سياسة لبنانيةلبنانيات

«الثلاثاء الاسود» وسع رقعة التعطيل ليطاول البلديات والشغور الرئاسي الى امد طويل

قوى 8 اذار اثبتت انها لا تزال مسيطرة على جميع مكوناتها وتجمعهم ساعة تشاء

يوم امس الذي اطلق عليه اسم «الثلاثاء الاسود»، انتهى الى توسيع رقعة التعطيل، كاشفاً العديد من المواقف التي قد تكون التبست على بعض المواطنين، لعل ابرزها ان قوى 8 اذار، وبمعزل عن التصريحات الشعبوية المضللة للبعض، لا تزال محافظة على جميع مكوناتها، تستطيع ان تجمعهم باشارة اصبع، عندما تحتاج الى جمعهم، وهذا ما ظهر جلياً من الجلسة النيابية التي عقدت امس وجمعت 73 نائباً لبوا الطلب برفع الاصابع، وقالوا لا للانتخابات البلدية. وهكذا تحول المجلس النيابي عن مهامه السامية المنصوص عليها في الدستور، وابرزها انتخاب رئيس للجمهورية وتشريع القوانين التي تتطابق مع المصلحة العامة. الا انه حالياً اصبح مؤسسة للتعطيل. فمنذ ستة اشهر وهو يحجم عن انتخاب رئيس للجمهورية، وهو امس شرع لتعطيل الانتخابات البلدية والاختيارية، حارماً المواطنين الذين انتخبوا اعضاءه واعطوهم ثقتهم، من حق ابداء رأيهم، والمضحك ان بعض الذين امنوا النصاب للجلسة برروا حضورهم بعدم احداث فراغ في القرى والمدن ولكن، ألم يكن من الافضل تجنب الفراغ بانتخابات؟
وبعد ظهر اليوم عينه، لاقى مجلس الوزراء قرار المجلس النيابي، وثبت امر التعطيل، متذرعاً بان كلمة «تقني» تعطي الحكومة مجالاً اوسع لتأمين التمويل، مع العلم ان وزير المال كان قد اقترح اعطاء وزارة الداخلية سلفة خزينة لاجراء الانتخابات. انه سيناريو مسرحي وضع خطوطه الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي، الا انه كان مكشوفاً امام الجميع الذين تساءلوا لماذا هذا الاصرار على التعطيل من قبل الرئيسين، ان بالنسبة الى رئاسة الجمهورية او الى البلديات؟ فهل هي صدفة مثلاً ان تعقد الجلسة النيابية قبل الظهر لتعطي الحكومة الحجة للسير بالتمديد، ثم يحدد الرئيس ميقاتي بعد الظهر موعداً لجلسة مجلس الوزراء، ان كان حقاً غير مشارك في التعطيل، فليسارع الى تحديد موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في غضون شهر على ابعد تقدير. وبذلك يضع حداً لكل الاقاويل. فهل يفعل ام ان ما اتفق عليه اصبح مبرماً، وما كتب قد كتب؟
في هذا الوقت كان رئيس تيار المردة ومرشح 8 اذار للرئاسة الوزير السابق سليمان فرنجية يصل الى بكركي ليجتمع بالبطريرك الراعي، ثم يخرج ليرد على اسئلة الصحافيين، فكانت اجوبته اشبه ببرنامج عمل رئاسي، الامر الذي اكد ان ما تردد في الايام الاخيرة عن احتمال عزوفه عن خوض المعركة، عار عن الصحة، وانه ماض في معركته حتى النهاية، خصوصاً وان المعلومات الواردة من العاصمة الفرنسية تقول ان فرنسا لم تتخل عن دعم ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة ونواف سلام لرئاسة الحكومة، وهي الصيغة التي اثبتت فشلها في العهد الماضي، يوم قام التحالف بين الرئيس السابق ميشال عون، ورئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، وهذا السيناريو اثبت فشله والكل يذكرون ما حل بالحريري. وقد يتكرر في كل لحظة. فلماذا هذا الاصرار الفرنسي على هذه الصيغة مع علم المسؤولين الفرنسيين بخطورة هكذا مسار؟ ان الدول تبحث دائماً عن مصالحها وقد تكون مصلحة فرنسا في التعاون مع قوى 8 اذار وبالتحديد مع حزب الله.
وكما ان قوى 8 اذار على موقفها، فان المعارضة ورغم عدم قدرتها على التوحد، الا انها مصممة على رفض اي رئيس يكون من الفريق الاخر. فكما رفض هذا الفريق ترشيح النائب ميشال معوض واعتبره مرشح تحد، فان المعارضة ترفض ترشيح سليمان فرنجية وتعتبره مرشح تحدٍ. ولذلك بات من المتوقع ان تطول فترة الشغور الرئاسي الذي لا يزعج مطلقاً القابضين على السلطة فهم مرتاحون في عملهم اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق