سياسة لبنانيةلبنانيات

موجة تفاؤل بعد اتفاق المعارضة على ترشيح ازعور بددها النائبان رعد وخليل

موجة من التفاؤل سادت الوسط السياسي في نهاية الاسبوع، بعد انباء عن اتفاق المعارضة والتيار الوطني الحر على ترشيح الوزير الاسبق جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية، وتخاض المعركة بين مرشحين وليفز من يحصل على الاكثرية المطلوبة. رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع قال في حديث صحافي، ابلغتني المعارضة انها اتفقت مع النائب جبران باسيل على ترشيح ازعور وهذه خطوة جيدة ولكن لا يزال عندي علامات استفهام، الى ان ارى باسيل ينزل الى المجلس النيابي ويقترع. وهذا يعكس عدم الثقة بين الطرفين، ذلك ان التيار لم يحسم امره بالابتعاد عن حزب الله، حتى ان البعض يقولون انه يستخدم الحوار مع المعارضة للضغط على الحزب عله يحصل على ما يريد.
وسئلت المعارضة لماذا لا يتم الاعلان عن اسم مرشحها، طالما ان الاتفاق تم؟ فقالت انها لا تزال تدرس الموضوع من جميع جوانبه. فهناك عقد يجب حلها من مثل هل ان الرئيس نبيه بري سيفتح المجلس النيابي ويدعو لجلسة انتخاب، اذا تبين له ان مرشحه لن ينال الاكثرية؟ ثم هل تعقد الدورة الاولى من الجلسة في حال انعقادها، وتعطل الدورة الثانية، كما حصل في الجلسات الاحدى عشرة السابقة؟ خصوصاً وان الثنائي الشيعي يعتبر اي مرشح تقدمه المعارضة هو مرشح تحد اياً كان ويعتبر مرشحه انه توافقي فيما الحقيقة هي عكس ذلك، لان الثنائي متمسك بموقفه التفردي دون الاتفاق او المناقشة مع شركائه في الوطن. فهو يدعو الى الحوار، لا للبحث في مرشح حيادي، بل لموافقة الاطراف الاخرى على مرشحه، وهذا ما ترفضه المعارضة. ولذلك فان الحذر لا يزال هو المخيم، وان الشيطان يكمن في التفاصيل.
التعليقات على هذه التطورات متناقضة. والبعض يقول ان الرئيس بري سيدعو الى جلسة انتخاب، يتواجه فيها المرشحان ازعور وفرنجية ولا يحصل اي منهما على الاكثرية المطلوبة للفوز، فيسقط الاثنان ويبدأ البحث الجدي عن مرشح حيادي يرضي كل الاطراف وينجز الاستحقاق. فيما يرى البعض الاخر، ان المواجهة ستتم وان احد المرشحين سيفوز باكثرية صوت او صوتين في احسن الحالات، وبالتالي سيبقى التحدي مسيطراً، ويعزو هذا البعض السبب الى ان نواباً من التيار فازوا باصوات امّنها حزب الله للتيار وهؤلاء سينتخبون الى جانب الحزب حتى ولو خالفوا موقف باسيل. وبالتأكيد فانهم يؤمنون الاكثرية المطلوبة لمرشح الحزب، فضلاً عن موقف نواب السنة الذي لا يزال غامضاً.
اذاً الاجواء لا تزال ملبدة والغموض لا يزال مسيطراً، واذا لم يتنازل الطرفان المعارضة والممانعة عن تصلبهما، وملاقاة بعضهما في منتصف الطريق، فان الفراغ سيبقى قائماً مدة طويلة. اما الوزير السابق ازعور فقد زار بيروت لمدة يومين اجرى خلالهما اتصالات بعدد من القيادات السياسية، كما زار عين التينة والتقى الرئيس بري الذي ابلغه انه متمسك بترشيح فرنجية، ثم غادر الى السعودية، حيث يعقد اجتماع لوفد صندوق النقد الدولي وهو عضو فيه. ومن المتوقع ان يقابل عدداً من المسؤولين السعوديين.
في السياق يغادر اليوم الاثنين البطريرك بشاره الراعي الى الفاتيكان ومنه باريس تلبية لدعوة رسمية من الرئيس ماكرون، بعد فتور في العلاقات بسبب موقف باريس المنحاز من الاستحقاق الرئاسي. وعلم ان اللقاء بينهما سيتم عند الساعة الرابعة من بعد الظهر، وسيتناول البحث الاستحقاق الرئاسي والوضع اللبناني ككل وسيطلب الراعي من ماكرون المساعدة على اعادة النازحين لان لبنان لم يعد قادراً على هذا العبء الثقيل.
هذه صورة مصغرة عن الوضع القائم حالياً على الساحة اللبنانية، فعسى ان تحمل الايام القليلة المقبلة الامل الى اللبنانيين بانهاء هذا التأزم الناجم عن التصلب في المواقف فتنطلق عجلة الحلول. ويبقى الامل الباب الوحيد امام هذا السواد المخيم على حياة اللبنانيين الذين لا تهتم المنظومة السياسية يوماً بهم بل ان كل همها كان محصوراً بتأمين مصالحها ومكاسبها وحصصها بعيداً عن اي موضوع اخر. الا ان الثنائي الشيعي رفض ان يكون للمسيحيين الكلمة الاولى في انتخابات الرئاسة، رغم ان الرئيس هو ممثل المسيحيين في الحكم وان كان موقعه وطنياً وعلى لسان النائب محمد رعد والنائب علي حسن خليل، جاء الانتقاد الحاد لاتفاق الاحزاب المسيحية الثلاثة القوات والكتائب والتيار. وهذا يؤكد ان الثنائي لا يعترف بشركائه في الوطن، بل يصر على التفرد في حكم البلد وهذا ما القى غيمة سوداء على الجو التفاؤلي الذي ساد بعد الاعلان عن قرب اتفاق احزاب المعارضة على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق