سياسة لبنانية

كتلة المستقبل: الانتخابات انتصار للبنان ونأسف لعدم التزام البعض بما تعهد به

عقدت كتلة «المستقبل» النيابية اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة في بيت الوسط، وعرضت الأوضاع في لبنان من مختلف الجوانب، وفي نهاية الاجتماع أصدرت بياناً تلاه النائب خالد زهرمان وتوقفت فيه الكتلة أمام المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية التي جرت في مدينة بيروت وفي البقاع، فثمنت «الجهود التي بذلتها وزارة الداخلية والبلديات والأجهزة الأمنية مما جعل العملية الانتخابية تجري بسلاسة وأمان، تحققت معها الطمأنينة لجميع المواطنين». ورحبت بـ «النتائج التي انتهت اليها الانتخابات وعلى وجه الخصوص في مدينة بيروت والتي اسفرت عن فوز كامل للائحة البيارتة».
وإذ أشارت الكتلة إلى أنها «تعكف على دراسة معمقة لهذه المرحلة من الانتخابات ونتائجها»، رأت أنه «يمكن استخلاص الأفكار الأولية الآتية:
أ- إن مجرد اتمام العملية الانتخابية بداية من بيروت والبقاع، شكل انتصاراً للبنان ولنظامه الديمقراطي ولمبدأ التداول السلمي للسلطة، بما مكن هذا النظام من أن يستعيد جزءاً من حيويته ويثبت أنه نظام متميز في محيطه. وتتضح أهمية ذلك بكون لبنان موجودا وسط منطقة تنحجب فيها الرؤية الواضحة والصحيحة بسبب استمرار وتصاعد لغة التطرف والعنف والسلاح، والقتل والحروب والتدمير. ومن هنا تتبين أهمية الإنجاز الكبير الذي حققه الشعب والنظام اللبناني في المحافظة على الأجواء الهادئة خلال هذه العملية الانتخابية والالتزام بالأساليب السلمية والديمقراطية للتغيير.
في ضوء ذلك، فإن الكتلة تعود إلى التذكير بأهمية مبادرة النواب فوراً ودون إضاعة المزيد من الوقت والفرص للعودة الى المشاركة في انتخاب رئيس للجمهورية ومن بعدها يتم العمل على إقرار قانون عادل ومنصف للانتخابات النيابية. انه بذلك يكتمل عقد النظام الديمقراطي بوجود رئيس الدولة الذي هو رمز وحدة الوطن وحامي الدستور والجامع بين اللبنانيين والذي يستطيع ان يحقق التوازن والتعاون بين المؤسسات اللبنانية.
ب – ان فوز «لائحة البيارتة» التي دعمها تيار المستقبل، بقيادة دولة الرئيس سعد الحريري في بيروت بكونها العاصمة وبكونها تجمع كل اللبنانيين على اختلاف فئاتهم وألوانهم وهي رمز وحدتهم وانصهارهم، شكل خطوة وطنية كبيرة على طريق التأكيد على التمسك باتفاق الطائف من خلال تثبيت المناصفة وتدعيم العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين بالفعل وليس بالقول فقط.
إن تيار المستقبل الذي أخذ على عاتقه هذه المسؤولية الوطنية، نجح فيها بقوة وبامتياز. وهذا يؤكد صوابية خياراته، بكونه التيار السياسي الوحيد العابر للطوائف والمناطق، نيابياً وتنظيمياً والحامل الأساسي لفكرة الدولة الجامعة والحاضنة للجميع والمدافع عن صيغة العيش المشترك.
ج- ان نتائج الانتخابات وفي مدينة بيروت تطرح على اللائحة الفائزة وعلى تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار مسؤولية كبيرة، هي مسؤولية الوفاء للبيارتة (سكان مدينة بيروت) من اجل الإسهام جميعا في الالتزام بما تعهدوا بتنفيذه في العاصمة والعمل على رفع مستوى الخدمات فيها والتصدي للمشكلات البيئية والصحية والعمرانية والحضرية، التي تعاني منها العاصمة والتي يطالب سكانها بالعمل على حلها. كما تدعو الكتلة المجلس البلدي الجديد الى الانفتاح والتعاون مع الصوت الاخر في المدينة وما حمله من طروحات وأفكار والذي حظي بتأييد من قبل بعض قطاعات المجتمع المدني حيث أنه من الطبيعي الاعتراف بوجودهم المؤثر والمفيد والمطلوب للنجاح في هذه المهمة الوطنية والانمائية.
د- تشكر الكتلة بعض الحلفاء الذين شاركوا في تأليف لائحة البيارتة الذين التزموا بالاقتراع لها وحافظوا على التزاماتهم الأدبية والسياسية، وتعبر عن أسفها لكون البعض الآخر لم يلتزم بما تعهد به في هذا الشأن».
وأسف الكتلة أنه «قد صادف هذا الصباح (امس) الدعوة لاجتماع الهيئة العامة لمجلس النواب وللمرة التاسعة والثلاثين دون ان يتمكن المجلس من الالتئام بنصاب يمكنه من انتخاب الرئيس وذلك بسبب استمرار المعطلين، المتمثلين بحزب الله والتيار الوطني الحر، الذين ما زالوا مستمرين في محاولة فرض وتعيين رئيس على الجمهورية وليس انتخاب رئيس للجمهورية».
توقفت الكتلة عند نتائج انتخابات بلدية لندن التي «أظهرت رقياً ديمقراطياً وانفتاحاً وتمسكاً بالعدلنة والحكم المدني، وإن هذه البارقة تشكل خطوة على طريق العمل على دعم قوى الاعتدال في وجه الانغلاق والتطرف والتعصب».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق