سياسة لبنانيةلبنانيات

هل يفاجىء بري اللبنانيين غداً بحل ينهي تعطيل انتخاب رئيس كما سبق ووعد؟

الخلاف بين ميقاتي والتيار الحر يغرق المواطنين في العتمة ويلزمهم بدفع الغرامات

وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة الى جلسة تعقد يوم غد الخميس لانتخاب رئيس للجمهورية. فكيف ستكون اجواء هذه الجلسة، وهل تختلف عن سابقتها؟ كل الدلائل تشير الى ان شيئاً لم يتبدل. وان العطلة التي اخذها المجلس، والتي دامت حوالي الشهر، ذهبت هباء وهدراً، في وقت لبنان بامس الحاجة الى كل دقيقة في هذا الظرف العصيب الذي يمر به. الرئيس بري كان قد اعلن عندما اوقف الجلسات، ان ما بعد رأس السنة لن يكون كقبله، فهل انه يحمل مفاجأة طالما عود اللبنانيين عليها، فيبدل الوضع من حال التعطيل والمراوحة الى انتخاب رئيس يخرج اللبنانيين من الازمة الكارثية، ويضعه على الطريق الصحيح، ام ان المشاورات والاتصالات التي قام بها لم تسفر عن اي نتيجة وبقيت المواقف على حالها؟
كل الدلائل تؤكد ان شيئاً لم يتبدل، لا بل ان المواقف تصعدت من خلال الكباش السياسي المستمر بين العديد من الاطراف والفرقاء. نواب المعارضة، وهم فئات لا يجمع بينها مرشح واحد، بدأ عدد منهم يلوح باحتمال اختيار بديل عن مرشحهم النائب ميشال معوض، الذي هو نفسه يؤيد هذا الطرح، بعد جمود عدد الاصوات المؤيدة له عند رقم محدد، وقال انه مستعد لتأييد اي مرشح يستطيع ان يجمع 65 صوتاً، ويكون سيادياً بالدرجة الاولى. اما النواب التغييريون فازدادوا تشرذماً وهم يثبتون يوماً بعد يوم انهم لا يتمتعون باي خبرة سياسية وان الامال التي علقت عليهم لم تكن في محلها. فعلى الرغم من مرور اكثر من ثمانية اشهر على انتخابهم، لم يتمكنوا من جمع كلمتهم والاتفاق على رأي واحد، وهم بتصويتهم باسماء لا دخل لها بالمعركة، انما يدعمون الذين يقترعون بالورقة البيضاء فكلاهما يصلان الى نتيجة واحدة وهي التعطيل.
نواب 8 اذار ثابتون حتى الساعة على موقفهم، وهو موقف من يمسك بزمام امورهم، ويبدو انهم ما زالوا متمسكين بالورقة البيضاء، فاما انهم ينتظرون شيئاً ما من الخارج، واما انهم ينتظرون ان يمل الاخرون ويسلمون بمرشحهم، تماماً كما حصل في العام 2016، يستدل من كل ذلك ان الصورة لم تتبدل والمواقف كذلك، لا بل زادت تصلباً بفعل الخلاف القائم بين بعض الاطراف والذي يتحول الى حملات سياسية تتجاوز كل الاصول.
وانطلاقاً من هذا الواقع تحرك اهالي شهداء المرفأ وتجمعوا امام قصر العدل، مطالبين برفع الحصار عن قاضي التحقيق طارق بيطار ليتمكن من متابعة مهمته والوصول الى الحقيقة في هذه الجريمة، التي وصفت بجريمة العصر، وقد انضم الى المتظاهرين عدد من النواب تضامناً معهم. وترافق ذلك مع اشتباك بينهم وبين القوى الامنية، ولكنهم تمكنوا بعد اصرارهم من مقابلة رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود وابدوا ارتياحهم لما سمعوا منه. ثم تفرقوا على ان يسيروا في تظاهرة حاشدة يوم غد الخميس امام مجلس النواب، للضغط من اجل انتخاب رئيس للجمهورية، ورفع التعطيل عن القضاء وتركه يعمل بحرية لكشف المسؤولين عن هذه الجريمة.
في هذا الوقت هناك قضية واحدة تشغل المواطنين وهي كيفية انهاء الخلاف بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والتيار الوطني الحر، والذي يسد الطريق امام تأمين التيار الكهربائي للمواطنين. فهناك عدد من البواخر المحملة بالفيول متوقفة عند الشاطىء، وتنتظر فتح الاعتماد لها لتفرغ حمولتها في معملي ديرعمار والزهراني، فترتفع بذلك ساعات التغذية بالتيار الى اربع او خمس ساعات. مع العلم ان هناك غرامات تدفعها خزينة الدولة المفلسة تبلغ عشرات الاف الدولارات يومياً عن كل يوم تأخير في افراغ الحمولة وهي تدفع من جيوب المواطنين دون ان يحصلوا على ساعة واحدة من الكهرباء. وتوجه الملامة الى وزير الطاقة الذي طلب البواخر قبل فتح الاعتماد، فوقع لبنان في الغرامات. ويسأل المواطنون الا يكفي ما قام به وزراء الطاقة الذين تعاقبوا على الوزارة في السنوات الاخيرة، فوصلت البلاد بفعل سياساتهم الفاشلة الى العتمة الشاملة. اما حان الوقت لرفع اليد عن هذا القطاع وتسليمه الى من يتمتع بالكفاءة اللازمة لادارة هذا المرفق الحيوي، الذي بتعطيله يتعطل كل شيء في البلد. ان تعطيل القضاء اللبناني دفع اللبنانيين الى تحويل انظارهم نحو القضاء الخارجي، وبالتحديد الاوروبي الموجود اليوم في لبنان، وهم يأملون ان يكشف الفاسدين في ادارات الدولة، كما يكشف اسرار جريمة تفجير المرفأ، بعدما عطلت السياسة عمل القضاء اللبناني وكبلته بعشرات دعاوى الرد ومنعته من كشف الحقيقة.
«ان كل سر جاوز الاثنين شاع». فلا بد ان نصل يوماً مهما طال الزمن، ونكتشف اسرار وخبايا هذه الجرائم التي ترتكب بحق اللبناني من الكهرباء الى تفجير المرفأ الى غيرهما من القضايا التي دمرت البلاد رلا تزال تمعن خراباً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق