سينما

هكذا اقتحم المخرج المكسيكي إنياريتو اسطورة هوليوود من بابها العريض!

دخل المخرج المكسيكي اليخاندرو غونزاليس إنياريتو الاحد تاريخ هوليوود من الباب العريض مع فيلم «ذي ريفننت» وهو انتاج ضخم يروي قصة صائد حيوانات في مناطق قطبية، وبرهن فيه مرة جديدة مهارته الكبيرة.

واصبح إنياريتو ثالث مخرج في التاريخ يفوز باوسكار افضل مخرج في سنتين متتاليتين بعد جون فورد (1941 و1942) وجوزف مانكيفيتش (1950 و1951).
وهو فاز العام الماضي عن الفيلم الكوميدي الاسود «بيردمان». ومع هذه الثنائية بات اليوم على قائمة عريقة من مخرجين فازوا بالجائزة مرتين من بينهم بيلي وايلدر وكلينت ايستوود وستيفن سبيلبرغ وميلوش فورمان واوليفر ستون وأنغ لي.
وقال المخرج لدى تسمله الجائزة «لا يسعني ان اصدق» قبل ان يشيد بليوناردو دي كابريو الذي نال جائزة افضل ممثل لتأديته دور صائد الحيوانات هيو غلاس الساعي الى الانتقام.
الا ان اوسكار افضل فيلم افلت من المخرج المكسيكي وكان من نصيب «سبوتلايت» لتوم ماكارثي.
و«ذي ريفننت» هو الفيلم الذي يجسد على الارجح اكثر من اي فيلم اخر السينما بحسب تصور إنياريتو الذي يهدف الى هز المشاهد ليدرك اكثر الطبيعة البشرية.
وعلى مدى خمس سنوات أنضج المخرج مشروعه من خلال رحلات وقراءات لينحت قصة الانتقام والصمود والامل هذه.
والسينما بالنسبة الى انياريتو «هي طريقة اخرى ليبرز الشخص ماهيته. الفيلم هو امتداد للذات وهو طفل».

حيوات عدة وصولاً الى الاوسكار
والنجاح الراهن في مسيرة إنياريتو الذي ولد في مكسيكو قبل 52 عاماً، ليس بمفاجأة كلياً. فكل افلامه الستة رشحت للفوز بجوائز اوسكار، وهو انجاز.
وقبل ان يشق طريقه في السينما، عاش إنياريتو الذي يلقبه البعض «إل نيغرو» (الاسود) حيوات عدة.
ففي الثمانينيات كان من اكثر الاصوات شعبية عبر الاذاعة المكسكية مقدماً برنامجاً لموسيقى الروك عبر محطة «دبليو اف ام».
والموسيقى مهمة جداً له بحيث وصف نفسه مرات عدة بانه «موسيقي مكبوت» قبل ان يعتبر نفسه مخرجاً.
حس المغامرة دفعه في التسعينيات الى التخلي عن الاذاعة ليخوض غمار اخراج الاعلانات والافلام القصيرة مع شركة الانتاج التي اسسها «زي فيلمز».
وخلال هذه السنوات الحاسمة في تدربه، درس إنياريتو الاخراج المسرحي على يد البولندي لودفيك مرغوليس.
وفي تلك المرحلة كان اللقاء الاهم في مسيرته الجديدة مع كاتب السيناريو المكسيكي غييرمو ارياغا الذي كتب سيناريو اول افلامه «لوفز ايه بيتش» (2000).
ومثل الفيلم المكسيك في جوائز الاوسكار وشكل بداية مرحلة جديدة في السينما الاميركية اللاتينية.
واتى بعد ذلك فيلم «21 غرامز» (2003) مع شون بن ومن ثم «بابل» (2006) مع براد بيت مكملا ثلاثية حول الموت ابتكرها مع ارييغا، ودخل من خلالها إنياريتو الى هوليوود.
الا ان النجاح واختلافات الرأي اتت على صداقته مع كاتب السيناريو.
واحتاج إنياريتو الى اربع سنوات لترتيب اسس توجهه السينمائي ، منجزاً فيلم «بيوتيفول» (2010) وهو دراما من بطولة خافيير بارديم وبتمويل من شركة «تشا تشا تشا» للانتاج التي اسسها إنياريتو مع المخرجين المكسيكيين الفونسو كوارون وغييرمو ديل تورو. وباتت الشركة شبه مشلولة الان.
وبفضل فيلم «بيردمان» حصد إنياريتو اربع جوائز اوسكار العام الماضي.
وقد اخرج بعده مباشرة فيلم «ذي ريفننت» بميزانية كبيرة فكرسه بشكل نهائي كاحد افضل السينمائيين في هوليوود.
وهو قال قبل فترة قصيرة «تصوير فيلمين الواحد تلو الاخر كان امراً مضنياً. كما لو اني شاركت في سباقي ماراتون (…) التحدي الوحيد امامي الان هو الراحة لستة اشهر. كما الدببة اريد ان ادخل الى كهف لابدأ السبات الشتوي».

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق