لقطات
المعنيون بتشكيل الحكومة ينشرون التفاؤل في كل تصريحاتهم واحاديثهم ولكن ذلك لا يعكس الواقع اذ ان الامور لا تزال معقدة. ودخل على خط التفاؤل رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اكد ان الثلث المعطل اصبح خلفنا وان الرئيس المكلف ليس وحده من لا يحتمل الثلث المعطل انما نحن ايضاً لا نحتمل ذلك. وقال ان المشاورات لتشكيل حكومة جديدة دخلت مرحلة جدية يمكن ان تقود الى نتيجة ملموسة.
وزير الاعلام ملحم الرياشي يكثف اتصالاته موفداً من الدكتور سمير جعجع في محاولة لحلحلة العقد من امام الحكومة. ولهذه الغاية زار مقر الرئاسة الثانية في عين التينة والتقى الرئيس بري وعرض معه للاوضاع العامة والوضع الحكومي. الاجتماع استمر ساعة ونصف الساعة ووصفه الرياشي بـ «الممتاز». مشيراً الى ان الامور ايجابية والرئيس بري يساعد الرئيس المكلف في حلحلة العقد.
تحدث وزير الاعلام ملحم الرياشي عن العقد التي تعترض تشكيل الحكومة فقال «ان بعضهم يظن ان الحكومة تؤلف على جبل الاولمب حيث تعيش آلهة الاساطير في حين اننا كائنات بشرية عادية نسعى الى ذلك. لكن الاهم هو ان يتواضع هذا البعض ويعرف ان وحدة المعايير هي كل متكامل لا تنطبق على سواه من دونه، بل عليه وقبل سواه». «في السياسة لا احد يمكنه ان يحسب حجمه مرتين، وكفى بالله وكيلا».
اسرار
التعثر الحكومي مستمر، وكل ما يقال عن ايجابيات ما هو الا سراب. فالكتل السياسية على مواقفها ولا يبدو ان اي طرف مستعد للتنازل قيد انملة عن مطالبه. فهل المقصود البقاء في فراغ حكومي الى اجل يحدده المعرقلون؟ لم يعد احد يدري ماذا يجري، ولماذا هذه المواقف المتصلبة التي تسيء الى سمعة البلد في الخارج وتدمر الاقتصاد؟
تقول مصادر الحزب الاشتراكي ان التمسك بثلاثة وزراء وعدم التنازل عن مقعد لطلال ارسلان او لغيره هو موقف نهائي والقضية لا تتعلق بوزير زائد او ناقص بل ان القضية تتعلق بالتمثيل الدرزي في لبنان والمنطقة في مرحلة يتعرض فيها الدروز في سوريا وفي اسرائيل لامتحانات جديدة مثل مجزرة السويداء او هوية الدروز في اسرائيل. وهذا الموقف ابلغ الى المعنيين.
يواصل البطريرك الماروني بشاره الراعي حملته على السياسيين المعرقلين لتشكيل الحكومة ولبنان في امس الحاجة اليها اولاً من اجل سمعة البلد في الخارج وثانياً من اجل معالجة الاقتصاد المتدهور والذي ينعكس على حياة اللبنانيين، بحيث باتوا يعانون من ضائقة معيشية غير مسبوقة. وقال الراعي «ان المسؤولين عندنا يسمعون كلمة اهوائهم ومصالحهم وربما كلمة الخارج من دون الاهتمام بالخير العام وبمصالح الدولة».