الأسبوع الثقافي

تماثيل لفرنسية ومصريين اعادوا «تعامد الشمس» على وجه رمسيس

في ذكرى مرور 50 عاماً على إنقاذ معبد أبو سمبل الخاص بالملك رمسيس الثاني وزوجته الجميلة نفرتاري والمنحوت في جبل صخري بجنوب مصر، رفع يوم الخميس الستار عن ثلاثة تماثيل تكريماً لأصحابها الذين أسهموا في إنقاذ المعبد من الغرق بنقله إلى جزيرة أكثر ارتفاعا عند إنشاء السد العالي.

ويقع معبد أبو سمبل المطل على بحيرة ناصر على بعد 290 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من مدينة أسوان الواقعة على بعد نحو 900 كيلومتر إلى الجنوب من القاهرة وشيده رمسيس الثاني في منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وكانت الشمس تتعامد على وجه تمثال رمسيس في عمق المعبد داخل الجبل مرتين في السنة. يوم ميلاده 21 من شباط (فبراير) ويوم جلوسه على العرش 21 من  تشرين الأول (اكتوبر).
وكانت الجزيرة المقام عليها معرضة للغرق بسبب ارتفاع منسوب المياه عند بناء السد العالي وبدأت عام 1959 حملة تبرعات دولية تبنتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لنقل المعبد إلى موقعه الحالي فتغير تاريخاً التعامد إلى 22 من شباط (فبراير) و22 من تشرين الاول (أكتوبر).
ونقل المعبد تنفيذاً لمشروع التشكيلي المصري أحمد عثمان (1907-1970) الذي ابتكر فكرة نشر القطع الضخمة وتقطيعها إلى أجزاء وترقيمها ثم إعادة تركيبها بالهيئة نفسها في الموقع الحالي.
وتعامدت الشمس يوم الخميس على وجه رمسيس الثاني في المعبد وسط حضور من السائحين الذين شهدوا هذا الاحتفال بحضور ثلاثة وزراء مصريين هم ممدوح الدماطي وزير الآثار وهشام زعزوع وزير السياحة وحسام مغازي وزير الري ومصطفى يسري محافظ أسوان.
وعقب الاحتفال افتتح الدماطي مركز الزوار مزيحاً الستار عن ثلاثة تماثيل لثلاث شخصيات بارزة أسهمت في إنقاذ معبد أبو سمبل وهم المصري سليم حسن (1893-1961) رائد علوم المصريات وكان رئيس اللجنة المشكلة لدراسة الأضرار المترتبة على إنشاء السد ووزير الثقافة ثروت عكاشة (1921-2012) الذي دشن الحملة الدولية تحت عنوان (انقذوا آثار البشرية) ومديرة قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر كريستيان نوبلكور (1914-2011).
وقال الدماطي إن نوبلكور «وقفت مع مصر لإنقاذ آثار النوبة بالرغم من الاضطرابات التي كانت موجودة بين مصر وفرنسا في تلك الفترة» في إشارة إلى آثار العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والذي شاركت فيه فرنسا إلى جانب إسرائيل وبريطانيا.
وأضاف «لولا المجهودات المضنية التي قام بها هؤلاء.. لما وقفنا اليوم لنشاهد ظاهرة تعامد الشمس».
وحضر حفل تعامد الشمس ابن نوبلكور الذي فاجأ الحضور بإعادة (وسام الجمهورية) الذي أهدته مصر إلى أمه آنذاك تقديرا لجهودها.
ونوبلكور لها مؤلفات منها (حتشبسوت.. عظمة. سحر. غموض) و(رمسيس الثاني.. فرعون المعجزات) و(المرأة في زمن الفراعنة).
وقال الدماطي إن وسام نوبلكور سيعرض مؤقتا بمتحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية ثم يعرض بشكل دائم في (المتحف القومي للحضارة) بالقاهرة عند افتتاحه.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق