سياسة لبنانيةلبنانيات

جلسة المجلس النيابي غداً هل تكون بداية توافق ام مزيداً من الانقسامات؟

تترقب الاوساط النيابية ما سيحدث في جلسة المجلس النيابي غداً التي دعا اليها الرئيس نبيه بري لقراءة رسالة الرئيس السابق ميشال عون، طالباً فيها التدخل بسرعة، لاخذ قرار بشأن تولي حكومة تصريف الاعمال سلطات رئيس الجمهورية، في وقت يسود الفراغ جراء فشل المجلس النيابي في انتخاب رئيس جديد. ويتوقع المراقبون ان تشهد الجلسة مناقشات حامية، بين فريق من النواب يرون ان الدستور حسم هذا الموضوع ولا مجال للمناقشة، وفريق اخر على رأسه التيار الوطني الحر، لا يقبل بهذه الاقوال، ويريد ان يتخذ المجلس موقفاً منها. وكأن الانقسام الحاصل حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية لا يكفي. فيأتي البعض لتجاوز الدستور، وتحويله الى ما يخدم مصلحتهم. لقد ابى عون ان يغادر قصر بعبدا بهدوء، فأثار عاصفة وراءه لا يُعرف كيف تنتهي. لقد شبع البلد مماحكات على مدى ست سنوات، وقبلها فترة طويلة، وكلها من اجل مصالح خاصة، لا علاقة للمواطنين بها. فهم يبحثون عن حياة كريمة افتقدوها على مدى سنوات العهد، حتى وصلوا الى جهنم، اما حان الوقت لاخراجهم منها؟ لماذا لا يتجاوز النواب كل هذه الحرتقات التي تخدم المصالح الخاصة على حساب الوطن، وينصرفون الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يكون على مستوى المرحلة العصيبة، فيعمل على اخراج البلد مما يتخبط فيه؟
ويأمل المراقبون ان تنتهي هذه الجلسة بسلام وينصرف النواب الى القيام بالمهام التي اوكلها الشعب اليهم فينتخبون رئيساً للجمهورية باقصى سرعة، فالوضع لم يعد يحتمل وان كانوا عاجزين عن القيام بهذا الواجب الوطني والدستوري، فليعيدوا الامانة الى ناخبيهم ويعودوا الى منازلهم. الشأن العام مسؤولية كبرى، ومن ليس على المستوى المطلوب فليرحل. امس صدرت نداءات من الاتحاد الاوروبي، والخارجية الفرنسية والسفارة الروسية وكلها تطالب النواب وبالحاح بانتخاب رئيس للجمهورية فوراً ودون تأخير، والانصراف الى تحقيق الاصلاح والتوقيع مع صندوق النقد الدولي باب الخلاص الوحيد المتيسر حتى الساعة، فلماذا يديرون الاذان الصماء، ولماذا لا يستمعون الى نداءات الشعب وانينه، ونداءات المجتمع الدولي؟
والسؤال الاكبر والاهم لماذا لا يهب هذا الشعب ويحاسب الذين اختارهم لتمثيله والدفاع عن حقوقه؟ اين حراك 17 تشرين ولماذا توقف؟ لماذا لا يتحرك نواب التغيير الذين وصلوا الى المجلس النيابي باسم الثورة، فينزلون الى الشارع، كما كانوا يفعلون ويضغطون على المجلس النيابي للقيام بواجباته الدستورية. ان عدم المحاسبة هو الذي اوصل البلد الى هذا الانهيار.
غداً ينتهي مفعول القنبلة التي رماها عون الى المجلس النيابي قبل ان يعود الى منزله، فهل ينصرف النواب الى انتخاب رئيس جديد، وهل يُفعّل الرئيس بري الحوار الذي وعد به منذ اليوم الاول لحكم الفراغ؟ وهل يتجاوب النواب مع هذه الدعوة، خصوصاً وان التجارب السابقة لا تشجع على الامل؟ فكم من طاولة حوار عقدت ولم تؤد الى اي نتيجة. «اعلان بعبدا» الذي انتهى اليه الحوار الذي قاده الرئيس ميشال سليمان، رحبت به الدول العربية والغربية والامم المتحدة. فماذا حل فيه؟ سحبت التواقيع عنه قبل ان يجف حبره، ومع ذلك يبقى الحوار افضل من هذا التقاعس القاتل؟
الفراغ بدأ وهو قاتل ومدمر في بلد دمرته السياسات الخاطئة التي قادتها المنظومة على مدى سنوات طويلة وخصوصاً السنوات الست الماضية التي وجهت الضربة القاضية اليه. فهل يستيقظ الضمير رأفة بهذا الشعب وهذا البلد؟
امس عقد لقاء في بيت الكتائب الصيفي ضم 27 نائباً توافقوا على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فهل يتوسع هذا اللقاء ليجمع الاكثرية النيابية بحيث تكون قادرة على ايصال الشخص المطلوب الى قصر بعبدا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق