دوليات

من هو رئيس حكومة اليونان الجديد أليكسيس تسيبراس؟

تمكن زعيم حزب «سيريزا» الراديكالي أليكسيس تسيبراس من أن يقطع شوطاً سياسياً كبيراً بعد أن فاز أمس الأحد بالانتخابات التشريعية في اليونان. فمن هو هذا الرجل الذي يريد أن يتحدى أوروبا ومؤسساتها وما هي تجربته السياسية؟

فرض زعيم حزب «سيريزا» اليوناني أليكسيس تسيبراس (41 عاماً) نفسه على الساحة الأوروبية بعد فوزه أمس الأحد بالانتخابات التشريعية للمرة الأولى في تاريخ الحزب اليساري الراديكالي اليوناني.
هذا الرجل الذي يخيف البنوك والأوساط المالية الأوروبية، سيتولى رئاسة الحكومة اليونانية في الساعات القليلة المقبلة، ليكون بذلك أصغر رئيس حكومة يعرفه هذا البلد منذ قرن ونصف.
ورغم أنه غير متحدر من عائلة سياسية على عكس شخصيات يونانية كثيرة، فقد استهواه النشاط السياسي في مرحلة مبكرة.
فقد اكتشفه اليونان ممثلاً لحركة طلابية في برنامج تلفزيوني عام 1990، مؤكداً بحزم رغم أعوامه الـ 17 «نريد الحق في اختيار متى ندخل الحصة». وهو معجب كثيراً بالمناضل تشي غيفارا إلى درجة أنه أطلق على ابنه اسم «أرنستو».

«اليونان سيترك وراءه سياسة التقشف»
يعتبر أليكسيس تسيبراس من أبرز المناهضين لسياسة التقشف التي فرضها الاتحاد الأوروبي على اليونان منذ 2010. وهو يريد أن يجري محادثات جديدة لإعادة جدولة هذه الديون (أكثر من 300 مليار يورو) أو تقليصها. زعيم «سيريزا» يحلم بأوروبا متضامنة وشريفة وليس بأوروبا الليبراليين والمؤسسات المالية.
وقال غداة فوزه في الانتخابات التشريعية بـ 149 مقعداً من أصل 300: «اليونان سيترك وراءه سياسة التقشف التي سببت لنا مشاكل عدة وسيترك أيضاً وراءه الخوف وخمس سنوات من الإذلال».
وأكد أن أولويته تكمن في إعادة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي على جزء كبير من دين بلاده العام (175% من إجمالي الناتج الداخلي) من أجل الانتعاش ووضع حد للتقشف، الأمر الذي يقلق الدائنين والأسواق.

ارتفاع رصيد «سيريزا» الانتخابي
بدأ أليكسيس تسيبراس بفرض نفسه على الساحة السياسية اليونانية منذ خمس سنوات تقريباً، لكن في غضون ثلاث سنوات، ارتفعت حصيلة سيريزا الانتخابية خمسة أضعاف.
ففي انتخابات 2012 التشريعية حل ثانياً خلف «الديمقراطية الجديدة» برئاسة أنتونيس ساماراس (يمين)، وتصدر الانتخابات الأوروبية في الربيع الفائت.
منذ هذه الانتخابات حيث تصدر لائحة اليسار الأوروبية، بدأ تسيبراس يصقل صورته دولياً. فبعد تحسن كبير في إتقانه اللغة الإنكليزية، كثف رحلاته إلى الخارج، وزار رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي ووزير المالية الألماني وولفغانغ شاوبله المدافع عن سياسة التقشف التي يرفضها، وكذلك البابا فرنسيس. نشأ وترعرع في عائلة متوسطة، والده كان يملك شركة للبناء عمل فيها كمهندس. ولد أليكسيس تسيبراس في عام 1974 بعد ثلاثة أيام فقط من سقوط دكتاتورية.

انتقاداته اللاذعة لميركل وهولاند
دخل الحزب الشيوعي اليوناني وعمره لم يتجاوز 17 سنة ومنذ ذلك اليوم لم يغادر معسكر اليسار. أب لولدين، التحق في 2004 باللجنة المركزية لحزب «سيريزا» قبل أن يتولى منصب الرئيس في 2008.
في عام 2009، وبمناسبة الانتخابات التشريعية، حصل حزبه على 4،6 بالمئة من الأصوات، أي 13 مقعداً فقط في البرلمان اليوناني.
دولياً، يبقى أليكسيس تسيبراس غير معروف جداً بالرغم من أنه بدأ في الظهور على الساحة السياسية الأوروبية بفضل انتقاداته اللاذعة التي وجهها للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وللرئيس فرانسوا هولاند الذي كان يرى فيه الاشتراكي الذي كان قادراً على التأثير على السياسة الألمانية.
وقال في هذا الشأن: «فرانسوا هولاند خلق الكثير من الأمل، ليس فقط في اليونان بل لدى جميع التقدميين الأوروبيين الذين كانوا يتمنون أن يؤثر على سياسة ميركل، لكن للأسف لم يكن في المستوى».
وبعد نجاحه في الانتخابات التشريعية أمس الأحد، سيكتشف أليكسيس تسيبراس كواليس الاتحاد الأوروبي ومؤسساته السياسية والاقتصادية. فهل سيبقى ذلك الرجل الثائر الذي يسعى إلى تغيير سياسة الاتحاد أم سيتغير مثل باقي السياسيين؟

أ ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق