سينما

العالم براد بيت يصد غزو الزومبيات في World War Z

افلام الزومبيات لا تعد ولا تحصى في تاريخ السينما، واشهرها على سبيل الذكر لا الحصر Dawn of the Dead من اخراج زاك سنايدر عام 2004 وZombieland  عام 2009 وChain Reaction وChildren of the Living Dead وDance of the Dead وسلسلتا The Evil Dead وResident Evil وDay of   the Dead  وWarm Bodies. ويبدو ان موضة الاحياء الاموات ستظل مستمرة على منصة عرض هوليوود بدليل ان الزومبيات عادوا الى غزو الصالات السينمائية من خلال شريط World War Z من اخراج مارك فورستر ومن بطولة وانتاج النجم براد بيت.

براد بيت الذي سبق ان  كان مصاص دماء في شريط  Interview with the Vampire عام 1994، تحوّل في World War Z قاتلاً للزومبيات من خلال ادائه شخصية جيري لاين، عالم في الامم المتحدة سيفاجأ بجرثومة رهيبة وغامضة ستضرب العالم كله وتحوّل البشر امواتاً احياء. ولانه خائف على عائلته وعلى البشرية جمعاء، هو سينطلق في رحلة حول العالم للبحث عن مصدر هذه الجرثومة وكيفية العمل للقضاء عليها والحد من انتشارها. رحلته ستكون سباقاً مع الساعة، فالعالم يغلي وينهار، والفوضى العارمة تشبه تسونامي من الزومبيات الذين يملأون الطرقات والشوارع بحثاً عن بشر يلتهمونهم.

البحث عن مصدر الجرثومة
الفيلم مقتبس عن رواية من تأليف ماكس بروكس كانت تروي مأساة الجرثومة التي تسببت باندلاع حرب انسانية من خلال وجهة نظر عدد كبير من الشخصيات. ولكن سيناريو الفيلم فضل التركيز على الحدث من وجهة نظر شخصية واحدة هي شخصية  العالم جيري لاين التي يجسدها الساحر براد بيت الذي سيتراجع عن قرار اعتزال عمله المرهق في الامم المتحدة للاهتمام بزوجته وابنتيه الصغيرتين، عندما ستتفشى الجرثومة في مشهد مهيب بضخامته ومؤثراته، سيبدأ في يوم عادي عندما سيعلق جيري مع اسرته في زحمة سير خانقة على الطريق. فجأة ستحوم عشرات الطائرات المروحية في سماء نيويورك وسيبدأ السائقون بترك سياراتهم والركض باقصى سرعتهم هرباً من كارثة مقبلة نحوهم. هل هي وحش فضائي؟ لا بل أخطر بكثير. انهم بشر اصيبوا بجرثومة حولتهم زومبيات، فانطلقوا يبحثون عن الاصحاء لعضهم وتحويلهم زومبيات بدورهم. وهكذا سيضطر جيري للهرب هو الاخر مع عائلته والاحتماء من الزومبيات. وبما انه باحث قديم لدى الامم المتحدة، سيتم ترحيله مع اسرته على متن طائرة مروحية الى منطقة آمنة، وسيطلب منه في المقابل خدمة مكلفة جداً. حتى تظل اسرته في الامان، عليه أن يعود للعمل وينطلق مع فريق من العلماء في العالم كله للبحث عن مصدر الجرثومة والشخص الاول الذي اصيب بها، والاهم ايجاد ترياق شاف.

جرثومة العراقيل
ايجاد الحل على يد جيري لاين ربما كان اسرع بكثير من المشكلات التي اضطر الفيلم لمواجهتها وحلها حتى يكتمل في النهاية. شريط World War Z كان متوقعاً صدوره قبل عام من اليوم، ولكنه عرف عراقيل كثيرة ومشكلات انتاجية وتصويرية ضخمة أدت الى تأجيله. ومن هذه العراقيل تباين في وجهات النظر بين المنتج براد بيت والمخرج مارك فورستر مما خلق توتراً شديداً بينهما اثناء التصوير، واعادة تصوير نهاية مختلفة تماماً عن تلك التي صوّرت سابقاً، وتغيير عدد كبير من كتّاب السيناريو مما تطلب اعادة ابتكار مشاهد جديدة صوّرت هي الاخرى، مما رفع كلفة الميزانية وجعلها تتخطى الـ 200 مليون دولار. بدورهم الزومبيات لم يسلموا من المشكلات، فالانتقادات طاولتهم خصوصاً لجهة الابتكارية التي رغب فريق المؤثرات الرقمية في اعتمادها، فلجأوا الى خلق زومبيات خارقة جداً تركض بسرعة وكأنها تشارك في سباق، مما جعل هذه المخلوقات المخيفة غير مقبولة لأنها مغايرة تماماً للصورة المطبوعة في الاذهان والتي لطالما اظهرتهم بطيئين جداً. ايضاً الفيلم سيمنع في الصين على ما يبدو، وهي من الاسواق الضخمة جداً عالمياً. اما السبب فلا يعود فقط لكون براد بيت سبق ان وضع على اللائحة السوداء منذ قدم شريط Seven Years in Tibet عام 1997، بل ايضاً لان جرثومة الزومبي ستنطلق من الصين التي تصفها حوارات  الفيلم بالبلاد المظلمة والقاتمة، وهذا أمر لم تبلعه الصين مطلقاً.

اكشن ضخم ومؤثرات بصرية مذهلة

رغم جميع العراقيل التي عانى منها الشريط، والتي اوحت بأن مصيره لن يكون جيداً، فوجئنا بثريلر علمي خيالي ترفيهي من الطراز الرفيع، ولكنه لا يندرج فعلاً في خانة الرعب القوي ولا يحتوي الكثير من المشاهد الدموية كما هو مفترض مع افلام الزومبي. ينطلق الفيلم في قسمه الاول بحركة واكشن صاروخيين وتوتر متصاعد ومرتبط بالاعداد الهائلة للزومبيات السريعة التي ستسرّع الايقاع وتفجر الفوضى وتزرع الهلع والخطر في كل مكان. هذا البحر الهادر من الزومبيات  ومن البشر الهاربين منهم سنتابعه من خلال مشاهد جوية تظهر بوضوح المنظر العام المهيب والديكورات الضخمة. المرحلة الثانية تصور رحلة براد بيت بين كوريا واورشليم قبل ان يلتحق بمختبرات الامم المتحدة في بريطانيا.

الخاتمة مفتوحة
اما القسم الاخير الذي اصر براد بيت المنتج على اعادة تصويره واستخدم كاتب سيناريو جديد هو دايمون لندلوف لاعادة كتابته، فجاء غريباً عن باقي الفيلم وغير منسجم مع الاحداث السابقة وفاقد الايقاع ومبالغاً في التطويل. حتى الزومبيات اصبحت بطيئة بحجة عدم وجود الطعام الذي يقويها. هذه الخاتمة جاءت مفتوحة وكأنها تترك الباب واسعاً امام جزء آخر في حال نجاح الفيلم على شبابيك التذاكر. وكما هو ملاحظ، تجري احداث الفيلم في مناطق عديدة من العالم، لذلك تم فعلاً تصويره في بلدان عدة من اجل المصداقية. مشاهد فيلادلفيا صوّرت في غلاسغو خصوصاً ان المدينتين متشابهتان بفن العمارة. المشاهد التي من المفترض انها تدور في اورشليم صوّرت في جزيرة مالطا. اما حاملة الطائرات التي ستلتجىء اليها عائلة براد بيت فهي حقيقية، انها الـ Argus السفينة الضخمة التابعة للبحرية البريطانية والتي حملت استثنائياً من اجل تصوير الفيلم لون العلم الاميركي.

مايا مخايل
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق