سياسة لبنانية

نصرالله: الكل في دائرة التهديد فلندع الحقد جانباً ولنبادر لمواجهة داعش

احيا «حزب الله» مساء امس، ذكرى القادة الشهداء في «مهرجان الشهادة والوفاء» في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، تحدث فيه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وحضره حشد سياسي وحزبي.

اطل السيد نصرالله عبر شاشة عملاقة، وتزامنت اطلالته مع اطلاق كمية من البالونات باللونين الابيض والاصفر، واستهل كلمته بادانة «الجريمة النكراء والبشعة التي ارتكبها التنظيم التكفيري «داعش» في ليبيا بحق العمال المصريين، والتي لا يمكن ان يطيقها عقل او قلب او دين او انسانية»، متقدماً بالتعازي من الشعب المصري والحكومة المصرية والكنيسة القبطية، معبراً عن حزنه بـ «هذه المصيبة التي اصابتنا جميعاً من مسلمين ومسيحيين وكل صاحب ضمير».
ثم عرض للمحاور التي سيتناولها في خطابه.
وتوجه إلى «عائلة الرئيس رفيق الحريري بالتعبير عن مشاعر المواساة والعزاء بسبب الحادثة الأليمة التي هزت المنطقة، وكذلك إلى عائلات جميع الشهداء الذين قضوا في تلك الحادثة المؤلمة والمؤسفة والخطيرة جداً».
وتابع: «نحن في حزب الله وامام خطر الارهاب، نؤيد الدعوة الى وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب»، غامزاً في قضية عدم الاتفاق على عدو واحد.
وتوجه بالشكر الى «كل الاهل الكرام في الضاحية وبيروت، والى كل الذين التزموا بعدم اطلاق الرصاص»، متمنياً «الانتهاء من هذه الظاهرة، مطالباً بالتعاون سياسيا وثقافيا للانتهاء منها».
وفي موضوع الخطة الأمنية في البقاع قال: «ندعو إلى تواصلها وتفعيلها، فمنطقة البقاع عانت من اللصوص والمجرمين ومن الذين يخطفون الناس، ونأمل أن تكون هذه المرحلة قد انتهت. ونحن نجدد تأييدنا لهذه الخطة الأمنية ويجب علينا جميعاً ان ندعم ونساند ونقف وراء الجيش والقوى الأمينة، وهذه الخطة الأمنية بحاجة إلى مواصلة. إلى جانب الخطة الأمنية في البقاع نحن نحتاج إلى أمرين: الخطة الانمائية للبقاع إلى جانب الخطة الأمنية، خصوصاً بعلبك الهرمل وعكار ايضاً، الأمر الثاني حل مشكلة عشرات الآلاف من المطلوبين باستنابات قضائية تافهة ولأسباب بسيطة جداً».
اضاف: «اليوم عند السلسلة الشرقية في الجهة المقابلة هناك داعش والنصرة، عندما يذوب الثلج هناك استحقاق وعلى الدولة ان تحزم أمرها لجهة كيف ستتعامل مع هذا الخطر الموجود على التلال والجبال، هذا الأمر يحتاج إلى قرار ويجب ان نجدد التحية لضباط الجيش اللبناني والقوى الأمينة ورجال المقاومة».
ودعا إلى «تعميق العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وعقد تفاهمات متشابهة على مستوى الوطن، وتتكشف تباعا أهمية التفاهم مع التيار الوطني الحر».
واردف: «نحن مع دعم الحكومة ومواصلة عملها، والبديل عنها هو الفراغ، ولا أعتقد ان أحدا يناسبه هذا الامر».
بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي، دعا نصرالله الى «معاودة الجهد الداخلي، ولكل الحريصين على منع الفراغ أقول لهم لا تنتظروا المتغيرات في المنطقة والخارج، لأن المنطقة متجهة إلى مزيد من المواجهات والازمات، لنعاود الجهد الداخلي لانهاء هذه المسألة».
وعن الحوار قال: «سنواصل الحوار مع تيار المستقبل الذي أنتج بعض الأمور الإيجابية التي كانت ضمن توقعاتنا، ونأمل ان نتوصل إلى نهاية إيجابية. كما نجدد تشجيعنا وتأييدنا لأي حوار بين المكونات اللبنانية كافة».
ثم تطرق الى «مسألة اختلاف وجهات النظر حول لبنان والنأي بالنفس او عدم التدخل في اي محور من المحاور، يقابله منطق اخر لا يقبل بهذا المنطق لان الارض والميدان والجغرافيا والسلام والامن والعيش تقول خلاف ذلك».
اضاف: «منذ عقود من الزمن إلى اليوم هناك منطقان في لبنان، منطق يقول أننا نريد لبنان بمعزل عن أحداث المنطقة والنأي بالنفس عن كل ما يجري في المنطقة، هذا كلام جميل ، لكن هذا غير واقعي ولا يمكن ان نقول ان لبنان لا يتأثر بما يحصل في المنطقة. لا يمكن ان نقول اننا لا نريد ان نتأثر بانعكاسات أحداث المنطقة. بالعكس اليوم لبنان متأثر بما يجري في المنطقة أكثر من أي وقت مضى. مصير سوريا ولبنان والعراق والاردن وغيرها من البلدان يصنع في المنطقة. مصير العالم ايضا اليوم يصنع في المنطقة، هناك مصير شعبنا وبلدنا وكراماتنا ومستقبل أجيالنا».
وعن الموقف من البحرين قال: «ان من ينتقد موقفنا من البحرين ويعتبر ان هذا الموقف يسيء إلى علاقات لبنان مع دولة شقيقة، عليه عدم التدخل في سياسة بلد آخر ولا سيما سوريا. موقفنا من البحرين يجب ان يشكره كل حريص على كل بلد عربي، ولا يحق لمن يتدخل في سوريا عسكرياً وسياسياً أن ينتقد موقفنا السلمي بشأن الحراك في البحرين. لان الذي فعلناه هو تأييد سلمي سياسي في البحرين، ولم ندخل السلاح، وانما ايدنا الحوار، ولذلك كان على حكومة البحرين ان تشكرنا».
وعن وضع المنطقة، قال: «في السابق قلنا ان تهديد التيار التكفيري ليس تهديداً لبعض الأنظمة بل لكل البلاد وكل الشعوب، بل هذا تهديد للاسلام كدين ورسالة. كل الوقائع التي حصلت تؤكد هذا الفهم. اليوم كل العالم سلم أن هذا التيار التكفيري «داعش» يشكل تهديداً للعالم والمنطقة، فقط اسرائيل لا تعتبره خطراً وتهديداً. اسرائيل فقط تعتبر ان داعش والنصرة لا تشكلان خطراً، غير ان العالم كله يعتبره تهديداً. كل ما فعلته داعش يخدم مصالح اسرائيل، علمت داعش أو لم تعلم».
ولفت الى «الجرائم الوحشية التي يعتمدونها»، واصفاً «احراق الطيار الاردني بأنه مفجع ومثله العمال المصريون الذين ذبحوا في ليبيا وسائر الرهائن».
وتابع: «سمعت اليوم ان أبو بكر البغدادي عين أميراً لمكة، إذاً فهدف داعش هي مكة وليس بيت المقدس. فتشوا عن الموساد الاسرائيلي والمخابرات الأميركية والبريطانية في أهداف داعش». وأمام هذا الواقع الذي ليس فيه اي تضخيم، ندعو شعوب وحكومات المنطقة إلى العمل سوية لمواجهة هذا الخطر الارهابي، وجميعنا قادرون على الحاق الضرر به وبمن يقف وراءه. وأي سلوك يبادر إليه اي انسان مسلم يدعي الاسلام، ويتناقض مع الفكرة الانسانية، لا يمكن ان يكون هذا الانسان مسلماً».
اضاف: «يجب اعتبار المواجهة الفكرية والسياسية والميدانية ضد الارهاب، دفاعاً عن الاسلام. وأنا أقول لكم أننا نعتبر أنفسنا ندافع عن الاسلام بكامله. كل المسلمين مدعوون إلى ان يدافعوا عن دينهم. أبشع تشويه للاسلام في تاريخ البشرية، هو ما يفعله داعش». يجب ان يقول العالم والذين يشعرون بهذا التهديد للدول الاقليمية التي ما زالت تدعم داعش، ان اللعبة انتهت. يجب ان لا نخدع أنفسنا في التفريق بين داعش والنصرة، هما جوهر واحد وفكر واحد وثقافة واحدة، والمحصلة هي محصلة واحدة. مثلاً الاردن لا يستطيع ان يواجه داعش في العراق ويدعم النصرة في سوريا».
وتمنى على قوى 14 آذار الى «الاستماع الى تصريح وزيرة الدفاع الايطالية حول وصول داعش الى مسافة 350 كلم عن روما في حين ان داعش في جرودنا». ودعا «شعوب وحكام المنطقة الى مواجهة هذا التهديد الارهابي الكبير»، مؤكداً «القدرة على الحاق الهزيمة به بمعزل عمن وراءه». والمح الى «عدم رغبة التحالف الدولي في انهاء داعش».
وخاطب الجميع قائلاً: «الكل في دائرة التهديد، دعوا الحقد جانباً».
ونوه بـ «قتال الشعب العراقي ضد داعش ،من حشد شعبي وعشائر واكراد، وهم بذلك منعوا امتداد داعش. وشدد على مساعدة العراقيين لمنع تمدد داعش».
وشدد على وجوب «فتح باب الحل السياسي في سوريا، والنظام جاهز لأن يدخل في تسوية مع المعارضة المعتدلة وليس الارهابية»، وقال: «يجب الا تنتظر شعوب المنطقة استراتيجيات دولية، يجب ان نبادر كما بادرنا بالفعل في سوريا والعراق، يجب ان نبادر لمواجهة هذا التيار وعدم السماح له بالتمدد. أميركا تستنزفنا وتؤسس من خلال داعش لأحقاد وعداوات لن تنتهي قريباً وتدمر المنطقة لمصلحة هيمنتها وقوة اسرائيل. يجب ألا ننتظر أي استراتيجية دولية، يجب ان نبادر كما فعلت المقاومة اللبنانية والاسلامية، فهي لم تنتظر اي استراتيجية وانتصرت».
وتابع: «اميركا تنهب المنطقة بالنفط، وتنهب اموالها بحجة دعم التحالف الدولي، واميركا تستنزف جيوشنا وبلادنا لمصلحة قوة وحماية اسرائيل».
وخاطب «الذين يدعوننا الى الانسحاب من سوريا، الى الذهاب معاً الى سوريا، بل تعالوا الى ان نذهب الى اي مكان نواجه فيه هذا التهديد، لاننا بهذه الطريقة ندافع عن لبنان وعن غير لبنان».
وجدد مطالبته بـ «التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري قبل ذوبان الثلوج، وكذلك بين الحكومتين اللبنانية والسورية في ملفات النازحين والامن، واعتماد نظرة شاملة»، وختم مؤكداً «الاستمرار في حمل المسؤولية وصنع النصر بدمائنا وبشهادة قادتنا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق