش هذا لقي ترحيباً واسعاً من مختلف الاوساط السياسية والدبلوماسية والشعبية.
هذه الصفحة المشرقة قابلتها اخرى معيبة من خلال انفجار الخلاف بين رئيس حكومة تصريف الاعمال ووزير العدل حول حماية حقوق الدولة في الدعاوى المقامة ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الخارج، كما كان خلاف حول الموضوع عينه بين وزير العدل ومدير عام الوزراة. وبينما دعا رئيس الحكومة الى جلسة لمجلس الوزراء لبحث الموضوع، ووجه دعوة لوزير العدل لحضورها. رفض الوزير الحضور وعقد مؤتمراً صحافياً شرح فيه وجهة نظره، فاضطر ميقاتي الى الغاء جلسة مجلس الوزراء. يوماً بعد يوم تثبت هذه المنظومة السياسية انها ليست اهلاً للحكم وان استمرارها يعمق الانهيار ويدمر البلاد. هذا واستقبل وزير العدل سفير المانيا في بيروت وتسلم منه بطاقة حمراء اصدرها القضاء الالماني بحق رياض سلامة فاشتد الضغط على حاكم مصرف لبنان. ورغم ذلك لا يزال في منصبه وهناك اتهامات بان المنظومة هي التي تحميه.

بيان الاليزيه

قالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنّ ماكرون والراعي «عبّرا عن مخاوفهما العميقة بشأن الأزمة» التي يعاني منها لبنان و«شلل المؤسسات الذي فاقمه شغور سدّة الرئاسة منذ أكثر من سبعة أشهر».
وأضاف الإليزيه في بيانه أنّ الرئيس الفرنسي والبطريرك الماروني «اتّفقا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بدون تأخير».
ونقل البيان عن ماكرون تشديده على «ضرورة» بقاء مسيحيّي لبنان «في قلب التوازن الطائفي والمؤسّسي للدولة اللبنانية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق