سينما

الارهاب الاسود يضرب البيت الابيض

شهرة المخرج الاسود انطوان فوكوا كبيرة في هوليوود، وخصوصاً في مجال صناعة اقوى افلام الاكشن التي تدور في مناخات واقعية مئة بالمئة. فكلنا نذكر شريطه الرائع Training Day الذي بفضله اصبح دانزل واشنطن اول اسود يفوز باوسكار افضل ممثل بدور اول في تاريخ السينما. وهذا تحديداً ما دفع منتج شريط Olympus Has Fallen الممثل البريطاني – الاسكتلندي جيرار باتلر لارسال سيناريو الفيلم الى فوكوا، طالباً منه ان يتولى ادارته وادارة عملية انقاذ الرئيس الاميركي الذي سيتعرض منزله للمداهمة من قبل ارهابيين آسيويين.

جيرار باتلر المعتاد على آداء ادوار البطولة في افلام مليئة بالحركة والاكشن والفنون القتالية كما في 300 وLaw Abiding Citizen وUltimate Game وRock’NRolla، كان يتمنى فعلاً العمل مع المخرج انطوان فوكوا وقد قال عنه: «انه احد اكبر المخرجين في عالم السينما اليوم، وانا اعشق كل افلامه وخصوصاً Tears of the Sun مع بروس ويليس وBrooklyn’s Finest مع ريتشارد غير وTraining Day الذي اعتبره واحداً من اهم الافلام التي رأيتها في حياتي. لا احد مثل فوكوا  يبرع في مزج الاكشن بالواقعية. معه الفيلم سينجح حتماً».

البيت الابيض ينهار بواقعية
يروي فيلم Olympus Has Fallen قصة تعرّض البيت الابيض لهجوم ارهابي ستشنه مجموعة اسيوية ستتمكن من الدخول واحتجاز الرهائن ومن ضمنهم الرئيس بنجامن اشر (اروون ايكهارت) وابنه الصغير. البيت الابيض رهينة في يد الارهابيين، والحكومة الاميركية لا تفاوض الارهابيين، هي المقولة الكليشيه التي حفظناها في عشرات الافلام السابقة، ومنها على سبيل المثال Air Force One مع «الرئيس» هاريسون فورد. ولكن قادة العمليات والجنرالات اضافة الى رئيس مجلس الشيوخ ترمبال (مورغان فريمان) ورئيسة المخابرات الاميركية لين جاكوبز (انجيلا باسيت) ووزيرة الدفاع روث ماكميلان (ميليسا ليو) سيناورون، تاركين الفرصة امام الحارس السابق للرئيس العميل مايك بانينغ (جيرار باتلر) لانقاذ الرئيس وتبييض سمعته التي تلوثت يوم فشل في انقاذ حياة السيدة الاولى (اشلي جود) من حادث سيارة.  وبما ان مايك بانينغ صاحب القدرات القتالية العالية يعرف جيداً البيت الابيض، سينطلق بمهمته الحافلة بالاكشن المتفجر والتشويق العالي وخصوصاً لواقعية. هذه الواقعية كانت شرطاً اساسياً رغب فريق الفيلم بتحقيقه، فالقصة القوية ستبدو مجرد ميلودراما في حال قدمت بطريقة غير مقنعة ويصعب تصديقها.
بميزانية بلغت 80 مليون دولار، عمل فوكوا وممثلوه الكبار على جعل كل لقطة مقنعة للجمهور وكل مشهد مبرراً وواقعياً ويسهل تصديقه. لقد استعان انطوان فوكوا بفريق من المستشارين ضم عملاء سريين سابقين من مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة المخابرات المركزية وشرطيين. ايضاً لجأ فوكوا الى خدمات عملاء سريين عملوا في البيت الابيض سابقاً، فراجعوا معه السيناريو فابقوا على كل ما هو منطقي وطلبوا تعديل كل ما يبدو مجرد «سينما». وهكذا عمل فوكوا بمشورة الخبير في مكافحة الارهاب ريكي براينت جونز، فلجأ الى تقديم مشهد مهاجمة البيت الابيض الذي يعتبر المشهد الاساسي في الفيلم، من خلال تصوير احترم الزمن الفعلي للمهمة، أي 13 دقيقة كاملة. هذا المشهد تحديداً تطلب الكثير من الابحاث والنقاشات، ومن ضمنها تلك المتعلقة بنوعية الاسلحة والطائرات المستخدمة مثل طائرة Lockheed Hercule C-130 القادرة فعلاً على تدمير كل شيء في طريقها قبل ان يتم اسقاطها.

نجوم ينفذون المهمة بنجاح
نجاح مهمة العميل مايك بانينغ لم تكن امراً مشكوكاً فيه، فرغم كل ما تميّز به الشريط على صعيد المشهدية الحافلة بالاكشن والانفجارات والمعارك المصوّرة كلها بواقعية شديدة واقناع كبير، إلا انه يظل مرتكزاً على قصة تقليدية وبطولة اميركية معتادة في كل الافلام من هذه النوعية.
هذه الاجواء الكليشيه لم تمنع الممثلين من تقديم افضل الآداءات، خصوصاً ان الكاستينغ يضم ممثلين من الوزن «الثقيل» بالموهبة والقيمة الفنية. اولهم جيرار باتلر الناجح والمقنع ببنيته الجسدية وعضلاته كبطل اكشن كما سبق ان ذكرنا، اضافة الى وسامته وسحره اللذين جعلا منه نجماً ايضاً لعدد كبير من الافلام الرومنسية مثل P.S:I Love You وغيرها. في الفيلم ايضاً مشاركة لنجمين فائزين بالاوسكار، هما مورغان فريمان وميليسا ليو. فريمان تألق دائماً بادائه المتقن والواقعي في معظم ادواره السينمائية  مثل Million Dollar  Baby من اخراج كلينت ايستوود الذي حمل له اوسكار افضل ممثل في دور ثانٍ، وميليسا حصدت الاعجاب والتقدير عندما قدمت دور والدة شقيقين مصارعين في فيلم Fighter الذي حمل لها اوسكار افضل ممثلة في دور ثان. في الفيلم ايضاً مشاركة لافتة لكل من انجيلا باسيت صاحبة الحضور القوي وآروون ايكهارت الكاريزماتيكي وآشلي جود الغائبة منذ فترة طويلة والتي حلت مكان وينونا رايدر في آداء دور السيدة الاولى.

مايا مخايل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق