سياسة لبنانية

عون دعا الى الاتفاق على قانون انتخابات غير مفصل على قياس احد

«لدينا صلاحياتنا الدستورية وسنستخدمها لئلا ينتهك الدستور»

دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المعنيين مباشرة بإقرار قانون جديد للانتخابات النيابية إلى «الاتفاق على قانون لا يكون مفصلاً على قياس أحد بل يضمن المساواة واحترام صوت الناخب وروح العدالة عبر اعطاء اصحاب الحق حقهم بحيث لا يسرق أحد تمثيل طائفته وتمثيل غيره». واضاف: «إذا لم يقتنع هؤلاء بالوصول إلى حل قريب فلدينا صلاحياتنا الدستورية وسنستخدمها كي لا ينتهك الدستور».
وقال الرئيس عون، خلال استقباله وفد «منتدى سفراء لبنان» برئاسة السفير خليل مكاوي، أنه «لا يمكنه أن يرى الخطأ في عدالة التمثيل ويبقى صامتاً تجاهه»، متسائلاً: «كيف يمكننا تحقيق الاستقرار في الوطن والثقة بالدولة إذا أنشأنا عقوداً لا يحترمها من يقوم بها، وكيف يمكننا أن نصل إلى دولة المواطنة إذا لم نحرر الانسان من أمور عدة كي ينتمي إلى وطنه لا إلى جزئيات على حساب الانتماء إلى الوطن؟».
واكد أن «الزيارات التي قام بها للسعودية وقطر وتلك التي سيقوم بها هدفها إعادة وصل لبنان بكل الدول العربية ولا سيما أننا نتشارك معها في همين أساسيين هما: محاربة الإرهاب والموقف تجاه العدو الاسرائيلي الذي يستهدف بالعمق لا إلغاء الارض الفلسطينية فحسب بل الهوية الفلسطينية ايضا، والمطلوب مناصرة حقوقنا المشروعة على الدوام والحق لن يخذلنا».
وكان السفير مكاوي تمنى للرئيس عون التوفيق والنجاح في مهماته، عارضاً لنشأة «المنتدى» منذ قرابة 17 عاماً والمهمات التي يعنى بها ولا سيما لجهة المساهمة في تدريب الديبلوماسيين الجدد ليكونوا «خير رسل للبنان وتمثيله في الخارج»، واضعاً «خبرات المنتدى واعضائه في تصرف رئيس الجمهورية».
وقدم السفير مكاوي الى الرئيس عون العدد الاخير من «النشرة الديبلوماسية» التي يصدرها المنتدى مرة كل شهرين، وتشترك في كتابتها مجموعة من السفراء والباحثين والمفكرين. ورد الرئيس عون بكلمة اثنى فيها على «دور المنتدى خصوصاً في المساهمة في تدريب النشء الجديد من الديبلوماسيين اللبنانيين ليكونوا على قدر تطلعات لبنان اليهم».

«التجمع العربي الاسلامي لدعم خيار المقاومة»
والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة كانت محور بحث بين الرئيس عون ووفد «التجمع العربي الاسلامي لدعم خيار المقاومة» الذي تحدث باسمه أمينه العام الدكتور يحيى غدار فأشار إلى أن «قيادة هذا التجمع الذي يضم 37 فرعاً على مستوى الوطن العربي والعالم»، هي في القصر الجمهوري اليوم لتهنئة الرئيس والامة «بوجودكم في سدة الحكم الذي انتظرناه طويلاً».
وأكد «دعم التجمع لرئيس الجمهورية واضعاً نفسه وجهوده في خدمة الاهداف التي ذكرها في خطاب القسم، الذي نجل ونحترم جداً وخصوصاً لجهة التزامكم الدستور وخيار تحرير الاراضي والمقاومة والثلاثية الذهبية: الشعب والجيش والمقاومة. وهذا ليس غريباً عن رئيس الجمهورية، لأن نضال وجهاد عشرات السنوات وإرادة وتصميم وتضحيات كبيرة، أوصلت الى لبنان أهم رمز وشخص يستطيع أن يكون على مستوى التحديات الكبرى سواء في لبنان او على مستوى الامة، ولا سيما في مواجهتكم بكل وضوح للمشروع الصهيوني التكفيري الذي نعتبره مشروعاً واحداً، وإيمانكم المطلق بتحرير الارض».
واضاف: «نحن نقدم دعمنا المطلق للحركة الاصلاحية والتغييرية التي تستطيعون عبر همتكم الكبيرة وإرادتكم وتصميمكم تحقيقها، ولا سيما عبر قانون الانتخابات على اساس النسبية لننطلق الى دولة عادلة وقوية في لبنان».

رد الرئيس عون
ثم تحدث الرئيس عون مشيراً الى «أن الهم الاساسي والاول اليوم هو وضع قانون انتخاب»، لافتاً الى أن «الصعوبات التي تواجهنا تكمن في عدم وجود فعل إرادة حاسم كي يتمكن كل إنسان من أن يأخذ حقه وتحقيق صحة التمثيل. فكل طرف يريد أن يسحق الاقلية في طائفته ويمد يده الى الطائفة الاخرى كي يحصل على المزيد من المقاعد».
واشار رئيس الجمهورية الى أنه «لا يجوز البقاء على النظام الاكثري لأنه يفتقد العدالة، سواء في نظام التصويت او في العددية. ونحن لا نريد وجود اقلية في طائفتنا وأن نزيد من حجمنا على حساب الآخرين. وهناك من يريد أن يأخذ الامور نحو المواجهة، لكننا لن نمكنهم من ذلك، وسنقوم بما نعتبره من واجبنا ومن صلاحياتنا وليس تخطيا للصلاحيات».
وتحدث رئيس الجمهورية عن القضية الفلسطينية، معتبراً أنه «يوجد على حدود لبنان عدو يجب فهم سياسته في العمق كي لا نقع في الخطأ. فهو يريد أخذ الارض وإلغاء الهوية الفلسطينية ومحوها من التاريخ، لأنه يعتبر نفسه صاحب الارض».
وتطرق الى قضية الارهاب «الذي جاء بتفسير منحرف عن الاسلام»، داعياً الى «التضامن للقضاء عليه ومواجهة اسرائيل». وقال: «مقاومتنا حق، ونحن ندافع عن حق مقدس، حق الانسان في هويته وأرضه، والتاريخ سيحكم علينا إذا تخلينا عن هذا المبدأ. وفي حال غلبنا، نكون على الاقل قمنا بواجبنا»، لافتاً الى أننا «لا يمكن أن ننسحب اذا كنا نملك إمكانات النجاح وهي موجودة في حال إتحادنا وتعاطينا مع بعضنا بصراحة وشفافية».
وقال: «يعلم الجميع الخطاب الذي قدمناه عن القضية الفلسطينية وما قلنا عن الامم المتحدة بحيث تحدثنا وفقاً لضميرنا لأننا لا نستطيع تجاهل ما حصل. وهناك قول للأمام علي في هذا السياق: «المحايد لم ينصر الباطل ولكنه خذل الحق»، فالصامت اليوم يخذل الحق، ولا نستطيع إلتزام الحياد في قضية نعيش نحن نتائجها، إضافة الى أن الفلسطينيين في لبنان يعيشون الى اليوم مأساة تهجيرهم».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق