دولياتسياسة عربية

ساركوزي يطرح «الاسلام في فرنسا» في مؤتمر «الجمهوريون» الاول ويشعل جدلاً

اختار حزب «الجمهوريون»، المنبثق من رحم حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية»، مناقشة موضوع «الإسلام والجمهورية» خلال اجتماعه الأول المقرر في الرابع من حزيران (يونيو) الجاري. اختيار أثار استياء عدد من الأطراف السياسية، حتى في صلب الحزب نفسه، باعتبار أن للحزب أولويات أخرى يجدر به أن ينكب عليها.

أعلن نيكولا ساركوزي، رئيس أكبر حزب يميني في فرنسا، السبت بعد انعقاد مؤتمر «الاتحاد من أجل حركة شعبية» عن تغيير تسمية الحزب. ويسعى الرئيس السابق إلى بث روح جديدة في الحزب من خلال التسمية الجديدة «الجمهوريون» وعبر إجراء تعديلات في أنظمته الداخلية استعداداً للاستحقاق الرئاسي المقبل في فرنسا في 2017.
واختار الحزب الجديد أن يكون موضوع نقاشاته الأولى «الإسلام والجمهورية» في الاجتماع الأول للحزب المقرر عقده في 4 حزيران (يونيو) الحالي.
أثار هذا الاختيار انتقادات واسعة في الساحة السياسية الفرنسية وحتى داخل الحزب نفسه. فهناك من يعتبر وضع هذا الموضوع على رأس جدول «الجمهوريين» مثيراً للجدل في وقت بلغ فيه الترقب أشده حول توجهات الحزب وآلياته لمعالجة مسائل مرتبطة بالمشاغل اليومية للفرنسيين وسبل دفع الاقتصاد الفرنسي المتعثر، وخصوصاً مواجهة ارتفاع نسب البطالة، وهي مواضيع تبدو أكثر أولوية من تناول «الإسلام» كأولى أولويات حزب يعمل على تغيير صورته.
ويرى العديد أن ساركوزي اختار موضوعه المفضل «الإسلام» لطرحه على ساحة النقاش العام، إذ أنه لا يتردد خلال اجتماعاته الحزبية في تقديم تصوره الخاص للجمهورية التي يرغب أن ينصهر فيها الجميع بعيداً عن الاختلافات وذلك من أجل الاندماج في مجتمع يتبنى «نظام عيش وثقافة فرنسيين». وغالباً ما يثير ساركوزي حفيظة بعض المسلمين من خلال رؤيته هذه للمجتمع.
ووجهت نائبة الرئيس في حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، ناتالي كوسيسكو موريزيه، سهام انتقاد لاذعة لاختيار حزب «الجمهوريين» هذا الموضوع، معتبرة أن «الدين يأخذ أصلاً حيزاً كبيراً من النقاش العام في فرنسا» وأن «هناك ميلاً لربط الهوية الفرنسية بالدين». واعتبرت طرح هذه المسألة كموضوع نقاش أول للحزب «الجديد» هو فكرة سيئة.
وأضافت كوسيسكو موريزيه أنها حبذت لو دارت مواضيع النقاش حول «الاقتصاد والعمل المؤسساتي والتشغيل»، وتابعت أنها تأمل في أن يتم إرجاء هذا الملتقى المقرر يوم الأربعاء المقبل.
ويرجح مراقبو الشأن الفرنسي أن غايات ساركوزي في إثارة هذا الموضوع ترويجية، فيخلق الجدل لضمان انطلاقة قوية للحزب تمكنه من استقطاب الاهتمام المرجو ودعم حظوظه لتأكيد نجاح الحزب اليميني في العودة بقوة إلى المشهد السياسي.
فهل ينجح في ذلك أم سيكون «الجمهوريون» نسخة باهتة من «الاتحاد من أجل حركة شعبية» قد لا توفر بديلاً فعلياً ومنافساً قوياً في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة؟

فرانس 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق