دولياترئيسي

صفقة غربية – ايرانية: تخفيف العقوبات مقابل خفض التخصيب

رغم كل المحاولات التي ابدتها الولايات المتحدة والدول الغربية التي تندرج ضمن تسمية «5 + 1» بابعاد الملفات الاخرى الشائكة عن محادثاتها مع ايران بخصوص الملف النووي، الا ان الجانب الايراني يبدي تمسكاً شديداً بادماج ملفات البحرين وسوريا مع «النووي» ضمن حزمة واحدة.

المباحثات التي انعقدت في كازاخستان تحت مسمى «المآتي» نسبة الى المدينة التي استضافتها لم تصل الى نتيجة تذكر في مجملها، الا انها حظيت بالاشادة على مستويات دولية متعددة، ورسائل تشير الى انها كانت مفيدة. وعقب المحادثات التي استمرت يومين توالت التأكيدات بأن الكرة الآن في مرمى ايران، خصوصاً في الملف النووي، لجهة تقديم عرض يقوم على مبدأ تخفيف العقوبات في مجالات معينة مقابل الحد من عمليات التخصيب «الحساسة». اما بالنسبة الى موضوع دمج الملفات السورية والبحرينية مع «النووي» فلم ترد تقارير حول مباركة «5 + 1» على ذلك المشروع الايراني.
فعلى مدى يومين، تبادلت الدول الكبرى وايران الاقتراحات خلال محادثات جرت في كازاخستان ووصفت بانها مفيدة، وتهدف الى كسر الجمود في الازمة النووية الايرانية المستمرة منذ اكثر من عقد، رغم انخفاض التوقعات في التوصل الى اي اتفاق.
ويأتي الاجتماع الذي عقد في مدينة المآتي في كازاخستان في الوقت الذي تشتد حدة تداعيات العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية، وفيما ترفض اسرائيل استبعاد الخيار العسكري في مواجهة البرنامج النووي الايراني.

مقايضة
وخلال المباحثات، عرضت الدول الكبرى على ايران السماح لها باستئناف تجارتها في الذهب والمعادن الثمينة اضافة الى مواصلة جزء من نشاطاتها المصرفية الخاضعة حالياً للعقوبات. وفي المقابل طلبت الدول الكبرى من ايران الحد من عملياتها الحساسة لتخصيب اليورانيوم التي يخشى العالم من استخدامه في صنع قنبلة نووية. «بما في ذلك، وقف التخصيب إلى نسبة 20% واغلاق موقع فوردو ـ المبني في جوف جبل ويصعب تدميره – وارسال مخزون اليورانيوم المخصب إلى 20%» إلى الخارج.
وقال مصدر مقرب من فريق المفاوضين الايرانيين انه من غير الوارد اغلاق موقع فوردو او ارسال «مخزوننا» من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% الى الخارج. في المقابل «يمكن ان نفكر في وقف التخصيب بنسبة 20 بالمئة مقابل رفع جميع العقوبات الدولية وخصوصاً عقوبات مجلس الامن الدولي».
واتفق الجانبان على جولة جديدة من المباحثات اعتباراً من منتصف آذار (مارس) الحالي. وتؤكد ايران ان برنامجها النووي اهدافه مدنية حصراً، في حين تتهمها الدول الغربية واسرائيل بالسعي الى انتاج السلاح الذري تحت غطاء «برنامج نووي سلمي».
من جهته، رأى وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان المباحثات في كازاخستان حول ملف ايران النووي بين طهران والدول الكبرى كانت «مفيدة»، داعياً ايران الى ان تدرس بطريقة جدية المقترحات الجديدة. وقال كيري خلال مؤتمر صحافي عقده في باريس في ختام لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس: «ننتظر ان تدرس ايران بجدية المقترحات التي قدمتها مجموعة 5+1 والتي من شأنها ارساء الثقة». واوضح انه اذا تعهدت ايران بجدية وآمل في ان تفعل ذلك، سيفتح هذا المجال امام مفاوضات تفضي الى اتفاق شامل على الاجل الطويل.
وتشدد طهران على أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة يستخدم لانتاج الوقود لمفاعلها للأبحاث في طهران الذي ينتج نظائر مشعة، بينما تتهم الدول الغربية واسرائيل إيران بالسعي إلى امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني.
وسبق ان انتجت إيران 280 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% من بينها اكثر من 110 كلغ تم تحويلها إلى وقود لمفاعل طهران للابحاث.
في سياق آخر، أعلن وزير الدفاع الايراني العميد احمد وحيدي انه سيتم الكشف قريباً عن زوارق طائرة ايرانية جديدة قاذفة للصواريخ. وقال وزير الدفاع لوكالة انباء فارس ان الزورق الطائر الجديد الذي سيتم الكشف عنه قريباً هو من النوع الهجومي ويتمتع بالقدرة على اطلاق الصواريخ. واضاف ان ايران حققت انجازات ممتازة في قطاع الدفاع سيتم الاعلان عنها قريباً. وتابع ان ايران تستخدم طائرات بدون طيار في المهام البحرية، مشيراً الى ان التوسع في استخدام الطائرات بدون طيار التي تنطلق من القطع البحرية مدرج في برنامج وزارة الدفاع.
وكان قائد سلاح البحرية الايراني الادميرال حبيب الله سياري قد صرح خلال الشهر الماضي، ان ايران زودت اسطولها البحري بانواع مختلفة من الطائرات بدون طيار متابعاً ان البحرية سوف تستخدمها في مهام مختلفة.

طائرة قتالية
وفي السياق ذاته، كشف الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن طائرة قتالية جديدة قال انها احدى اكثر الطائرات تطوراً في العالم. ونقلت وسائل الاعلام الايرانية عن احمدي نجاد قوله لدى تدشين الطائرة ان المهندسين الايرانيين صمموا وانجزوا هذه الطائرة المسماة «قاهر-  313»، مشيراً الى انها «من بين الطائرات القتالية الاكثر تطوراً في العالم». واضاف ان الطائرة حلقت حتى الان آلاف الساعات وان طياريها راضون جداً عن ادائها.
ونقلت وسائل الاعلام عن وزير الدفاع احمد وحيدي قوله: ان الطائرة الجديدة، تتمتع خصوصاً بصعوبة رصدها على الرادارات، وقد صنعت من مواد حديثة وهي مزودة بالكترونيات الطيران المتطورة. واكد وحيدي ان الطائرة قادرة ايضاً على الهبوط على مدرجات قصيرة ويمكن تصليحها بسهولة وسرعة، مشيراً الى انها صممت لتلبية كل حاجات الطيران الايراني خلال حرب جوية.
من جهة ثانية، أعلنت البحرية الإيرانية انها بدأت بناء قاعدة جديدة قرب حدودها مع باكستان. ونقلت وكالة فارس للأنباء عن قائد البحرية الإيرانية الأدميرال حبيب الله سياري انه لم يكن للبحرية الإيرانية أي تواجد عسكري في المنطقة ولكن الآن سيكون لنا تواجد فيها بهدف الدفاع عن «مصالح بلادنا ومياهنا ولنراقب بشكل أفضل الملاحة البحرية التي تجري في المنطقة». وأوضح أن القاعدة الجديدة ستكون جزءاً من المنطقة البحرية الثالثة في كورناراك. وكانت إيران قد أجرت العديد من المناورات البحرية في السنوات الماضية لتعزيز تواجدها في المياه الإقليمية

كازاخستان – «الاسبوع العربي»

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق