صحة

أمل بدواء جديد… هل يتمكن من كبح «الزهايمر»”؟!

أفادت التجربة بأن المرضى الذين تناولوا الدواء لفترة أطول يتمتعون بوظائف إدراكية أفضل

أفادت مؤشرات أولية لدواء جديد بقدرته على كبح تقدم مرض الخرف (الزهايمر).

جاء ذلك في مؤتمر صحفي، حيث أشارت بيانات من شركة «إيلي ليلي» لتصنيع الدواء إلى أن دواء «سولانيزوماب» يمكنه أن يخفض معدل تقدم مرض الخرف بنحو الثلث.
وتلتقي هذه النتائج مع تفاؤل حذر، كما تجرى تجربة أخرى منفصلة من المقرر إعلان نتائجها العام المقبل، والتي ستكون حاسمة.
ولا يزال موت خلايا المخ مستعصياً على العلاج حتى الآن، لكن دواء سولانيزوماب ربما يمكنه الحفاظ عليها حية.
ويمكن للأدوية الحالية مثل «أريسبت» التعامل فقط مع أعراض الخرف، عبر مساعدة الخلايا الميتة على العمل.
لكن دواء سولانيزوماب يهاجم البروتينات المشوهة المسماة أميلويد، والتي تتكون في المخ خلال مرض الزهايمر.
ويعتقد أن تكون رقائق لزجة من الأميلويد بين خلايا الأعصاب تؤدي إلى تضرر خلايا المخ وموتها في النهاية.

أمل كبير
ومثّل دواء سولانيزوماب منذ فترة طويلة أملاً كبيراً للباحثين في مرض الخرف، على الرغم من تجربة استمرت عليه 18 شهراً وانتهت في ما يبدو بالفشل عام 2012.
ولكن عندما فحصت شركة إيلي ليلي الأميركية بيانات التجربة وجدت مؤشرات على أن الدواء قد يجدي مع المرضى في المراحل المبكرة من المرض.
وبدا أن الدواء أبطأ من تقدم المرض بنسبة 34 في المئة خلال فترة الدراسة.
ولذلك فقد طلبت الشركة من أكثر من ألف مريض، ممن جرت عليهم التجربة الأولى ودرجة مرضهم معتدلة، أن يتناولوا الدواء لمدة عامين إضافيين.
وعرضت نتائج إيجابية للتجربة الإضافية خلال مؤتمر الرابطة الدولية لمرض الزهايمر.
وأظهرت النتائج أن تناول الدواء لمدة أطول كان أكثر فائدة.
وقال الدكتور إيريك سيمرز من معامل أبحاث شركة «ليلي» بالهند لبي بي سي «إنه دليل جديد على أن دواء سولانيزوماب ليس له تأثير على باثولوجيا المرض الكامنة».
وأضاف: «نعتقد بوجود فرصة لأن يكون دواء سولانيزوماب أول دواء متاح لتخفيف آثار المرض».
وبدأت الشركة أيضاً تجربة منفصلة تماماً على المرضى ذوي الحالات المعتدلة عام 2012، وهذه النتائج ربما تثبت أنها تمثل لحظة حاسمة بالنسبة الى الدواء.

اختراق محتمل

وقال الدكتور إيريك كاران مدير الأبحاث في مركز أبحاث الزهايمر في بريطانيا لبي بي سي: «إذا تكرر ذلك، فاعتقد سيكون بمثابة اختراق حقيقي في مجال أبحاث الزهايمر».
وأضاف «إذن للمرة الأولى يمكن للدوائر الطبية أن تقول إنه بإمكاننا إبطاء الزهايمر، وهي خطوة مذهلة إلى الأمام».
وأردف: «هذه البيانات بحاجة إلى التكرار. إنها لا تعد دليلاً، لكن ما يمكنك قوله هو أنها متسقة تماماً مع تأثير تخفيف المرض».
وقال: «لم نمتلك أبداً في أي وقت مضى دليلاً على أننا بإمكاننا التأثير على تقدم المرض».
وتقول كلير والتون مدير الأبحاث في جمعية الزهايمر «تشير البيانات إلى أن مضادات الأجسام لها تأثير، إنها واعدة وأفضل من انعدام التأثير، لكنها غير حاسمة».
وأضافت «على مدار عقود من غياب أي علاج وفشل الكثير من الأدوية من المثير أن نرى أخباراً مبشرة، لكنها في الحقيقة ليست حاسمة، ونحن بحاجة إلى مرحلة ثالثة من الدراسة، وربما تستغرق 18 شهراً».

إلى أي مدى يفيد؟
في المرحلة الأولى من التجربة الأصلية، التي انتهت بالفشل، أعطي نصف المرضى المصابين بالزهايمر دواء سولانيزوماب، بينما لم يعط النصف الأخر منهم ذلك الدواء.
وكشفت إعادة تحليل إدراك المرضى المصابين بالزهايمر المعتدل عن أن تناول الدواء قلل من معدل تقدم المرض بنحو 34 في المئة.
ومحصلة ذلك هي أن مقدار التدهور في الإدراك الذي يحدث في غضون 18 شهراً سيستغرق 24 شهراً في ظل استخدام الدواء.
وخلال التجربة الإضافية فإن الألف مريض الإضافيين المصابين بالزهايمر المعتدل تناولوا جميعا دواء سولانيزوماب.
وبنهاية التجربة أصبح نصفهم قد تناول الدواء لمدة ثلاث سنوات ونصف، بينما تناول نصفهم الآخر الدواء لعامين فقط.
وتظهر أحدث البيانات أن هؤلاء الذين تناولوا الدواء لفترة أطول يتمتعون بوظائف إدراكية أفضل من الآخرين.
ويشير هذا إلى أن مسار المرض تباطأ.
أما إذا استمر مخ المرضى في التدهور وفق المسار المعتاد، وساعد الدواء فقط على التعامل مع الأعراض، فإن كل المرضى المشاركين في التجربة الإضافية، سواء الذين تناولوا العقار لمدة عامين أو لمدة ثلاثة أعوام ونصف، سيكونون حينها متمتعين بالدرجة عينها من الوظائف الإدراكية.

بي بي سي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق