رئيسيسياسة عربية

ماذا يجري على خط السعودية – دول الخليج؟: الامير مقرن يزور المنامة، ابو ظبي، مسقط، والكويت

بقدر ما اثارت زيارة امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى السعودية، ولقاء القمة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، بقدر ما اثارت جولة ولي ولي العهد السعودي الامير مقرن بن عبد العزيز من تساؤلات حول مضمون ما يجري على خط السعودية وباقي الدول الخليجية.

ويبدو ان جميع التحليلات والمتابعات قد ركزت على مشروع المصالحة بين السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة من جهة وقطر من جهة اخرى. اما التوقعات التي ترافقت مع تلك الجولة، فقد تركزت حول فرضية تشير الى ان امير قطر قدم خلال زيارته الى الرياض مشروعاً يقترب من المطالب السعودية. وان الرياض ارسلت مبعوثاً الى عواصم الدول المعنية بالملف، سواء اكان ذلك من باب انها معنية بالازمة وطرف فيها، أو من باب انها دخلت ضمن مشروع الوساطة.
وفي السياق ذاته، فقد تسربت معلومات عن ان المسألة قد تكون تتعلق بالموقف من احداث غزة، حيث تتشارك كل الدول في دعم الموقف المصري من الازمة. بينما تنحاز قطر الى حركة حماس.

جولة خليجية
الجولة التي قام بها الامير مقرن الى كل من المنامة، ابو ظبي، مسقط، والكويت، لم ترشح عنها الكثير من المعلومات. غير ان بعض التحليلات اشارت الى ربط هذه التحركات  السعودية بملف المصالحة الذي لم تنجح الكويت ولا مسقط في معالجته سابقاً، إذ تشير بعض التكهنات إلى أن قطر قد تكون تقدمت بما يقرب الموقف مع السعودية لكنها لم تفعل ذلك مع المنامة وأبوظبي، وهو ما دعا السعودية لأن تتحرك لهذه العواصم ولتنتهي عند تياري المصالحة في الكويت ومن ثم عمان.
وفي هذا السياق، توقفت تحليلات عند ما يعتقد انه تصعيد قطري ضد الامارات العربية المتحدة، وتهدئة على جبهة الازمة مع السعودية. ففي إشارة واضحة الى تنامي الخلاف القطري – الإماراتي، بثت قناة الجزيرة القطرية خبراً زعمت فيه أن وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قابل وزير الخارجية «الإسرائيلي» افيغدور ليبرمان، لبحث سبل القضاء على حركة حماس في غزة وجاء الرد على لسان الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الاماراتي، الذي قال في حساب له على «تويتر»، أنه يترفع عن الرد. مكتفياً بنفي  الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم صحة الأنباء التي تتحدث عن دعم دولة الإمارات العربية لتمويل أي عملية عسكرية «إسرائيلية» على غزة من شأنها إنهاء حكم حماس.
وقال برهوم في رده «للأسف دأبت بعض وسائل الإعلام على الترويج لما تبثه وسائل الإعلام «الإسرائيلية”» من أخبار كاذبة ومفبركة ومحبوكة جيداً والتي كان آخرها ما بثته القناة الثانية الاستخباراتية الصهيونية زاعمة أن دولة الإمارات الشقيقة أبدت استعدادها لتمويل أي عملية عسكرية «إسرائيلية» على غزة من شأنها إنهاء حكم حماس».

ملف غزة
وبين هذه وتلك، تصطدم هذه التكهنات بالعديد من المحطات الخاصة بملف غزة الساخن حالياً بعد رفض حركة حماس للمبادرة المصرية، إذ تتباين وجهات النظر الخليجية في كيفية التعاطي مع الهجوم الإسرائيلي ولكنهم يتفقون في إدانته وتصعيد القضية على المستوى الدولي ودعم الشعب الفلسطيني بجميع السبل.
كما تصطدم العلاقات القطرية الخليجية بملف قناة الجزيرة، والموقف من جماعة الاخوان المسلمين، حيث جمعت الدوحة بين الملفين معاً من خلال تعيين ياسر ابو هلالة، احد اعضاء جماعة الاخوان المسلمين في الاردن مديراً عاماً للقناة. الامر الذي فسر بانه نوع من التحدي للمجموعة الخليجية، واستمرار لتبني الموقف الاخواني على عكس المشروع الخليجي عموماً، والسعودي خصوصاً.
ففي الامارات، وبحسب بيان رسمي، بحث الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، مع الأمير مقرن، العلاقات الأخوية بين السعودية والامارات، وسبل دعمها وتعزيزها في كل المجالات، ومسيرة التعاون الخليجي ومجمل الأحداث الجارية في المنطقة، وآخر تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والدولية.
وخلال اللقاء، اكد الشيخ محمد اعتزازه بعمق العلاقات الأخوية بين الإمارات وشقيقتها السعودية، مشيداً بالحرص الكبير الذي يبديه العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الامارات لدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك، نحو كل ما يحقق لقادة وشعوب دول الخليج العربية تطلعاتهم وآمالهم.
وأكد أيضاً أن ما يربط البلدين الشقيقين من علاقات وثيقة ومتينة ترتكز على ثوابت وأسس تاريخية، تستند إلى دعائم قوية قوامها علاقات الأخوة والترابط والتآزر وحتمية المصير الواحد.
وخلال اللقاء ايضاً، جرى استعراض مجمل الأوضاع الراهنة في المنطقة، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وتم التأكيد على أهمية تكثيف اللقاءات من أجل مزيد من التشاور والتنسيق تجاه مختلف قضايا التعاون في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات تتطلب العمل المشترك الذي يلبي تطلعات أبناء وشعوب المنطقة في الأمن والاستقرار والتنمية والعيش الكريم.

استطلاع الاراء
ويبدو ان الزيارات التالية للامير مقرن الى كل من المنامة والكويت ومسقط، لم تكن بعيدة عن تلك المضامين. غير ان مصادر متابعة توقعت ان يكون المسؤول السعودي قد طرح خلال الرحلة استمزاج الدولتين المعنيتين بالازمة مع الدوحة بخصوص الخطوة التالية التي تعقب سحب السفراء.
وتشير المصادر الى ان الامير مقرن تولى البحث مع الدولتين فكرة قطع العلاقات مع الدوحة، وطردها من مجلس التعاون الخليجي. او اعادة السفراء في ضوء المعطيات المتاحة. وما تقدمت به قطر من مقترحات. كما استطلع أراء الوسطاء بهذا الخصوص.
وتستند هذه المعلومة التحليلية الى فرضية مفادها ان قطر ما زالت مستمرة في تحديها للمطالب التي اعلنتها البحرين والامارات اضافة الى السعودية. بينما تستند المعلومة المضادة الى فرضية اخرى تقول ان قطر لا تمانع في الاقتراب من الموقف السعودي لكنها ترفض الاقتراب من الخط الاماراتي والبحرين.
وبين هذه وتلك ثمة من يرجح فرضية القطيعة، لجهة التقاء الموقف السعودي مع كل من الموقفين الاماراتي والبحرين في الكثير من المفاصل وخصوصاً ما يتعلق بالعلاقة مع تنظيم الاخوان.

جدة – «الاسبوع العربي»
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق