أبرز الأخبارسياسة عربية

مقتل 4 في قصف على طرابلس وسط انقسام دولي بشأن هجوم

منظمة الصحة العالمية: مقتل 174 شخصاً منذ بدء المعارك قرب طرابلس

قال مسؤول يوم الأربعاء إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا في قصف عنيف على العاصمة الليبية طرابلس في الوقت الذي انقسمت فيه أوروبا ودول الخليج بسبب حملة خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) للسيطرة على العاصمة طرابلس.
وبعد مرور ما يقرب من أسبوعين على بدء هجوم الجيش الوطني الليبي على طرابلس، لا تزال قواته عالقة في ضواحيها الجنوبية حيث تواجه جماعات مسلحة موالية لحكومة طرابلس المعترف بها دولياً.
لكن حي أبو سليم الجنوبي تعرض للقصف في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء إذ سُمع دوي الانفجارات حتى من وسط المدينة حيث تمضي الحياة بصورة طبيعية إلى حد بعيد غير متأثرة بالعنف.
وقال أسامة علي المتحدث باسم جهاز الطوارئ في طرابلس لرويترز إن القصف قتل شخصين على الأقل وأصاب ثمانية، دون أن يحدد من المسؤول عن القصف. وقال مسؤول آخر في قناة الأحرار التلفزيونية الليبية إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 20.
ويقع الحي قرب الطريق إلى المطار القديم إلى الجنوب من طرابلس والذي تبدلت السيطرة عليه مرات عدة منذ بدء القتال. ويقع أبو سليم إلى الشمال من مكان قوات موالية لطرابلس تسعى للتصدي لقوات الجيش الوطني الليبي القادمة من الجنوب.
واتهمت قوات متحالفة مع طرابلس الجيش الوطني الليبي بإطلاق صواريخ على مناطق سكنية، لكن الجيش الوطني الليبي قال في بيان إنه لا علاقة له بالقصف وألقى باللوم على جماعة مقرها طرابلس.
وفي الوقت الذي سقطت فيه الصواريخ، كان من المقرر أن يدرس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مسودة قرار صاغتها بريطانيا تطالب بوقف إطلاق النار في ليبيا وتدعو كل الدول التي لها نفوذ على الأطراف المتحاربة لضمان الالتزام.
وتشعر قوى أجنبية بالقلق لكنها عاجزة عن تبني موقف موحد إزاء أحدث تجدد للفوضى السياسية والقتال الذي عم ليبيا بعد اطاحة معمر القذافي في عام 2011.
وأسفر الصراع حتى الآن عن مقتل 174 شخصاً وإصابة 756 آخرين ونزوح ما يصل إلى 20 ألفاً وفق أحدث إحصاءات الأمم المتحدة، كما تسبب في إرجاء خطة سلام دولية.
ويهدد الصراع كذلك بتعطيل إمدادات النفط وزيادة أعداد المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا والسماح للمتشددين باستغلال الفوضى.
ويحظى حفتر، الذي يتخذ من بنغازي مقراً له، بدعم مصر والإمارات والسعودية. وترى تلك الدول أنه قادر على إعادة الاستقرار في البلاد ومواجهة المتشددين الإسلاميين.
وأفادت تقارير سابقة للأمم المتحدة بأن الإمارات ومصر أمدتا حفتر بالأسلحة والطائرات مما منحه تفوقاً جوياً على مختلف الفصائل الليبية. وتقول سلطات شرق ليبيا إن قطر وتركيا تدعمان فصائل منافسة ذات توجه إسلامي في غرب ليبيا.

انقسامات في أوروبا
الانقسامات الدبلوماسية في الخليج تماثل انقسامات في أوروبا حيث تتخذ إيطاليا، الدولة المستعمرة لليبيا سابقاً، موقفاً مخالفاً لفرنسا.
فقد قدمت فرنسا الدعم لحفتر في الماضي وراهنت على قدرته على إنهاء الفوضى التي عمت ليبيا منذ انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي لإنهاء حكم القذافي الذي استمر لأربعة عقود.
في حين تدعم إيطاليا، التي لها مصالح نفطية كبرى في ليبيا، حكومة طرابلس برئاسة رئيس الوزراء فائز السراج وعبرت عن غضبها من عدم رغبة فرنسا في مساندة قرار اتخذه الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة ويدعو حفتر لوقف زحفه إلى العاصمة.
لكن السراج نجح في كبح الجيش الوطني الليبي، ويعود الفضل في ذلك إلى حد بعيد إلى دعم جماعات مسلحة هبت لنصرته. وتنتمي تلك الجماعات لفصائل أخرى في غرب ليبيا.
وقال السراج في بيان يوم الثلاثاء «الحرب تنتهي بانسحاب تلك القوات (الجيش الوطني الليبي) وعودتها من حيث أتت».
ورغم أن حفتر يقدم نفسه على أنه محارب لما يصفه بالإرهاب، يرى فيه خصومه ديكتاتوراً قادماً على غرار القذافي. واحتج نحو 70 شخصاً ضد حفتر في ميدان الجزائر بوسط طرابلس يوم الثلاثاء.

174 قتيلاً
وفي حصيلة جديدة للحملة العسكرية التي يشنها «الجيش الوطني الليبي»، قالت منظمة الصحة العالمية إن ما لا يقل عن 174 شخصاً قتلوا في المعارك، بينهم 14 مدنياً على الأقل. وأحصت المنظمة 785 جريحاً ومصاباً بينهم ما لا يقل عن 36 مدنياً.
وفي جنيف، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جساريفيتش، إن ما لا يقل عن 14 مدنياً قتلوا وجرح 36 آخرون في المعارك.
بالإضافة إلى ذلك، قالت المنظمة إنها أرسلت فرقاً إضافية من الجراحين لمساعدة المستشفيات التي تستقبل أعداداً كبيرة من المصابين في أقسام الطوارئ والصدمات.
وتسببت المعارك بنزوح أكثر من 18 ألف شخص، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وصرحت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين الاثنين أنها سلمت معدات طبية لحالات الطوارئ إلى وزارة الصحة لمساعدة الضحايا في المناطق الأكثر تضرراً، وهي عين زارة وجسر بن غشير في جنوب العاصمة.
وأضافت المفوضية أنه «مع تدهور الوضع على الأرض وزيادة عدد الضحايا، تحتاج المرافق الصحية بصورة ماسة للمساعدة».

توسيع التحقيق
ومن لاهاي قالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسوده الثلاثاء «لن أتردد بالتوسع في تحقيقاتي وفي الملاحقات القضائية المحتملة بشأن وقوع أي حالة جديدة من الجرائم الواقعة ضمن اختصاص المحكمة».
وجاء في بيان بنسوده «لا يختبرن أحد (مدى) تصميمي في هذا الإطار».
ودعت بنسوده «جميع الفرقاء والجماعات المسلحة المشاركة في القتال إلى التقيد بقواعد القانون الدولي الإنساني»، ولا سيما القادة منهم.

رويترز/ فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق