معارض

كميل شمعون، فؤاد شهاب، الياس سركيس وبشيرالجميّل… محفوظات ورؤساء ونوستالجيا في «الروح القدس»

افتتحت المكتبة العامة ومركز فينيكس للدراسات اللبنانية في جامعة الروح القدس- الكسليك المعرض السنوي للكتب القديمة والمحفوظات والمخطوطات، بعنوان «محفوظات ورؤساء: كميل شمعون، فؤاد شهاب، الياس سركيس وبشير الجميّل»، والذي يحتوي على مجموعة قيّمة من محفوظات الرؤساء الأربعة الخاصة، كالصور والرسائل والوثائق والشهادات والدروع التكريمية والأوسمة والمقتطفات الصحفية، إضافة إلى مقتنيات شخصية لهم…

تم افتتاح المعرض في حضور الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، السيدة الأولى السابقة صولانج الجميل، النائبين دوري شمعون ونديم الجميل، نجلي شقيق الرئيس الياس سركيس مكرم وكريم سركيس، عائلات رؤساء الجمهورية السابقين المحتفى بهم، أعضاء مجمع الرئاسة العامة في الرهبانية، رئيس جامعة الروح القدس الأب هادي محفوظ، وحشد من رؤساء الأحزاب والفعاليات الروحية والسياسية والقضائية والعسكرية والأمنية والبلدية والجامعية والإعلامية والثقافية وممثليهم وأعضاء مجلس الجامعة، في الباحة الخارجية للمكتبة العامة في حرم الجامعة الرئيسي. ويفتح المعرض أبوابه للزائرين لغاية 12 حزيران (يونيو) 2015.

الاب مكرزل: المعرض تاريخ مصغّر لما كانت عليه الجمهورية الأولى يوماً
قدّمت الحفل الدكتورة دارينا صليبا أبي شديد، ثم ألقى مدير المكتبة العامة ومركز فينيكس للدراسات اللبنانية الأب جوزيف مكرزل كلمة قال فيها: «كعادتها كل سنة، تقوم جامعة الروح القدس عبر مكتبتها الجامعية ومركز فينيكس للدراسات اللبنانية، بالقاء الضوء على مجموعة من الوثائق والمخطوطات المتعلقة بتاريخ لبنان ومكوّناته الثقافية حفاظاً منها على أرشيف الوطن وتراث بنيه واستشرافاً منها للمستقبل من خلال ايصال محتوى هذه الكنوز إلى الأجيال الصاعدة كي تبقى الشعلة مضاءة ويبقى حب الوطن مصاناً تتوارثه الاجيال وتجدّده وتبذل الجهد في عيشه ضمن العائلة الصغيرة والمدرسة والجامعة وجو العمل والمجتمع، متحدية تجاعيد الزمن وتواطؤ الايام».
وأضاف: «موضوع لقائنا هذه السنة هو الجمهورية من خلال الإضاءة على حياة بعض رؤسائها السابقين الراحلين. فما ستجدونه في المعرض ليس مجرّد صور عابرة لرؤساء عابرين بل هو تاريخ مصغّر لما كانت عليه الجمهورية الأولى يوماً. الإضاءة على حياة الرؤساء كميل شمعون، فؤاد شهاب، الياس سركيس وبشير الجميل، من خلال أرشيفهم هو الإحاطة ببعض تفاصيل وخبايا ذلك الزمن ولعلّي أقول الزمن الجميل مقارنة بما نعيشه اليوم».
واعتبر أن «جامعة الكسليك أرادت عبر هذا المعرض أن توجّه أكثر من رسالة. أولاً، مناشدة المسؤولين والعائلات والأفراد للمحافظة على التراث والإرث السياسي والثقافي والاجتماعي لرجالات طبعوا تاريخ لبنان ببصماتهم. فالدولة عبر أجهزتها مطالبة بالحفاظ على الأرشيف السياسي للمسؤولين وعلى الأرشيف الإداري للإدارات العامة كما هي مطالبة بتصوير هذا الأرشيف ووضعه بتصرف الباحثين والأساتذة والطلاب ونحن مستعدون للمساهمة وللمساعدة…».


وأضاف: «ثانياً، مناشدة المسؤولين والعائلات والأفراد أن يحافظوا على أرشيف لبنان الثقافي والتراثي والفني والاجتماعي. في هذا الإطار، يطيب لنا أن نعلن أن مركز فينيكس يقوم حالياً بتبويب أرشيف الدكتور وديع الصافي، والملحن توفيق الباشا، والملحن والمخرج روميو لحود، والمؤلف المسرحي صلاح تيزاني، والفنان نصري شمس الدين كما أرشيف الكاتب جميل جبر والمفكر يوسف سلامه والمؤرخ كمال الصليبي والباحثين جوزف وأدونيس نعمه والمستشرق بولس حرب وغيرهم. وهو يساهم في جمع أرشيف القائد يوسف بك كرم بالتعاون مع مؤسسة يوسف بك كرم».
وتابع: «ثالثاً، مناشدة الجميع المحافظة على أرشيف الماضي من أجل بناء المستقبل فيكون لابنائنا تاريخ لم تمحه الأزمات ولم تزيفه بعض الإرادات ولم تلغه بعض المشاريع. فلأبناء الغد نحافظ على الماضي ولأبناء الغد نستودع محطات الزمان الزاخر بكل تلاوينه من خيبات وأخطاء كما من إنجازات وبطولات».
وتساءل: «لماذا هذا المعرض اذاً؟ لعله باختصار، وبالنسبة الى البعض، نزعة نوستالجيا الى ماضٍ كان فيه للجمهورية ديمقراطية، وللدستور حرمة، وللأحزاب قضية، وللشعب مكسب رزق، وللباحثين عن لجوء متنفس، وللسياسيين وزن، وللحكام مقام. وهو بالنسبة الى بعض آخر، مجرد ترف فكري لا يغيّر شيئاً في واقع عالمنا الحاضر. لكنه بالنسبة الينا، واجب نعيشه كل يوم لان من يتنكر لماضيه سيفرض عليه المستقبل دون سؤال».
وأكد «أردنا من خلال هذا المعرض القاء الضوء على أربعة من رؤساء الجمهورية الأولى، تشرف القيمون على أرشيفهم أن ائتمنوا الجامعة لتحقيق حفظه من تبويب وتوصيف وتصوير رقمي وترميم الى اخره. ففي هذا المعرض تجدون بعضاً من حياة الرئيس كميل شمعون، فتى العروبة الاغرّ، او فخامة الملك. وبعضاً من حياة الرئيس فؤاد شهاب، الأمير اللواء أو رجل المؤسسات. وبعضاً من حياة الرئيس الياس سركيس، رجل الحكمة والاعتدال، رجل الصمت والعمل معاً. وبعضاً من حياة الرئيس بشير الجميل، أو حلم الجمهورية الذي انكسر. وتجدون في المدخل معرضاً لصور أصحاب الفخامة رؤساء الجمهورية من 1926 الى 2014 يتبعها إطار فارغ ينتظر من يسكنه ولعل الانتظار لا يطول. كما تجدون بين أيديكم كتيّباً يحوي نبذة عن حياة الرؤساء الذين عرضت صورهم. فتكريم الأجداد واجب علينا والاستفادة من الماضي ضرورة والانطلاق نحو المستقبل هو المسيرة. تعالوا نزور بعضاً من ماضينا لعل مستقبلنا يكون أقل وجعاً وأكثر لمعاناً…».

الأب محفوظ
وألقى رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ كلمة اعتبر فيها أنّ هذا الحدث «يؤكّد، مرة أخرى، تميّز الجامعة المتواصل في المحافظة على التراث. فالمحافظة على التراث تعيد إلى أذهاننا التفكير بالأصالة، هذه الأصالة التي تكشف هوية الإنسان الحقيقية وفهمه لتاريخه الشخصي والتاريخ العام، وفهمه لإيمانه. فعندما نقول «أصالة» لا نعود إلى الماضي فحسب، لأنّ الأصالة هي أن نضع نفسنا في المكان الصحيح والبسيط والدائم أي مع الله الذي هو سيّد الماضي والحاضر والمستقبل. وعندما نقول «أصالة»، يعني أننا نؤمن بما هو أعلى من منافعنا الشخصية والتي نرقى من خلالها بمستوى إنسانيتنا الحقيقية وإلى مستوى إيماننا».

حفل موسيقي
واختتم الافتتاح بحفل موسيقي لأغانٍ وطنية بعنوان «تحية إلى الجمهورية»، قدمته جوقة أطفال معهد القديسة رفقا للموسيقى، بإدارة الأخت مارانا سعد من الرهبانية اللبنانية المارونية.

فعاليات المعرض
ويشمل المعرض جملة من النشاطات، تواقيع كتب وحلقات نقاش حولها، توزيع جائزة أفضل دعاية إعلانية لتعزيز السياحة في لبنان، بيع كتب قديمة، محترف للكتابة بالحبر وفن الخط العربي والسرياني…، ليختتم بأمسية زجلية الساعة الثامنة والنصف مساءالجمعة 12 حزيران (يونيو) 2015.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق