أبرز الأخبارسياسة عربية

اليمن: مسمار آخر في نعش الدولة: الحوثيون يزحفون الى المواقع القيادية العسكرية والجنوبيون يعلنون التمرد

يعتقد محللون ان التطورات كافة التي تشهدها اليمن تصب ضمن اطار التراجع المفضي الى الانهيار. وان كماً من المسامير يتواصل «دقها» في نعش الدولة اليمنية. وسواء اكانت الخطوات الاجرائية على هذا المسار تتم بموافقة القيادة السياسية ام رغما عنها، فالمسار – بحسب عمليات التقويم – واحد ونتيجته واحدة.

في هذا السياق، يتوقف المتابعون عند التطورات التي شهدتها الساحة مؤخراً، حيث بدت السلطة السياسية وكأنها ملتزمة – قسراً –  باكثر مما تضمنته الوثيقة الوفاقية الموقعة بين الاطياف اليمنية وتحديداً ما يتعلق بالمطالب الحوثية. بينما يواصل الجانب الحوثي تحلله من جميع الالتزامات المطلوبة منه. ويبدي تنكراً لكل الالتزامات، ويعمل على تجييرها ضمن مفاهيم غلافها وطني، ومضمونها احتلالي.
على سبيل المثال، وعلى الرغم من نص الاتفاق على التزام الهدوء، وعودة الامن، والانسحاب من المواقع التي يسيطر عليها مسلحو «انصار الله»، وتسليمها للجيش الوطني، واجهزة الامن، يصر المسلحون على مواصلة الزحف في مختلف الاتجاهات. وصولاً الى السيطرة على البلاد كاملة. وبالتوازي، شهدت مناطق الجنوب تطورات مثيرة على طريق التمرد.

تعيين ضابط حوثي
فقد اصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مرسوماً عيَّن بموجبه ضابطاً من جماعة الحوثي كنائب لرئيس هيئة الأركان العامة. وجاء القرار تنفيذاً لاتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي تم توقيعه قبل اشهر عدة. غير ان القرار جاء التزاماً من السلطة السياسية، دون ان يكون هناك أي التزام مقابل. حيث تتواصل الاشتباكات في أرحب (شمال صنعاء) وادت المواجهات الى مقتل ثلاثة من مسلحي الحوثيين.
وأصدر هادي قراراً جمهورياً بتعيين العقيد الركن زكريا يحيى الشامي كنائب لرئيس الأركان مع ترقيته إلى رتبة لواء، وكان الشامي عضواً في مؤتمر الحوار الوطني عن جماعة الحوثي، وهو نجل اللواء يحيى الشامي محافظ صعدة سابقاً.
كما أصدر الرئيس هادي قراراً جمهورياً آخر بتعيين اللواء الركن عبدالباري عبد الرحمن الشميري مفتشاً عاماً للقوات المسلحة.
وتأتي التعيينات ترجمة لتصريحات الرئيس هادي يوم 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي اعتبر فيها الحوثيين شركاء المرحلة، وبعد أن تم دمج المسلحين الحوثيين في القوات النظامية بقرار من وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي.
من جانبه، انتقد سلطان العتواني مستشار الرئيس، جماعة الحوثي قائلاً إن المظاهر المسلحة انتشرت «كالجراد» في البلاد عقب سيطرة الحوثي على العاصمة صنعاء. وأكد العتواني أن التمدد العسكري للحوثيين في صنعاء ومحافظات أخرى تم بعد اتفاق السلم، في حين أن الاتفاق نص على أن يتم إخلاء العاصمة والمحافظات من المظاهر المسلحة.

اشتباكات وقتلى
من جهة أخرى، أفادت مصادر باليمن أن ثلاثة مسلحين من جماعة الحوثي قُتلوا خلال محاولتهم التسلل إلى قريتي شِراع وسمنة في أرحب شمالي صنعاء.
ويأتي ذلك بعد ساعات من مقتل تسعة مسلحين آخرين من الحوثيين، في اشتباكات مع رجال من القبائل بقرية شِراع بعد اقتحام الحوثيين منزل زعيم قبلي بالقرية. وكان مسلحون قبليون تصدوا لمهاجمين من جماعة الحوثي حاولوا التسلل إلى منزل شيخ قبيلة في أرحب.
وعلى صعيد متصل، فجر مسلحون حوثيون منزلي الشيخين القبليين دَعّام الزبيري وأحمد مرشد المراني بمنطقة بيت مران في أرحب شمال صنعاء.
وكانت اشتباكات اندلعت بين مسلحين حوثيين وآخرين تابعين للشيخ القبلي في بيت مران أدت إلى مقتل تسعة من مسلحي الحوثي، وفق المصدر القبلي.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر امنية بأن مسلحي جماعة الحوثيين اختطفوا محمد عبدالله غالب أحد شيوخ قبيلة نِهم المجاورة لقبيلة أرحب شمالي البلاد، ونقلوه إلى جهة مجهولة. والشيخ غالب معروف بمناهضته للتوسع الحوثي في اليمن.
وعلى صعيد آخر، شكلت مجموعات من سكان تعز حركة سلمية تحت اسم «رفض» تناهض تمدد المجموعات المسلحة غير النظامية على مختلف منطلقاتها إلى محافظتهم.
في الاثناء، اشارت مصادر امنية ان مسلحين حوثيين شيعة خطفوا مسؤولاً كبيراً في المخابرات اليمنية في العاصمة صنعاء التي يسيطرون عليها منذ اكثر من ثلاثة اشهر. وقال مصدر في اجهزة الامن ان اللواء يحيى المراني المدير التنفيذي للامن الداخلي التابع لجهاز الامن السياسي خطف من قبل مسلحين حوثيين من امام منزله في صنعاء. وذكر مصدر آخر ان حوالي عشرين مسلحاً من الحوثيين اقتحموا منزل اللواء المراني واقتادوه الى وجهة مجهولة.

عصيان مدني
الى ذلك، شهدت محافظة عدن وعدد من المدن جنوبي اليمن عصياناً مدنياً دعا اليه الحراك الجنوبي، في احتجاج أسبوعي بدأ منذ أكثر من شهر، في حين قتل جنديان من حراس مسؤول أمني كبير. وشهدت مدن محافظة عدن انتشاراً مكثفاً لقوات الجيش والأمن منذ الصباح الباكر تحسباً لحدوث فوضى ترافق العصيان عادة. كما أغلقت معظم المحال التجارية والمرافق الحكومية، وقطعت بعض الطرقات من قبل ناشطي الحراك الجنوبي الذين أشعلوا إطارات مطاطية في الطرقات. وشهدت مناطق المنصورة وكريتر مواجهات بين الأمن المركزي ومحتجين قطعوا الطرقات. وأطلق رجال الأمن الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع دون تسجيل إصابات بين الطرفين.
وفي مدينة التواهي، قال شهود عيان إن محتجين من الحراك قطعوا الطريق المؤدي إلى فندق الشيراتون الذي يقيم فيه رئيس الوزراء خالد بحاح وعدد من أعضاء حكومته المجتمعين حالياً في عدن.
كما شهدت محافظات أخرى جنوبية مثل حضرموت ولحج وشبوة عصياناً تمثل في قطع بعض الطرقات مع وجود أمني وعسكري، غير أنه لم تسجل أي مواجهات أو صدامات حتى الآن.
وكان نشطاء من الحراك الجنوبي دعوا إلى أن يكون العصيان كبيراً لإيصال رسالة لرئيس الوزراء وأعضاء حكومته في عدن مفادها أن العصيان شعبي، وأن الحراك لا يفرضه بالقوة.
وفي سياق آخر، نجا عميد في الجيش اليمني من انفجار عبوة ناسفة زرعت في قلب سيارته في عدن جنوب البلاد ما ادى الى مقتل سائقه.
ولم يصب العميد فرج حسين العتيقي قائد اللواء 31 مدرع باذى نتيجة العبوة التي زرعت في سيارته.
واتهم مصدر امني تنظيم القاعدة بالوقوف وراء التفجير، مشيراً الى ان العبوة فجرت عن بعد وادت الى «مقتل سائق العميد العتيقي واصابة اثنين من مرافقيه بجروح» في حي خور مكسر في عدن.

ا. ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق