صحة

آ…آ… أتشو… هكذا تتخلصون من حساسية الربيع!

نحن في الربيع… وفي الربيع تبتسم الطبيعة وتتفتح البراعم وتزهو الأرض وتشرق الشمس. وفي الربيع آ… آ… آتشو! في الربيع تتكرر ترددات الحساسية الموسمية في لبنان ويبدأ العطاس والحكاك واحمرار العيون وسيلان الأنوف…

تحولت القاعة المقفلة الى شبه حديقة رائعة. زهورٌ من كل الألوان أضفت الى المكان سحراً ورونقاً. وكم تذكرنا ونحن نتوسط باقات الزهور أن أجمل ما في الحياة هي الأشياء أقلها نفعاً كالطواويس والورود… فهل هذا صحيح؟ هل ضرر الورود أكثر من منافعها؟ هو اختبارٌ أرادته «سانوفي» بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لأمراض الحساسية والمناعة من أجل اكتشاف من يتحسسون من الورد في القاعة. وبدأ العطاس…
 
تعانون أنتم أيضاً من حساسية الربيع؟
لستم وحدكم. ولستم قلة. ثلاثون في المئة من اللبنانيين يعانون من جميع أنواع الحساسية بسبب التلوث المتزايد وحبوب اللقاح والحساسية ضد العث. والحل؟ بادرت 97 جمعية محلية من أعضاء منظمة الحساسية العالمية تحت شعار «التكيف مع مناخ متغير في ظل حساسية حبوب اللقاح» بهدف تسليط الضوء على تأثير التغيير المناخي على الحساسية الموسمية الناجمة عن حبوب اللقاح.
طبيبا حساسية شاركا في اللقاء الذي دعت إليه «سانوفي» وهما رئيس الجمعية لأمراض الحساسية والمناعة السابق الدكتور الياس خيرالله ورئيسة الجمعية لأمراض الحساسية والمناعة حاليا الدكتورة كارلا عيراني وأدارت الحوار الإعلامية جاكلين شهوان… فماذا في التفاصيل؟
 
هذا ما تفعله بنا الحساسية!
الدكتورة عيراني قالت: أن كثيراً من البالغين والأطفال يعانون من الحساسية الموسمية، ما يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات تؤثر على حياتهم اليومية مثل الصداع والعطش والعزلة الاجتماعية والحزن والتدنّي في مستويات الطاقة، حتى أن بعض المصابين يعجزون عن ارتداء عدساتهم ال
لاصقة. وأكدت «على وجوب أن يحظى المصاب بحساسية حبوب اللقاح بتشخيص دقيق وعلاج مناسب، على أن تكون الطريقة الأمثل للتحكّم بأعراض الحساسية في معالجتها قبل ظهورها». واوضحت أن خبراء الحساسية يملكون المعرفة اللازمة لتحديد الإصابة بالحساسية وتأكيدها، وتقديم التوصيات حول العلاجات المتوفّرة واتّخاذ الاحتياطات الطبيعية اللازمة التي تساهم في تخفيض حدّة الأعراض.
الدكتور خيرالله من جهته اعتبر: أن حساسية حبوب اللقاح تؤثر على الأغشية المخاطية للأنف والعينين، ويظهر هذا على شكل سيلان واحتقان في الأنف وحكّة في العينين وتراكم الدموع فيهما وحكّة في الأنف وفي الأذن الداخلية وفي سقف الحلق. وهذا كله تتسبب به الحساسية المفرطة لحبوب اللقاح المنتقلة بالهواء مثل حبوب لقاح الأشجار والحشائش والأعشاب الضارّة. وعندما تلمس مسبّبات الحساسية الغلوبولين المناعي المرتبط بالخلايا داخل أنسجة الملتحمة والأنف المخاطية تفرز الأنسجة مركبات مثل الهستامين واللوكوترين مما يتسبب بأعراض الحساسية المُزعجة.
هناك من يسأل حالياً ربما: هل هناك تحديد أدق للحساسية؟
الحساسية هي ردة فعل مبالغة من جهاز المناعة تجاه مادة معينة أصبح الجسم حساسا تجاهها مثل غبار الطلع وعث الغبار. وتكون هناك غالباً مبالغة في ردة فعل جهاز المناعة تجاه مادة مسببة للحساسية تظهر على شكل حساسية وسعال وعطاس وسيلان أنف ودموع أو احمرار وحكاك في العينين. وفي الحالات الحادة قد يظهر الطفح الجلدي ويعاني المصاب من صعوبة في التنفس ونوبات ربو.
ماذا عن خطوات الوقاية؟
البند الأول في الوقاية هو: حددوا مصادر مسببات الحساسية وتصرفوا… كيف؟ توجد مسببات الحساسية في أماكن قد لا تخطر في بال الكثيرين مثل الألعاب الحشوة وتحت السجاد وفي الأثاث. وفي المعلومات أن عث الغبار يتجمع عادة في وبر الحيوانات الأليفة وفي الألعاب الصوفية، كما ان الملابس المبللة اذا وضعت في الأدراج او الخزائن أو حتى إذا ألقيت على الأرض قد تصبح أرضاً خصبة للعفن والعث. السجاد سبب آخر ايضاً للحساسية خصوصاً إذا كانت تعيش في البيت حيوانات أليفة أو كان المنزل رطبا لا يدخله الهواء.
حددتم السبب؟ ماذا عن العلاج؟
نظفوا غرفة النوم بدقة متناهية. أغسلوا الشراشف مرة على الأقل أسبوعياً في مياه ساخنة، في حرارة خمسين درجة، واستخدموا في الغسيل مواد تبييض لأنها قد تساهم في إزالة العفن وقتل العث. لا تتناولوا الطعام في السرير. ولا تسمحوا للحيوانات الأليفة بالصعود الى الأسرة. استبدلوا الفراش، فراش الأسرة، مرة على الأقل كل عشر سنوات. غسلوا السجاد في انتظام ونظفوه دائماً بالمكنسة الكهربائية.

مصابون بالحساسية؟
افتحوا ابواب الغرف واسمحوا للهواء بالتغلغل فيها. ولا تنسوا تناول الدواء المضاد للحساسية.
يبقى أن نكرر انكم لستم وحدكم من تعانون من الحساسية. يعاني شخص من كل ثلاثة في العالم من نوع من انواع الحساسية. ويتوقع ان ترتفع النسبة في 2050 الى شخص من كل اثنين. وهناك شخص من اصل كل اربعة اشخاص يعانون من الحساسية يعاني من الربو. الحساسية إذا أهملت تتحول الى ربو.
نحن في الربيع. الربيع رائع. لكننا في عالمٍ ترتفع فيه مسببات الحساسية. والحرارة ارتفعت فيه 0،7 في المئة وزاد الاحتباس الجوي وتلوث الهواء بات يتسبب بوفاة شخص من كل ثمانية في العالم. الأسباب إذا كثيرة. أسباب الإصابة تزيد لذا علينا أن نتصرف بذكاء فنقي أنفسنا من التأثيرات السلبية ونخضع، إذا أصبنا، للعلاج. العلاج متاح. ومن يعرف ويريد سيستطيع التحكم بحساسيته في شكل كبير. وهذا ما يعطينا أملاً في أن في كل سواد يبقى هناك شعاعا في مكان ما.

نوال نصر
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق